أول مطربة غنت في السينما الصامتة، وحظيت بأول بطولة فى فيلم غنائى، واكتشفت الموسيقار العملاق رياض السنباطي، تلك هى المطربة الكبيرة نجاة علي، الذي تحل اليوم ذكرى ميلادها. ولدت نجيَّة علي أحمد صيام في 23 مارس 1913 بقرية بردين بمحافظة الشرقية، عمل والدها موظفاً ثم انتقلت الأسرة إلى دكرنس ليعمل ناظرًا للزراعة بقرية قريبة، التحقت بالمدرسة الأميرية للبنات بالقرية، وظهرت موهبتها هناك واشتركت في غناء الأناشيد المدرسية، لاحظ الأب موهبتها وشجعها وساعدها على حفظ دور قيم "في البعد ياما كنت أنوح"، والتقت بأم كلثوم في حفلة إقامتها بقرية ميت طريف، عادت في العاشرة من عمرها إلى بردين، وظلت بها 3 سنوات ترددت أثنائها على منزل الأباظية، حيث أقامت العديد من الحفلات والسهرات الغنائية، سمع غنائها في إحدى هذه الحفلات فتحية أحمد ومحمد سعيد الذي يعمل في شركة أوديون للأسطوانات وأعجبا بصوتها.
نقلت شركة أوديون الأسرة إلى القاهرة، وتلقت لعام كامل دروساً يومية في الموسيقي والغناء على يد صفر علي وداود حسني، سجلت بعد ذلك أول مونولوج "سر السعادة" وحققت نجاحاً كبيراً، فتعاقدت الشركة معها على تسجيل 10 أسطوانات خلال 4 سنوات، وسجلت طول مشوارها الغنائي ما يقرب من 90 أسطوانة، وتعاونت مع كبار الشعراء والملحنين، وأشهر أغنياتها على الإطلاق فهى أغنية "فاكراك ومش هنساك" و"عش الهوى المهجور" من كلمات إمام الصفطاوى وألحان محمود الشريف، حتى عُرفت بمطربة"عش الهوى المهجور".
أحيت أول حفلة على مسرح الأزبكية بتشجيع من المثال محمود مختار في 1929م، وتوالت بعده العديد من الحفلات حتى انضمت إلى محطة فؤاد الأول الإذاعية، كما شاركت مع أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب في حفل افتتاح الإذاعة المصرية 1934م، وغنت في افتتاح إذاعة الشرق الأدنى 1942م.
بدأت مشوارها بالسينما بالغناء في فيلم "معجزة الحب" 1931م، لتتوالى أعمالها الفنية فقدمت 6 أفلام هي دموع الحب 1935م أول فيلم غنائي بالسينما المصرية، شيء من لا شيء 1938م حب من السماء 1943م، الحظ السعيد 1945م، الكل يغني 1947م، الشاطر حسن 1948م، ومسرحية ياسين وبهية عام 1965م، ومسلسل إذاعي واحد هو "الرجل الثعلب" 1969م، ومسلسلين بالتلفزيون لحظة اختيار 1978/ وفيه ناس طيبين 1981م، واعتزلت الغناء نهائيا في 1952 بعد ولادة قيصرية متعثرة أثرت على صوتها.
غنت خصيصاً للسد العالي في عام 1957م بطلب من يوسف السباعي وكرمها عليها جمال عبد الناصر، نالت جائزة الجدارة للأغنية عام 1978م واكتشف رياض السنباطي كموسيقار وكان وقتها عازفاً في فرقتها، وسجلت ما يقرب من 400 أغنية من أشهرها يا لايمين في الهوى، إن روحت مرة تزور، فكراك ومش نسياك، وسلم على قلبي، والكل يغني وغيرها.
تزوجت ثلاث مرات الأولى من ضابط مهندس بالجيش أنيس الطوبجي واستمر الزواج 5 سنوات، وأنجبت منه ممدوح، ثم الأمير فؤاد الأطرش لسبع سنوات وحصلت على لقب أميرة، وأخيرا المهندس فائق السويفي من أصول سورية وأنجبت لواء طيار محمد السويفي.
توفيت بعد صراع مع المرض في المستشفى الجوي بالعباسية في 26 ديسمبر 1993.
