تسابق الأجهزة المعنية على المستوى المركزى والمحافظات الزمن لتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن تنفيذ المشروع القومى لتنمية « الريف المصرى» من خلال النهوض به من كل النواحى وتوفير الخدمات وفرص العمل لسكانه مع إعطاء الأولوية للقرى « الأكثر احتياجا « وذلك لتوفير « حياة كريمة « لجميع المواطنين.. وبما ينهى سنوات طويلة من الحرمان والتهميش ويحقق استراتيجية مصر نحو بناء الوطن وتحقيق التنمية المستدامة. ويعكس المشروع رؤية ثاقبة للقيادة السياسية مؤداها أن التنمية الحقيقية تبدأ من الريف ومن ناحية أخرى اهتمامه بالمواطن البسيط وتلبية احتياجاته حيث قال الرئيس السيسى عند إطلاقه مبادرة « حياة كريمة » للنهوض بالقرى الفقيرة ودعم الأسر الأكثر فقراً فى 2019 : « بحثت عن البطل الحقيقى لأمتنا فوجدت أن المواطن المصرى هو البطل الحقيقى.. فهو الذى خاض معركتى البقاء والبناء ببسالة، وقدم التضحيات متجردا، وتحمل كلفة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. ولذلك فإننى أوجه الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، لتوحيد الجهود بينها والتنسيق المشترك لاستنهاض عزيمة امتنا العريقة شبابا وشيوخا.. رجالا ونساء.. وبرعايتى المباشرة.. لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا.. تحيا مصر ». وقال الرئيس : إن المبادرة تأتى بالتوازى مع إجراءات الاصلاح الاقتصادى فى مصر.. وتنفيذ مشروعات خدمية عملاقة فى جميع المجالات.. مضيفا أن الدولة عملت على تغيير وجه المناطق « العشوائية «، لافتا إلى أن المشكلات فى الريف أكثر تعقيدا. وأكد الرئيس أن المشروع على رأس أولوياته مشيرا إلى متابعته المستمرة للتنفيذ. كما أكد الدكتور مصطفى مدبولى أن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضمن أن يتم تعبئة وتوحيد جهود مؤسسات الدولة الوطنية كافة، ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدنى وشركاء التنمية فى مصر، لتنفيذ المشروع الذى يستهدف التدخل العاجل لتحسين جودة الحياة لمواطنى الريف، بإجمالى 4584 قرية، وتوابعها مع إعطاء الأولوية ل 1500 قرية «الأكثر فقرا» بتكلفة تقديرية 515 مليار جنيه.. وذلك ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة». وأضاف أنه سيتم من خلال هذا المشروع تحقيق التنمية الشاملة لكافة القري، عبر تنفيذ العديد من المشروعات المطلوبة للبنية الأساسية والمرافق، فى مختلف القطاعات وكذلك مشروعات الخدمات إضافة إلى توفير فرص عمل من خلال مشروعات اقتصادية ودعم إقامة المشروعات الصغيرة وكذلك التدخلات الاجتماعية والصحية العاجلة للأسر الأكثر احتياجا والمرأة المعيلة وذوى القدرات.. مشيرا إلى أن المشروع يعمل على سد الفجوة التنموية بين القرى وتمكين الفقيرة منها من الحصول على الخدمات الأساسية وتعظيم قدراتها الإنتاجية بما يسهم فى تحقيق حياة كريمة لهم.. وتحقيق الرؤية الشاملة للتنمية المستدامة 2030.. والاستثمار فى تنمية الإنسان.. وإشعار المواطنين بفارق إيجابى بمستوى حياتهم والتركيز على الأسر الأكثر احتياجا والأيتام والمرأة المعيلة وذوى الاعاقة. وأكد رئيس الوزراء أن تنفيذ أعمال مشروع تطوير القرى المصرية وما تتضمنه من قطاعات مختلفة، سيسهم فى توفير عشرات الآلاف من فرص العمل، فضلا عن دوره فى تعميق وتوطين الصناعة المحلية، مشدداً على أن الدولة حريصة على استمرار دعم ومساندة قطاع الصناعة فى مختلف المجالات، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أشار إلى أن التوسع ودعم الصناعة الوطنية، يُعد واحداً من أهم أهداف مشروع تطوير القرى المصرية، مجدداً التأكيد فى هذا الصدد أن تنفيذ هذا المشروع سيعتمد فى مدخلاته ومتطلباته على الصناعة الوطنية. وأضاف رئيس الوزراء أن المرحلة السابقة من « حياة كريمة « استهدفت تطوير وتنمية 375 تجمعاً ريفياً، تضم 4.5 مليون مواطن، وذلك من خلال تنفيذ 2180 مشروعاً بإجمالى استثمارات 13.5 مليار جنيه.. وتم خلال العام المالى الماضى البدء فى تنمية 143 تجمعاً ريفياً..