«فانوس صاج بشمعة تختبئ خلف باب صغير يظهر من خلاله إضاءة خفيفة».. ربما هذا هو الشكل الأكثر حضوراً فى الأذهان عند الحديث عن تطور الفوانيس وماضيها وما كانت عليه منذ زمن ليس ببعيد، هذه الصورة التى يحتفظ بها بعضنا فى ذاكرته فيما يعد البعض الآخر أكثر حظاً لقدرتهم على الاحتفاظ بالمجسم نفسه ضمن صندوق ذكرياتهم، ليتحول إلى تراث وأثر موجود وحاضر للإطلاع كل رمضان. لم يكن الفانوس يوماً حكراً على الأطفال، كما تخطت المسألة فكرة اقتناء فانوس واحد فقط فى المنزل، بل بات طقساً واجب التنفيذ مع حلول كل رمضان، ليصبح فى كل بيت مكتبة كبيرة تضم مجموعة متنوعة من الفوانيس، ينتمى بعضها للماضى ويواكب بعضها الحاضر. «فين الفانوس الجديد؟».. سؤال يتردد فى كل منزل كل عام، ليس فقط داخل البيوت التى تضم بين أفرادها أطفالا صغار السن فقط بل بات أمراً بديهياً بل وإجبارياً على رب البيت اقتناء فانوس جديد، وربما جاء التطور المستمر فى شكل وتصميم الفوانيس عاملاً مساعداً على حدوث ذلك. فكان هناك الفوانيس التى تحتفظ إلى حد كبير بالشكل القديم مع إدخال بعض التعديل عليها سواء بإضافة نغمات من أغنيات رمضان وتعمل بالبطاريات أو تطوير شكل الشمعة التقليدية المعتادة وإتاحة بدائل لها، وهناك فوانيس الخرز التى يتم تصنيعها يدوياً وفوانيس الخيامية وكذلك المصنوعة من الخشب والتى لاقت إقبالاً كبيراً خاصة بعد إدخال فكرة طباعة صور على أحد جوانبها، وحتى الفانوس الصينى «اللعبة» التى لم تأخذ من روح رمضان شيئاً سوى الصوت الصادر منها بإحدى الأغنيات التراثية المرتبطة بشهر الصيام، ولكنها انضمت لمكتبة الفوانيس بأوامر صغار البيت. كل هذه الفوانيس بأشكالها المتنوعة تجد معظمها حاضراً فى كل بيت تشهد مع أصحابه أيام الشهر الكريم، ومعها الضيف الجديد «الفانوس» الذى انضم لقائمة مقتنيات الأسرة، حقيقة يؤكدها ما نشهده فى الشوارع والبيوت رغم بلوغ المنتصف،أنه لا يزال فى الشهر بقية، ولا يزال الفانوس ضيف كل بيت لآخر يوم.