يبدو أن فيروس كوفيد 19 مازال أكثر تصميما علي تغيير ملامح الحياة الاجتماعية بأكملها، كما يبدو أن التكنولوجيا ايضا أكثر تصميما هي الاخري علي إعادة تشكيل حياتنا بأكملها والتوغل أكثر وأكثر في كل تفاصيل الحياة اليومية. ومع إغلاق المدارس ودور الحضانة بسبب الوباء في أنحاء العالم ،واجه كثير من الآباء والأمهات مشكلة بشأن من سيتولي رعاية الأبناء، خاصة الصغار منهم ،ومن سيقوم بتعليمهم في أثناء فترات بقائهم بالمنزل. ومن هنا قدم ريتشارد كونواي فكرة «المربية الافتراضية»، وهي الفكرة التي لم يقتنع بها كثيرون في البداية ولكن سرعان ما شهدت اقبالا لا بأس به. تقوم فكرة المربية الافتراضية علي وجود مربية أطفال ،في مكان آخر لتقليل الاختلاط ،تقوم برعاية وتعليم الطفل عبر برنامج زووم. وبالفعل يتم التحقق من خبرة المربيات المتقدمات للاشتراك في الخدمة بحيث يتم ضمان قدرتهن علي التعامل مع الأطفال وعدم وجود سجل اجرامي لهن. في بداية طرح الفكرة استهجنها كثيرون بسبب اعتمادها علي ترك الطفل وحده بالمنزل بينما تتابعه مربية ليست موجودة معه في المكان نفسه ولكن تم تصميم الخدمة بحيث يمكن للأب أو الأم إنجاز بعض الأعمال في المنزل ، بينما يقوم شخص آخر ، عبر شاشة الكمبيوتر ، بمراقبة الأطفال واستثمار وقتهم . كما يشترط أن يكون عمر الطفل عامين علي الأقل حتي يتمكن الوالدان من استخدام الخدمة. ويري المؤيدون أن الأطفال الصغار علي وجه الخصوص يحتاجون دائما إلي الترفيه ، وهو أمر قد يصعب علي كثير من الآباء منحه إياهم بسبب الانشغال ومن ثم فإن وجود مربية افتراضية ذات خبرة سيكون حلاً رائعًا. وقد تشجع عدد من الآباء والأمهات علي خوض التجربة بعد اضطرارهم للتوجه لعملهم مع ترك أطفالهم بالمنزل، وبدأت بالفعل المربيات المتخصصات التسجيل عبر موقع متخصص لتقديم خدماتهن.وكما هو متوقع، لم تكن التجربة وردية في البداية، فالأطفال في السن الصغيرة قد يصعب اقناعهم بالجلوس أمام شاشة الكمبيوتر فترة طويلة للاستماع لشخص غير موجود معهم، فكان كثير منهم يبتعد عن الشاشة بل يترك الغرفة . لذا تم اللجوء لتقديم الخدمة فترة قصيرة تصل ساعة مثلا حتي لا يصاب الأطفال بالملل. ويتم ارسال قائمة بالأشياء التي يجب أن تكون مع الطفل خلال تعامله مع المربية الافتراضية، مثل الأقلام الملونة والورق وغيرها مع وجود وجبة للطفل وماء للشرب حتي لا يضطر لترك الغرفة. وتقول إحدي المربيات الافتراضيات إن الساعة التي تقضيها مع الطفل عبر الزووم تشمل الترحيب والدردشة، ووقت القصة والغناء والألعاب ، والموسيقي والحركة والرقص .، ويقول ريتشارد كونواي إن هناك الآن أكثر من 4 آلاف مربية افتراضية متاحة عبر موقعه علي الإنترنت ، وإن أكثر من 50 ألف من الآباء قد استفسروا عن الخدمة. ومع ذلك من الأمانة أن نوضح أن فكرة قيام شخص ما برعاية أطفالك عبرالفيديو لن تكون مناسبة لكل أم وأب.ويشير خبراء علم النفس إلي أنه ليس هناك أفضل من التفاعل البشري الشخصي . وأن الانفصال عن الأصدقاء والأقارب ونقل جميع التفاعلات الاجتماعية والفصول الدراسية عبر الإنترنت قد يخلق قنبلة موقوتة فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية.