أثار انتشار صور لكتب ممزقة وأكشاك بيع كتب صغير مدمرة، بشارع النبي دانيال، خلفتها حملة السلطات البلدية بمدينة الإسكندرية، علي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، غضب المجتمع الثقافي المصري، وعدد كبير من النشطاء الذين اعتبروا تدمير تلك الأكشاك حملة علي الكتب. كما اعتبروا ما حدث وكأنه يمثل بداية لما أسموه ب"القمع الثقافي" الذي تنفذه جماعة الإخوان المسلمون، التي أتي الرئيس مرسي، وعدد كبير من أعضاء الحكومة منها. وكانت السلطات البلدية، قد قامت بحملة علي الباعة الجائلين وأكشاك الكتب التي قامت بعمل امتدادات لها أمام الأكشاك الأصلية، محتجة بأن تلك الأكشاك غير مرخصة، وخلفت وراءها 8 أكشاك مدمرة وعشرات الكتب المستعملة التي تباع بأسعار زهيدة، ممزقة إلي أن أبرز أصحاب تلك الأكشاك تراخيصهم فتوقفت الحملة عن إزالة باقي الأكشاك التي يبلغ عددها بضعة وأربعين كشكاً. ودعا النشطاء والمثففون إلي وقفة ضد "القمع الثقافي" واعتبروا أن الحملة علي بائعي الكتب بشارع النبي دانيال الممتد من محطة مصر وحتى الكورنيش، و يقع في بدايته مسجد النبي دانيال المبني على آثار رومانية ويونانية، حملة علي الثقافة والكتب، تعهدوا بألا يقبلوا بأي تنازلات في هذا الأمر والوقوف ضد الرجعية وقالوا إنها لن تحكمنا، وخرج وزير الثقافة متعهداً باتخاذ إجراءات قانونية وحاسبة المتسبب في إزالة تلك الأكشاك إرضاء للمجتمع الثقافي الغاضب. إلا أن هناك جانباً آخر للقصة غير ذلك الجانب الغاضب الذي يري في الأمر اعتداءاً صارخاً علي الكتب وحملة ضد الثقافة، فيري نشطاء آخرين أن ما حدث في شارع النبي دانيال كان خطأ وتم إصلاحه والتوقف عنه بإبراز أصحاب تلك الأكشاك للتراخيص. علاء خالد، رئيس تحرير مجلة أمكنة والمقيم بالإسكندرية، يرفض الأسلوب غير الآدمي الذي تم التعامل به مع الباعة، إذ يري فيه استمراراً للنهج الأمني الذي لطالما اتخذه نظام مبارك حلاً لكل أزماته، لكنه يري أن الحديث عن حملة ضد الثقافة ومذبحة للكتب، هو أمر مبالغ فيه كثيراً لأسباب سردها ل"بوابة الأهرام". الوضع أمام محطة مصر أصبح مزرياً نتيجة لوجود الباعة الجائلين وفوضويا بشكل كبير، وكان لابد من إصلاح هذا الوضع الذي بدأ يؤذي الناس، فالباعة أصبحوا يعوقون سير المارة، ويحاولون فرض أنفسهم عليهم بأكثر من طريقة، كما يقول خالد، ويري أن الحملة لم تكن تستهدف باعة الكتب بالأساس إذ تم التعامل بنفس الطريقة مع كل الباعة الجائلين الذين كانوا يبيعون أشياء أخري بخلاف الكتب. "لا أحد يستهدف الكتب ولا مصلحة له في وصف الأمر بمذبحة للكتب، لقد تم التعامل مع كل الباعة بنفس الطريقة، سواء باعة الكتب أو غيرهم، لقد أصبحت امتدادات الباعة خارج حدودهم فوضوية وهذا هو ما تم إزالته، أما المبالغة ووصف الأمر بمذبحة تستهدف الثقافة ليس في مصلحة أحد، لكن هذا لا ينفي أن تلك طريقة عنيفة للتعامل مع باعة جائلين يكسبون لقمة عيشهم من وراء تلك الأكشاك أياً كان ما يبيعونه، فقد أزالوهم كما كان النظام السابق يزيل معارضيه". يقول خالد. يري خالد أن الإخوان المسلمون ليسوا أغبياء ليستهدفوا الكتب بهذه الطريقة، وليشاركوا فيما يسمي ب"مذبحة للكتب"، خاصة وأن هناك كتباً إسلامية وتراثية كانت تباع في سوق الكتب بشارع النبي دانيال، ولكنه يعتبر أن إزالتها بتلك الطريقة هو استمرار للحل الأمني الذي استخدمه مبارك لحل مشكلاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.