- وفاة «عزيزة» أدخلتنى فى نوبة بكاء استمرت لما بعد التصوير - المخرج أصر على تنفيذ مشاهدى دون «دوبلير».. وتخطيت «فوبيا» الأماكن الشاهقة بالقفز من ارتفاع 50 مترا - أجسد صوت الحق فى المسلسل.. وخلع عباءة الشر أكثر ما جذبنى - تربيتى فى حارة شعبية بإمبابة وسط أسر من الصعيد ساعدتنى على إتقان اللكنة نجح مسلسل «نسل الأغراب» فى أن ينسج خيوطا درامية متباينة داخل العمل، وإحدى القصص المؤثرة هى قصة حب «على الغريب» الذى يقدم دوره «دياب»، ل«عزيزة» التى تجسد دورها «منة فضالي» والتى انتهت بوفاة الأخيرة ليقع هذا الخبر كالصاعقة على كل متابعى القصة الذين تمنوا أن تكلل بالزواج بعد أن تتخلص «عزيزة» من قبضة زوجها الذى عذبها، إلا أنه كان للمؤلف والمخرج وجهة نظر أخرى فى عدم استمرار هذه القصة وأن ينتهى الأمر بموت «عزيزة»، وهو الأمر الذى أدى إلى انهيار «على»، فهى حب عمره الذى لم يجد امرأة يحبها مثلما أحب «عزيزة» ففضّل ألا يتزوج بعدها، ولكنه بعد وفاتها كان له رأى آخر، حيث قرر الزواج من ابنتها «رغدة» وهو ما أثار تعجب البعض، لكنه كان له مبرره فى ذلك، وهو وفاء لعزيزة وتنفيذا لوصيتها فى حماية ابنتها من بطش والدها لها. وفى السطور التالية حاورت «الأهرام المسائي» دياب حول دوره بالمسلسل:
فى البداية ما الذى جذبك لتجسيد شخصية «على الغريب» فى مسلسل «نسل الأغراب»؟
الحقيقة أن أول ما جذبنى لها هو أننى وجدتها أنها شخصية مختلفة، ولم أجسدها من قبل، بداية من سلوكه الذى أراه جديدا عليّ، وحتى التحولات النفسية التى يمر بها، بالإضافة إلى عناصر العمل الذى يتكون من نجوم كبار مثل أحمد السقا وأمير كرارة، وحتى المخرج الكبير محمد سامي، وبالتالى كل تفاصيل العمل كانت عناصر جذب لخوض هذه التجربة الجديدة. كما ذكرت أن الشخصية بها تحولات نفسية كيف تعاملت معها؟
كنت حريصا على أن أقدم الشخصية كما يراها المخرج بالضبط، بإحساسى بالشخصية ومعايشتى لها، خاصة أن الشخصية والعمل مكتوب بحرفية شديدة وإتقان لذلك جاءت الدراما الخاصة بها مضبوطة وكأنها لائقة عليّ. تأثر الجمهور بمشهد انهيارك على وفاة حبيبتك كيف استعددت نفسيا لهذا المشهد؟
هذا المشهد كان من أصعب المشاهد عليَّ، لأننى تعبت ودخلت فى نوبة بكاء وزادت ضربات قلبى لمدة لا تقل عن ربع أو ثلث ساعة بعد انتهاء المشهد لدرجة أننى لم أستطع التنفس بسهولة وكان من أصعب المشاهد التى قدمتها فى حياتى حتى الآن، وسبب وصولى لهذه الحالة هو أننى صدقت الشخصية وتعايشت معها لدرجة أننا أصبحنا شخصا واحدا لحرصى على تجسيد أى مشهد بصدق حتى يصدقه الجمهور ويشعر بالشخصية وأوجاعها. لكن كانت هناك انتقادات حول تصرف «على الغريب» فى سرعة طلبه الزواج من «رغدة» رغم أنه كان وفيا لحبيبته؟
