إن أخطر ما تواجهه مصالح مصر فى اللحظة الآنية بفعل الحرب الأهلية الإثيوبية بين قومية التيجراى وآبى احمد رئيس الوزراء يمكن تلخيصه فى الأسئلة: إلى أى مدى يمكن أن يؤثر عدم الاستقرار على إدارة سد النهضة، أو بمعنى آخر ماذا لو استمرت إثيوبيا فى تعنتها ومماطلتها فى التوصل الى اتفاق مع مصر والسودان ، وفى نفس الوقت تم استكمال السد، ثم اتسعت الحرب، ليصاب السد بصاروخ، أو تناله ضربة عشوائية من المتحاربين؟!...وما هو حجم الكارثة وقتها التى يمكن أن تصيب السودان ومصر، ومن يدفع الثمن، حيث لا ينفع الندم؟!. الرئيس الأمريكى ترامب «المنتهية ولايته» ،فى حديثه التليفونى المعلن مع رئيس الوزراء السودانى منذ أسابيع قليلة، أعطى مصر الحق فى اتخاذ أى إجراء يمنع تهديد أمنها المائي، وبقاء شعبها على قيد الحياة؟!. ورغم أن مصر دولة سلام ولا تعتدى على أحد فإن التعنت الإثيوبى فى ظل هذه الظروف يثير الريبة والخوف، والحذر!. إن مصر تحترم اشقاءها الافارقة، ولكنهم لا يرضون لها الهلاك، واذا كانت آثار السد, حتى لو انهار، يمكن مواجهتها الآن لكن اذا ما تم استكمال الملء، وفى ظل استمرار الحرب الأهلية، فان خطر هذا السد على دولتى المصب وجودي، ويفوق كل تصور، والدمار المتوقع كارثي! لذلك فعلى الاتحاد الافريقى التدخل ومطالبة إثيوبيا إما بالتوقف مؤقتا عن استكمال السد حتى تنتهى الازمة هناك، أو يكون لدولتى مصر والسودان الحق فى ادارة السد، والتحكم فى تشغيله، لأنه يهدد بالفعل حق الحياة المنصوص عليه فى المواثيق الدولية!. وعلى مصر الضغط على الاطراف كافة، فالفرصة مواتية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!. نقلا عن صحيفة الأهرام