مغادرة جميع القوات الأجنبية أمر حتمى بعد التوصل لحل للصراع أعرب المبعوث الأمريكى الخاص إلى سوريا جويل ريبيرن عن سعادته لوجوده فى القاهرة لعقد مباحثات مع المسئولين ال مصر يين حول تطورات الأوضاع فى سوريا ، وبحث فرص التعاون بين الجانبين للعمل على وضع حد للأزمة السورية المستمرة منذ وقت طويل. وقال المسئول الأمريكى - خلال لقاء عقد بمقر السفارة الأمريكيةبالقاهرة عبر الإنترنت - إن «الشراكة طويلة الأمد بين مصر والولاياتالمتحدة كانت مفيدة للجانب الأمريكى بسبب قدرتنا على الاستفادة من خبرات نظرائنا ال مصر يين فى المنطقة عبر شبكة اتصالاتهم الواسعة وذلك بالإضافة للقيمة المعنوية ل مصر فيما يخص الشئون الإقليمية». وأضاف: «لذلك كان من المفيد للغاية مواصلة هذه المناقشات مع النظراء ال مصر يين وهو أمر سنواصل القيام به فى المستقبل». وحول السياسة الأمريكية بالنسبة ل سوريا قال ريبيرن، سعت الولاياتالمتحدة لتحقيق بعض الأهداف الواضحة جدًا فى سوريا بشكل خاص خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وهناك 3 أهداف رئيسية، أولها تحقيق هزيمة دائمة لتنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة، والهدف الثانى هو تحجيم دور طهران فى دمشق، والعمل على إخراج الجيش الإيرانى وميليشياته من الأراضى السورية حتى لا يتمكنوا من لعب دور مزعزع للاستقرار فى البلاد، ومحاولة تهديد المنطقة من خلالها، وأما عن الهدف الثالث فهو محاولة تحقيق حل سياسى للأزمة فى سوريا بموجب قرار مجلس الأمن. وأضاف: «هذه الأهداف إذا نظرنا إليها نجد أنها حظيت بدعم كلا الحزبين فى واشنطن بوجه عام، فالقضية السورية بالنسبة الينا ليست صراعا سياسيا بين واشنطنودمشق، معربا عن اعتقاده بأن السياسة الأمريكية فى الوقت الحالى تسير فى مسار جيد يتجه نحو أهداف ضرورية ليس فقط للولايات المتحدة ولكن أيضًا لمصالح الأمن الدولية». وأما فيما يتعلق بحدوث أى تغيير يخص السياسة الأمريكية فى سوريا فى ظل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، قال المسئول الأمريكى «لا أستطيع التكهن بما ستفعله الإدارة الجديدة، لكن ما يمكننى قوله إن هناك توافقا لدى صانعى القرار فى واشنطن هدفه الأساسى تحقيق هذه الأهداف الرئيسية الثلاثة». وحول مدى نجاح تنفيذ هذه السياسة، قال المبعوث الأمريكى الخاص ل سوريا : «أعتقد أننا نشعر بالرضا تجاه جهودنا لتحقيق هذه الأهداف، وهو أمر نراه من خلال الجهود المبذولة لهزيمة تنظيم داعش والضغط عليه وبقائه فى حالة فرار دائم، فلا يكون لديهم متسع لمحاولة العودة وإعادة فرض السيطرة على الأراضى السورية وبالتالى فرض تهديد استراتيجى للدول المجاورة مثلما حدث قبل بضع سنوات، مضيفا أيضا نجحنا فى نزع الشرعية عن النشاطات الإيرانية فى سوريا كما أننا نرى أن تحقيق حل سياسى سيكون عبر الضغط على دمشق وحلفائها». وفى رده على سؤال للأهرام حول قيام تركيا ببناء قاعدة عسكرية ضخمة فى إدلب، قال المسئول الأمريكى: «فى الولاياتالمتحدة هناك شىء واحد نحاول القيام به وهو الحصول على أكبر قدر ممكن من الدعم لتحقيق تقدم ملموس فى العملية السياسية العامة بما فى ذلك اللجنة الدستورية، وبشكل عام عندما نصل إلى حالة تنهى الصراع فى سوريا بالإضافة إلى انتهاء حملة مكافحة الإرهاب فى سوريا ، فنحن نرى أنه ينبغى مغادرة جميع القوات الأجنبية والتى لم تكن موجودة قبل عام 2011 الأراضى السورية، وهو أمر ناقشناه مع حلفائنا الأتراك والالتزام الذى قطعوه لدينا هو اتفاقهم على هذا الموقف للحفاظ على وحدة الاراضى السورية». وحول التعاون مع أنقرة فى مجال محاربة الإرهاب وسط تقارير عن إرسالها لمرتزقة من سوريا الى ليبيا وناجورنى قرة باغ، قال ريبيرن: «ليس من الضرورى أن نتفق مع أنقرة فيما يخص جميع الموضوعات المطروحة»، مؤكدا أن «إرسال مقاتلين سوريين إلى مناطق الصراع خارج سوريا هو نشاط مزعزع للاستقرار وكلما رأينا هذا النوع من الممارسة نوضحها للجانب التركى، ونشدد على أهمية وقف هذه الممارسات». وحول التعاون مع روسيا، قال جويل ريبيرن لدينا تبادل منتظم للآراء مع الجانب الروسى حول إدلب، والروس يعرفون موقفنا بوضوح شديد وهو أن هجوم نظام الأسد وحلفائه على إدلب يجب أن يتوقف، وأن الهجوم الذى نفذته القوات الموالية للنظام بما فى ذلك القوات الروسية فى السنوات الأخيرة لا يمكن تبريره لمصلحة مكافحة الارهاب. نقلًا عن صحيفة الأهرام