وجار تنمية وتطوير 232 تجمعا ريفيا إضافة إلى التجمعات التى تستهدفها المرحلة الجديدة. « الأهرام المسائى » يتابع على الأرض ما تم وما سيتم فى المشروع القومى العملاق. « نصيب الأسد » لسوهاج أكد اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج أنه تم رصد أكثر من 20 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات وخدمات المرافق والبنية التحتية بالقرى الأكثر احتياجا وتتضمن 181 قرية مستهدفة ب 7 مراكز بالمحافظة، وذلك فى إطار المرحلة الجديدة من مبادرة « حياة كريمة » .. حيث تشمل المشروعات تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للأهالى بشكل كامل مثل مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء والصحة والتعليم ورصف الطرق وتطوير وإقامة مراكز الشباب والوحدات الصحية والبيطرية، فضلا عن رفع كفاءة المنازل.. مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من مشروعات المرحلة الأولى بنسبة 100% فى 29 قرية من خلال العمل بالتوازى فى جميع المشروعات، فيما يتم حاليا أعمال الطرح والترسية لتنفيذ مشروعات المرحلة الثانية فى 68 قرية على مستوى 10 وحدات محلية بما يحقق التنمية الشاملة فى القرى المستهدفة باعتمادات مالية تزيد على مليارى جنيه. يضيف شريف أبو سحلى منسق عام مبادرة « حياة كريمة » بسوهاج أن المبادرة بمرحلتيها الأولى والثانية تستهدف تنفيذ ما يقرب من 583 مشروعا تشمل تطوير مرافق البنية التحتية بشكل كامل ومد شبكات مياه الشرب والصرف الصحى وإنشاء عدد من المدارس الجديدة وإحلال وتجديد عدد من المدارس القائمة والوحدات الصحية للارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، فضلا عن رفع كفاءة المنازل القديمة ودعم القرى بالمحولات والأكشاك الكهربائية، مشيرا إلى أنه يتم تحديد المشروعات من خلال تشكيل لجان شعبية تضم أهالى القرى والقيادات الشعبية والتنفيذية وأعضاء وحدة حياة كريمة بالمحافظة لاختيار المشروعات التى تحتاجها القرية بالفعل، وذلك بمشاركة منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية ورجال الأعمال وخاصة فى مجال إعادة تأهيل المنازل وإنشاء الأسقف وتسيير القوافل الطبية للقرى المستهدفة. مياه شرب نقية أكد اللواء محمد بدرى رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج أنه سيتم من خلال المبادرة مد وتدعيم خطوط المياه، فضلا عن إنشاء عدد من محطات المياه السطحية ب 181 قرية بمختلف مراكز المحافظة. تطوير المنازل وأوضح محمد عبد السلام وكيل وزارة التضامن الاجتماعى ان مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية تعمل جنبا إلى جنب فى تنفيذ فعاليات المبادرة بالتعاون مع الوزارة، مشيرا إلى قيام إحدى الجمعيات بمد 250 وصلة مياه وتعريش 200 منزل لأسر غير قادرة بقرى ومراكز المحافظة، فضلا عن تطوير 205 منازل بالقرى الأكثر احتياجًا شملت قيامها بأعمال البناء والمحارة وتوصيل المرافق الأساسية من مياه وصرف صحى وكهرباء وأعمال التشطيبات كاملة. رعاية صحية وأشارت الدكتورة رجاء حسين وكيل وزارة الصحة إلى أن مديرية الصحة قامت خلال المرحلة الأولى للمبادرة بتسيير قوافل جابت قرى ونجوع المراكز بواقع قافلتين أسبوعيا قدمت خدماتها لأكثر من 60 ألف مواطن، كما تم إجراء التحاليل الطبية لأكثر من عشرة آلاف مواطن، فضلا عن إجراء العمليات الجراحية والأشعات وصرف العلاج بالمجان، بالإضافة إلى إحالة 800 حالة من الحالات المزمنة للعلاج على نفقة الدولة، وتنفيذ 70 عملية جراحية شملت العيوب الخلقية فى الجهاز الهضمى والبولى والتناسلى وجراحات التجميل، بالإضافة إلى تنظيم أكثر من 300 ندوة تثقيفية لأهالى هذه القري، مؤكدة أن المرحلة الثانية سوف تشهد زيادة عدد القوافل الطبية التى تستهدف قرى ونجوع المبادرة. رفع مستوى المعيشة من جانبهم أشاد أهالى سوهاج بفعاليات تطوير الريف المصرى ضمن مبادرة «حياة كريمة» والتى تعمل فى مجملها على تطوير قرى الصعيد وارتقاء بمستوى البنية التحتية بها ورفع مستوى الخدمات المقدمة لمواطنيها. يقول جمال الأمير بالمعاش إن نصيب مركز البلينا من المبادرة تطوير 29 قرية وتحويلها إلى قرى نموذجية، مشيرا إلى أن تنفيذ مشروعات البنية التحتية والمرافق الحيوية تسهم فى رفع مستوى معيشة السكان بالقرى المستهدفة. ويؤكد ممدوح الرشيدى عميد كلية التجارة بجامعة سوهاج أن التنمية الحقيقية تبدأ من القرى والنجوع التى عاشت فترات زمنية طويلة عانت خلالها التهميش ونقص الخدمات والبنية التحتية، مشيداَ بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى استطاع توجيه الاهتمام إلى المناطق التى فى أمس الحاجة إلى تنميتها وتطويرها لتحريك عجلة الاقتصاد المصرى وخلق نقلة حضارية غير مسبوقة فى البلاد.