د. أسامة الغزالى حرب البوليساريو هو الاسم المختصر باللغة الإسبانية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادى الذهب، التى تنازع المملكة المغربية فى السيادة على منطقة الصحراء الغربية المتاخمة للمغرب. ويعود الاحتلال الإسبانى للمغرب إلى الربع الأخير من القرن الثامن عشر، وبعد الحرب العالمية الأولى فرضت عصبة الأمم الحماية على المغرب، وبمقتضاها, الحماية الفرنسية على الأراضى الوسطى من المغرب، والحماية الإسبانية على المناطق الشمالية وصحراء المغرب، ووضعت مدينة طنجة تحت الحماية الدولية. وقد استقلت المملكة المغربية فى عام 1956، وبعد ذلك بنحو العقدين، وفى عام 1975 وقعت اتفاقية مدريد بين إسبانيا والمغرب وموريتانيا لانهاء الاستعمار الإسبانى فى الصحراء الغربية. غير أنه بمجرد أن أعلنت إسبانيا انسحابها من منطقة الصحراء الغربية، سارعت بعض العناصر الصحراوية الثورية إلى إعلان استقلالهم بما سموه الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. لقد نجحت البوليساريو فى الحصول على قرار من الأممالمتحدة بالمطالبة بإجراء استفتاء على حق تقرير المصير للإقليم، وكذلك فى الحصول على اعتراف بعض الدول بها، خاصة فى آسيا وإفريقيا، ولو أن غالبية تلك البلدان سحبت اعترافها بها، فضلا عن رفض محكمة العدل الأوروبية الاعتراف بمطالب البوليساريو. لقد أكدت المملكة المغربية مبكرا للغاية من خلال المسيرة الخضراء التى انطلقت فى نوفمبر 1975 بمشاركة 350 ألف مغربى تمسكها القاطع بالصحراء الغربية، واستمرت فى موقفها الصلب ضد البوليساريو فى واحدة من أطول المنازعات الإقليمية طولا وضراوة، فى العصر الحديث، لما يقرب من نصف القرن، خاصة مع تأييد الجزائر التقليدى للبوليساريو... ومع ذلك، ومما يثير الفضول للبحث والتأمل أن تأتى الضربة الأخيرة القاسية للبوليساريو مع اعتراف المغرب أخيرا بإسرائيل، والذى قابله على الفور إعلان ترامب مكافأة المغرب بالاعتراف بسيادتها على الصحراء الغربية!