بعد دخول النصف الثانى من شهر رمضان تبدأ الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر المبارك، ليس بحثاً أو رغبة فى رحيل «سريع» للشهر الكريم أو حتى عدم اهتمام بما تبقى منه، ولكن بات تقليداً وعادة يتبعونها تفرض نفسها من أجل تدبير نفقات موسم جديد على وشك الوصول. العشر الأواخر، أيام العتق من النار التى تضم بينها ليلة القدر حيث تختلط المشاعر وتتضارب الأحاسيس ما بين حزن وشجن مع اقتراب انقضاء شهر الصيام فى مقابل فرحة وسعادة يبثها الله عز وجل فى النفوس والقلوب فى استقبال العيد باعتباره المُسكِّن والعزاء الوحيد فى وداع ضيفنا الكريم. تسيطر حالة من التفكير والجدل بين أفراد الأسرة حول مستلزمات العيد بداية من الكحك والسؤال المعتاد «هنجيب جاهز ولا هنعمل فى البيت؟»، إلى جانب بند خاص للأطفال ومستلزماتهم التى لا تقبل النقاش أو التأجيل سواء ملابس العيد أو ألعابه. ولا يمكن إغفال شريحة كبيرة تستعد بشكل خاص طوال شهر رمضان لأن يوم العيد بالنسبة لهم هو نفسه يوم وليلة العمر، حيث تشهد ليالى رمضان مهاما خاصة جداً لهم ولكل أفراد الأسرة التى تستعد لزفاف أحد أبنائها أو بناتها لذلك يسيطر التفكير فى العيد من أول يوم رمضان بهدف إتمام جميع التجهيزات فى الوقت القليل المتاح لديهم. كما يقوم العاملون فى مجالات مختلفة بترتيب جداول أعمالهم بمحاولة الانتهاء من معظمها قبل العيد من أجل فترة راحة خالصة، فيما يقوم البعض بترحيل بعض الأعمال لبعد العيد خاصة مع بدء العشر الأواخر من رمضان، حيث يبدأ ترديد أشهر عبارة رداً على أى طلب خلال هذه الفترة «بعد العيد إن شاء الله»، الأمر الذى يؤكد أن الأفكار وإن اختلفت فإنها تسيطر على أصحابها فى سبيل تخطيط الفترة المقبلة والترتيبات تتنوع وفقاً لالتزاماتهم وظروفهم ويبقى الاستعداد والانتظار واحداً فى استقبال موسم عيد بات على الأبواب.