قبل أسبوع مضى، بدأت الأهرام عامها ال 145، والناظر فى تاريخ الأهرام الممتد عبر تاريخها المديد لا يمكن أن يغفل كم المؤامرات التى حيكت من أجل إسقاطها حينًا أو إضعافها حينًا آخر. لكن بقيت الأهرام صامدة بل راسخة كرسوخ الأهرامات. منذ نشأتها الأولى فى 27 ديسمبر عام 1875، وهى تعطى أصدق الأنباء وأدق الأخبار، فهى جريدة ترضى الجميع فيقرؤها الجميع، كما يقول أديب مُروّة. عايشت الأهرام عهودًا كثيرة وأنظمة عديدة، وفى كل مرحلة من مراحلها التاريخية كانت تظهر عشرات بل مئات الصحف، وكما تظهر تختفي. وكأن هناك لعنة كلعنة الفراعنة وبناة الأهرامات. فكل من فكر فى إسقاطها أو إضعافها أصابته تلك اللعنة وطواه النسيان، ودُفن فى مقابر التاريخ. وعلى غرار ما فعله اللورد كرومر حين انزعج من الأهرام والهجوم الثقافى الفرنسى فأنشأ جريدة المقطم 1899 فقيل أيامها: إذا كانت الأهرام أنشئت بحجارة من جبل المقطم فنحن أصحاب المقطم نفسه، كان كل من يشعر بأنه يملك مقاليد السلطة فى يده، فإن أول همه وآخره، هو إنشاء كيان أو صحيفة موازية تحل محل الأهرام وتحوز ثقة الجمهور كما تحوز الأهرام تلك الثقة، لكن اللعنة نفسها كانت تصيب من يفعل ذلك، فكثيرة هى الصحف التى كانت أعلى صوتا، وأكثر توزيعا، لكنها نشأت من أجل المكايدة فدفنت مع مؤسسيها، وباتت أثرا بعد عين، وكلمة صغيرة فى كتب التاريخ، لكن الأهرام ديوان الحياة المعاصرة بل الحياة العربية المعاصرة كانت وستظل راسخة كرسوخ الأهرامات.