عندما تقدم للارتباط بها طالبت «عايدة» بأن يكون لها بيت مستقل عن أسرته حتى لو كان صغيرا تشعر فيه بالحرية بعيدا عن المشكلات التى تسمع وتقرأ عنها كل يوم خاصة أنها تربت على أن البيت مملكة الزوجة إلا أن سعيد أكد لها أنه وحيد والديه ولا يستطيع أن يتركهما بعيدا عنه. كان ضغط الأقارب قويا على «عايدة» حتى رضخت ووافقت على الإقامة بمنزل أسرة زوجها باعتباره عريس «لقطة» وبعد مرور أيام قليلة من شهر العسل شعرت عايدة أنها متزوجة من حماتها التى تتدخل فى كل أمورها وتتسبب فى الكثير من المشكلات بينها وبين زوجها، ففى البداية رفضت أن تترك لها إعداد الطعام وأصرت الحماة أن تتولى الإشراف على إعداد الطعام وأهملت زوجة ابنها ودورها فى إعداد طعام زوجها. بعد مرور فترة من الوقت اتفقت «عايدة» مع حماتها على إعداد كل منهما الطعام يوما ولم يكن سعيدًا عادلا إذ أنه كان دائما يبدى إعجابه بطعام والدته ويسخر من طعام زوجته قائلا إنه بلا طعم ولا رائحة فطلبت منه زوجته مرارا ألا يحرجها أمام والديه وأقاربه وأوضحت له أنها لا تغضب من إعجابه بمذاق طعام والدته فهى التى قامت بتربيته وإطعامه عشرات السنين لكنها تطالبه أن يكون عادلا ولا يسخر منها لمجاملة والدته لأنه يعرف أنها ماهرة فى إعداد الطعام ويقلل منها باستمرار اعتقادا منه أن ذلك يسعد والدته. وعندما حكت عايدة لأسرتها ما يحدث من زوجها كان الجميع يهون عليها وأكدوا أن هذه الأمور تحدث كثيرا فى البيوت خاصة عندما يقيم الابن وزوجته مع والديه وطالبوها بالصبر وعدم النظر إلى الانتقادات بينما كانت عايدة تتقطع من داخلها وتوترت أعصابها بسبب التقليل من شأنها فى كل شيء وأثرت تصرفات الزوج وأسرته على حالتها النفسية واستاءت علاقتها بزوجها وأسرته وقررت أن تكون هناك وقفة منها لوضع حد لتلك المهاترات رغم محاولتها المستميتة على مدى عامين فى التقرب من أسرة زوجها. قامت الزوجة بمغادرة منزل الزوجية والعودة لمنزل أسرتها ورفضت الصلح حتى يوفر لها الزوج منزلا مستقلا لهما يقيما فيه ورغم تدخل الأهل والأقارب للصلح بين الزوجين إلا أنها رفضت وطالبت أولا بتوفير مكان مستقل تقيم فيه مع زوجها وطفلتهما الصغيرة ورفضت جميع المقترحات والحلول التى قدمها زوجها وأسرته. واستمر خلافهما فترة طويلة حتى رضخ الزوج لطلبها وقام باستئجار شقة للإقامة فيها وبالفعل انتقلت الزوجة وطفلتهما إلى الشقة الجديدة وأقاموا فيها مع الزوج بضعة أيام لتفاجأ بزوجها يتركها ويعود للإقامة بمنزل أسرته فغضبت الزوجة لكرامتها ووجدت نفسها تحمل اسم رجل لا يعيرها اهتماما ولا تشعر بقوامته عليها فقررت العودة مجددا إلى منزل أسرتها وانتظرت مبادرته بالصلح ولم شمل أسرته ولكنه أهملها فالتزمت الصمت أملا فى الصلح ثم قررت التوجه إلى محكمة الأسرة لطلب الخلع.