لأن هذا جزء من تركيبة على الغريب فمن شدة وفائه لحبيبته السابقة «عزيزة» بعد وفاتها، قرر أن يدافع عن البنت «رغدة» بزواجه منها، لكى يحميها من بطش وجبروت وظلم أبوها، كما أن هناك مفاجآت كثيرة سنكتشفها فى الحلقات المقبلة من العمل. البعض وجه انتقادات إلى أن الصعيد ليس بالصورة التى يقدمها المسلسل، فما تعليقك؟
أنا الحقيقة لا أسأل عن هذا الموضوع، ويسأل عنها المؤلف والمخرج لأنه صانع العمل، بينما أنا قدمت شخصية درامية ضمن عمل متكامل، وبالتالى أنا مسئول عن دورى فقط. كيف رأيت تركيز الجمهور فى أدق تفاصيل العمل؟
هذا إن دل فهو يدل على نجاح كبير أن يتفاعل الجمهور مع المسلسل فى أدق التفاصيل ورغبة المشاهدين فى وجود مبرر لكل شيء يحصل فى الأحداث، فهذا شيء يسعدنا. لدرجة أنهم سألوك كيف تدخل كلية الشرطة وأحد أقاربك كان مسجونا؟
هذا نجاح أيضا، لدرجة أننى رددت عليهم وقلت إنه عندما تقدم على الغريب لكلية الشرطة لم تكن هناك مشكلات وقتها، حيث كان والده عمدة البلد وأهله أثرياء وسمعتهم طيبة إلى أن قامت «العركة» والمشكلة الكبيرة التى نتج عنها موت البعض، وقتها كان بالفعل موجودا فى كلية الشرطة. ما الصعوبات التى واجهتك وخاصة أنك تقدم جرعة كبيرة من الأكشن؟
بالفعل كانت من الصعوبات التى واجهتها فى العمل، لكننى فى النهاية تحت أمر العمل والمخرج لأننى فى النهاية ممثل محترف ويمكن أن أقدم أى شيء طالما الشخصية نالت إعجابي، والحقيقة كانت مشكلتى فى الأماكن المرتفعة خاصة أننى عندى فوبيا من الأماكن العالية، كما أن هناك مشاهد تعبت فيها جدا لأننى قدمتها كلها بنفسى وهذا ظاهر على الشاشة حيث أصر المخرج على تنفيذها كلها بنفسى بداية من مشهد ضرب النار على الكمين، حتى التعلق فى الهواء حيث تسلقت 50 مترا على عمود كهرباء ثم نزلت منه على سلك، والحقيقة أنه كان معنا فريق عمل محترف من الأكشن داخل المسلسل، ورغم أن هذه المشاهد كانت صعبة عليّ بدنيا ونفسيا، إلا أننى تخطيتها واستفدت منها وحصلت على خبرة، ونالت إعجاب الجمهور، خاصة أنها المرة الأولى التى أقدم فيها أكشن بالمعنى الحرفى حيث قدمت مشاهد أكشن العام الماضى فى مشهد خناقة مع محمد رمضان حيث كنت ضيف شرف، بينما الأكشن هذا العام ثقيل واحترافى جدا. هل ترى أن هذا سيؤهلك لتكون نجم أكشن؟
أتمنى طبعا، ولكننى فى النهاية ممثل محترف وأى شيء فى حقل التمثيل المفروض أننى أعرف أقدمه إن لم يكن بنسبة 100 % يجب أن أقدمها بنسبة 60 أو 70 % ، حتى عندما يطلب منى شيئا آخر أستطيع أن أقدمه، فمثلا أن يكون عندى مشكلة صحية والمفروض أن أقدم ألعاب أكروبات فلابد أن أكون مؤهلا، والحمد لله نسل الأغراب كان اختبارا جيدا لى فى الأكشن وأظن أننى نجحت فيه. تتخلى فى هذا العمل عن نوعية أدوار الشر التى تميزت فيها، فى حين أنك تقف أمام اثنين يتسمان بالشر المطلق، كيف رأيت هذا الأمر؟ بالفعل هو صوت الحق فى المسلسل، والحقيقة أن هذا العنصر كان من أهم عناصر الجذب بالنسبة لي، خاصة أن كل تفاصيل الشخصية جديدة عليّ، بداية من علاقته بأمه وأخوته وخوفه عليهم لأنه عمود الخيمة فى عائلته والمسنودين عليه، ويمثل لهم حصن الأمان، فكلها عناصر جذب لا يمكن أن أتجاهلها أو لا أقدم الدور الذى اعتبره نقطة مضيئة ومهمة جدا فى حياتى إن لم تكن الأهم. و«على الغريب» هو خير ممثل للشخصية الصعيدية الأصيلة والثقافة الصعيدية المتمثلة فى الشهامة والجدعنة والانتماء وحب أهله وحب كل الناس من حوله والخير والكرم، فكل هذه الصفات الموجودة فى شخصية «على الغريب» تمثل الثقافة الصعيدية التى نتعلم منها الجدعنة والرجولة والشهامة والوفاء وحب الخير والعدل. هل قابلت صعايدة لاستلهام جزء من خطوط الشخصية وطريقة تعاملهم؟
أنا نشأتى كلها كانت فى إمبابة، وتربيت فى حارة داخل منطقة شعبية وهذه الحارة كانت عبارة عن 8 بيوت فيها 6 بيوت يتحدثون باللكنة الصعيدية، وبالتالى أنا معجون بالثقافة الصعيدية، ولذلك صدقنى الناس، كما أن المخزون عند أى فنان هو الذى يسهل له لكى يستوعب أى شخصية موجودة أمامه. كيف رأيت التعاون مع الفنانة فردوس عبد الحميد؟
«ستنا» ومن أهم أعظم الأشياء التى حدثت فى تاريخى المهنى أننى وقفت أمام الفنانة الكبيرة فردوس عبد الحميد، والحقيقة أننى عندما رأيتها حدث تلاقى فنى عظيم بجانب وجود كيمياء مشتركة بيننا، وهى فنانة على درجة كبيرة من الاحتراف ربما لا تكون موجودة حاليا واستفدت منها جدا ومن إحساسها والتزامها فهى تجربة عظيمة أن وقفت أمامها وتعلمت منها الكثير، لأنها سيدة لديها عطاء وحب واحترام والتزام نتعلم منه جميعا. جمع المسلسل بين أكثر من جيل كيف رأيت ذلك؟
بالفعل فالدراما الخاصة بالمسلسل تحتم علينا أن يكون فيها أجيال مختلفة سواء جيل الكبار والوسط والشباب، وفى رأيى أن هذا الأمر أثرى العمل الفنى وجعل الأجيال تستفيد من بعضها.
ذكرت أن هذا العمل نقطة مضيئة فى مشوارك الفني.. هل ستعيد بعده حسابات ومعايير قبولك للأدوار أو مساحة التمثيل ؟
هذا الموضوع موجود من قبل هذا العمل، حيث إننى لا أدخل أى عمل يعرض عليَّ إلا قبل أن أراه مناسبا لى وينال إعجابي، وهذا الدور والعمل نقطة مضيئة فى مشوارى الفنى بجوار النقاط المضيئة فى حياتى المهنية التى قدمتها من قبل، وأتمنى أن يديم الله هذه النعمة وأن تكون موجودة باستمرار.
هل ترى أن التمثيل خطفك من الغناء؟
الحقيقة أن قضيتى مع المنتج نصر محروس هى ما تجعلنى متوقفا عن الغناء حتى يتم البت فى هذه القضية، وظهرت فقط فى الغناء من خلال أحد الإعلانات مع مدحت صالح ومحمود العسيلي.
ماذا عن أعمالك السينمائية؟
ليس عندى أعمال سوى فيلم «السرب» الذى أصوره بعد عيد الفطر المقبل، وسنستكمل تصوير الفيلم، وهو عمل مهم ومختلف جدا.
ما الذى تطمح إليه؟
أتمنى أن أظل أقدم أدوارا حلوة، والجمهور يستمتع بما أقدمه، وأستطيع أن أقدمه تاريخا مهنيا جيدا أفتخر به ويتباهى به أهلى وأصدقائي.