في الوقت الذي تشهد فيه صالات السفر بمبنى الركاب رقم 3 بمطار القاهرة ازدحامًا شديدًا من الركاب الذين ينتظرون رحلاتهم منذ ساعات طويلة، بسبب إضراب المضيفين الجويين بمصر للطيران والذي تم تعليقه منذ الخامسة مساء أمس، بدأت رحلات مصر للطيران تعود للانتظام تدريجيًا ولكن ببطء ملحوظ حيث تأخرت الرحلات لأكثر من 10 ساعات. وتمكنت إدارة محطات مصر للطيران بالتنسيق مع شركات الصيانة والخدمات الأرضية والخدمات الجوية من تجهيز عدد من الطائرات في وقت قياسي تمهيدا لإقلاعها لاستيعاب أكبر عدد من المسافرين ودمج عدد من الرحلات المتجهة إلى أوروبا وقد تعرض عدد كبير من موظفي المحطات للضرب والإهانة من المسافرين حيث قام بعض المسافرين باعلان استيائهم بسبب تأخر سفرهم لإضراب بعض الموظفين، مما أدي إلى احتدام الأمر والاشتباك بالأيدي وتدخل بعض أفراد الأمن لفض المشاجرات، كما قام عدد من ركاب رحلات أوروبا بالتكدس أمام كاونترات إنهاء الإجراءات كمحاولة لإنهاء إجراءات سفرهم وشحن أمتعتهم بالقوة. وقد شهدت صالة السفر ارتباكًا، في الوقت الذي قررت فيه مصر للطيران تجهيز طائرة من الطراز العريض إيرباص 330 للركاب الذين قامت بتسكينهم بالفنادق القريبة لسفرهم على متنها، وغالبيتهم من الرحلات المتجهة لأوروبا وبسبب التكدس والازدحام انخفضت كميات الطعام بالكافتيريات. وقامت شركة الخطوط الجوية بالاستعانة بعدد إضافي من المعدات الأرضية من شركة الصيانة لتجهيز الرحلات وشحن الأمتعة بالرحلات، وقد تكدس عدد كبير من ركاب رحلة الكويت أمام كاونترات الجوازات وقد بلغ عدد الركاب الذين من المفروض تسفيرهم على رحلات مصر للطيران منذ بدء إضراب الضيافة ما بين 14 ألفا إلى 15 ألف راكب. وتسبب إغلاق المطارات الأوروبية ليلاً في عدم تمكن رحلات مصر للطيران لأوروبا للإقلاع بعد فض الإضراب مما أدي إلى تداخل الرحلات وتأخرها لساعات طويلة، وهو ما تطلب قيام مصر للطيران بالمناورة بالرحلات حيث تقوم بتجهيز الطائرات بعد وصولها مطار القاهرة بوقت قصير، حيث تم تسفير عدد كبير من الركاب المتجهين للدول العربية بتسفيرهم بعد فض إضراب المضيفين كما قامت مصر للطيران بتكبير طراز رحلة فيينا لنقل أكبر عدد ممكن من الركاب إلى عدد من المقاصد الأوروبية. كما تسببت حالة الارتباك في الرحلات في مشكلة أخري وهي الركاب المسافرين ترانزيت ومن المفترض تواصلهم على رحلات أخري ولكن تسبب الإضراب في فقدانهم رحلات التواصل للنقاط الراغبين في السفر إليها، بالإضافة إلى قيام بعض عمال التحميل بوقف العمل والامتناع عن تحميل الحقائب. وفي لقاءل "بوابة الأهرام" مع عدد من المسافرين، قال المهندس أشرف أحمد، من القاهرة ويعمل بالإمارات، إنه حضر وزوجته الحامل وطفليه( 5 و7 سنوات) للسفر على رحلة دبي، ولم يجد أي شخص ليجيب عن تساؤلاته عن الرحلة أو موعد إقلاعها خاصة وأن زوجته حامل وتعاني من متاعب الحمل مما أدى إلى تعرضها لحالة إرهاق شديدة. وأضاف: بعد دخولنا الصالة لإنهاء إجراءات السفر علمنا بالتأخير ورفضوا خروجنا و طالت ساعات انتظارنا لأكثر من 12 ساعة ولا نعرف متى نسافر وقد علمنا أن الركاب المنتظرين منذ يوم الجمعة سافروا على الرحلة المفترض أن نسافر عليهاوتم ترحيل سفرنا لرحلة تالية ولا نعرف متى تقلع". وقال فوزي قطب، المسافر للرياض،إنه حضر للمطار مساء الجمعة، حيث إن موعد رحلته كان مقررا له فجر الخميس وتم شحن الحقائب على الطائرة واستخراج بوردنج السفر للصعود إلى الطائرة، وعندما توجه لبوابة السفر أخبروهم بأن الرحلة لن تقلع بسبب إضراب الضيافة فقرر العودة لمنزله وعندما حضر للمطار تبين له أنه تم شحن الحقائب للرياض وتم تحرير محضر بالحقائب ليتسلمها بالرياض من الشركة هناك ومازال ينتظر رحلته. وأضاف محمد عامر، المسافر للكويت وكان من المفترض أن يسافر على الرحلة التي تتوجه للكويت مساء الجمعة، أن الإضراب تسبب في تعليق الرحلات ومازال ركاب رحلة الكويت حيث تجمع ركاب 3 رحلات بصالة السفر وأمام الكوانترات الشركة والجوازات انتظارا للنداء على رحلتهم وقد أخبروهم بأن الحقائب مازالت أسفل الطائرة ولم يتم شحنها لباطن الطائرة بسبب قيام بعض عمال التحميل بالامتناع عن شحن الحقائب وقد عرض الركاب القيام بهذا العمل بدلا من العمال ولكن الموظفين رفضوا. وبسبب الارتباك في الرحلات تجمهر عدد من الركاب أمام مكتب مبيعات مصر للطيران بصالة السفر لتغيير حجوزاتهم على الرحلات أو معرفة مصير موعد إقلاع رحلاتهم وقد تعالت صيحات الركاب في أماكن مختلفة بصلة السفر وأمام كاونترات إنهاء إجراءات السفر وكاونترات الجوازات بسبب انتظارهم لساعات طويلة