للمرة الرابعة فى غضون عامين، تعود إسرائيل مرة أخرى لصندوق الاقتراع بحثا عن الاستقرار والوحدة، وها هو بنيامين نيتانياهو رئيس وزرائها يحارب مرة أخرى ويستخدم كل أوراقه للحفاظ على موقعه، وحصانته، على رأس السلطة الإسرائيلية. ولكن هذه المرة الرياح، كما يسجلها المشهد الإسرائيلي، ليست مواتية لسفن نيتانياهو. فالانتخابات الرابعة للكنيست تتزامن مع موجة أسبوعية من المظاهرات الحاشدة المناهضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، احتجاجا على سياسته فى مواجهة جائحة كورونا والأوضاع الاقتصادية المتردية لإسرائيل، إلى جانب احتجاجهم على استمراره فى السلطة وهو موصوما بهذا الكم من اتهامات الفساد. وهو ما تزامن أيضا مع مثول نيتانياهو أمام المحكمة التى تنظر فى واحدة من أهم الاتهامات الموجهة له، وهى قضية «الملف 4000» والتى تتضمن اتهامات بالرشوة والاحتيال. ويبدو أن عام 2021 كان بداية غير موفقة لنيتانياهو، فخروج الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب من البيت الأبيض، وصعود الديمقراطى المخضرم جو بايدن، ينذر بالكثير من الصعوبات لرئيس الوزراء الإسرائيلي. خاصة، وأن بايدن لم يبد حرصا فور توليه الرئاسة على الإسراع بمد جسور المودة مع الحليف الإسرائيلى التقليدي. وقبل الانتخابات المرتقبة فى 23 مارس المقبل، بدأت ألاعيب نيتانياهو الانتخابية بمحاولة استقطاب الأصوات العربية.