تلجأ الأمهات إلى جلب المربيات لمساعدتهن على مسؤولية تربية الأطفال نظرا لانشغال بعضهن في العمل، أو وجود عدد من الأطفال لا تستطيع الأم التركيز والإشراف عليهم بمفردها. يوجد فرق بين الخادمات والمربيات، فالخادمة هي التي تقوم بأعمال المنزل وشراء مستلزماته تحت إشراف من صاحبة المنزل، أما المربية فهي التي يعهد إليها الجلوس مع الأطفال ومتابعة مذاكرتهم وسلوكهم.واختيار المربية أمر صعب، فيجب توافر بعض من المواصفات لتناسب وجودها مع الاطفال. ويقول الدكتور عبدالحميد زيد رئيس قسم الاجتماع بجامعة الفيوم ووكيل نقابة الاجتماعيين، إن أهم المواصفات التي يجب توافرها في المربية، أن تكون مثقفة ومدركة، وعلى وعي بأساليب التعامل مع الأطفال، وأن تحمل مجموعة من المعارف عنه، ومراحل نموه واحتياجاته. وأضاف "زيد" في تصريح ل "الوطن"، لابد أن تمتلك المربية المهارات التي تأهلها للتعامل والتخاطب مع الأطفال، وأن تكون على دراية كاملة بقيم المجتمع المصري الأصيلة، والسلوكيات الجيدة التي تحاول الأسرة غرزها في أبنائها، بالإضافة إلى المحافظة على هذه القيم، موضحا أن بعض الأسر لا يأخذون في الاعتبار هذه المواصفات، وتكون معايير الاختيار الأولى لديهم المقابل المادي، مما يسبب مشكلات خطيرة في تعامل المربيات مع الأطفال في فهمه لمعنى الحياة والتعامل مع أقرانه وإدراك البيئة المحيطة به، وضرورة التأقلم مع ضوابط المجتمع وقيمه. وتابع أستاذ علم الاجتماع، من الممكن أن تعطي المربية قيم وسلوك غريبة على المجتمع المصري وذلك في حالة كونها أجنبية، أو تطبع عليه بقيم وسلوك الأماكن العشوائية في حال إن كانت مصرية وتعيش في تلك المناطق، وليست مدركة لطبيعة الجو الأسري الذي يعيشه الطفل، فهناك هناك الكثير من المشكلات التي تسببها المربيات للأطفال خاصة اذا كانت فترة الجلوس معها طويلة في حالة عمل الزوجين لفترة طويلة. وشرح زيد أن المربية، لابد أن تفهم اللغة العربية فهمًا جيدًا، وتخاطب الطفل باللغة المصرية، وأن تدرك القيم والعادات والعرف والمعايير لمساعدة الطفل في معرفة الخطا والصواب، وما يجب أن يفعله وما لا يجب فعله، مضيفًا أنه يرى أن الأجانب ليسوا مدركين لطبيعة الصفات ولذلك فوجودهم داخل المنزل خطر. وأكد أن وجود المربية لا يمكن تعميمه على كل الأسر في مصر بصفة عامة، فلا يملك تخصيص مربية بالمنزل إلا الأغنياء لأن أجورهم فوق طاقة متوسط دخول الشعب المصري.