آخر ساعة صيام هى الأصعب ولكنها الأقرب لقلوب الصائمين، ترتبط دائماً بلحظات خاصة جداً يقضيها العبد مناجياً ربه داعياً بكل ما يتمنى على يقين بإصابة ساعة إجابة واستجابة لدعوة صائم، وهى نفسها الساعة الشاقة التى تشهد الاستعدادات النهائية للأمهات لتجهيز الموائد فى الموعد المحدد دون تأخير. ووسط كل ذلك لا ينسى أحد ضبط محطة إذاعة القرآن الكريم أو أى قناة تليفزيونية على الموعد اليومى لتلاوة ما تيسر من آيات كتاب الله استعداداً للإفطار، هذا الطقس الذى لا يخالفه بيتاً أبداً، فتجتمع أصوات السماء تنادى فى الأرجاء بقرب حلول موعد صلاة المغرب والإفطار. وب«صدق الله العظيم» يأتى ختام قراءة القرآن ويحين موعد الطقس الثانى وهو صوت المدفع والتعليق المُصاحب له «مدفع الإفطار اضرب» بنبرة اعتدناها وحفظنا طريقة إلقائها عن ظهر قلب، خاصة بعد أن أعاد إطلاق مدفع قلعة صلاح الدين الأيوبى بعد توقف 30 عاماً الذكريات والأجواء المصاحبة لضرب مدفع رمضان. ليأتى أخيراً موعد آذان المغرب مُعلناً عن انتهاء يوم صيام جديد لا يزال محتفظاً بأهم طقس ثلاثى ينتظره ويحرص على متابعة تسلسله كل صائم سواء على موجات الإذاعة أو من خلال شاشة التليفزيون «قرآن وآذان وبينهما مدفع إفطار».