قلة الموارد وندرة المراكز الثقافية وافتقارها للكفاءات البشرية.. كانت من ضمن معوقات تواجه الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي أبرزها سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة، ل"بوابة الأهرام". ما رأيك في تصريحات الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل حول وقف الأنشطة الثقافية لمدة عام واستغلال ميزانيتها للدولة؟ .. لابد من توافر معلومات دقيقة وصحيحة لمن يريد أن يتحدث عن أي قطاع أو مؤسسة في الدولة، حتى لا يقابل تصريحه بالنقد، أو الاستهجان وينبغي أن يكون التصريح قائم على معلومات وبراهين مؤكدة، مشيرًا إلى أن فكرة أبو إسماعيل عن الثقافة خاطئة ومعلوماته غير صحيحة فميزانية الوزارة إجمالًا أضعف ميزانيات الدولة، وميزانية الهيئة العامة لقصور الثقافة لا تتجاوز ال25 مليون جنيه. ما رأيك في صفحة "لا للفساد بالهيئة العامة لقصور الثقافة" التي أنشأها عدد من الشباب على موقع ال"فسيبوك"؟ .. أنا أحد مؤسسي هذه الصفحة لكن خرجت منها ولم أعد أتواصل معها بعد أن اتسمت الصفحة بالانفلات الأخلاقي وأصبحت ساحة لإلقاء التهم والتهكم على الآخرين دون سند قانوني أو أدلة؟ هل هناك تخوفات من صعود تيارات إسلامية وتدني دور الهيئة؟ .. لا بالعكس هناك تفاؤل كبير فبعد سقوط هذا النظام القمعي الاستبدادي غير الوطني "البائد" لا يمكن أن يقبل الشعب أن يختطف تيار أو فصيل للدولة، كما أن النظام الجديد لم يتشكل بعد والحكم على الأشياء بشكل مسبق غير صحيح، موضحًا أن النظام الذي يحقق أهداف الشعب وطموحه نحن معه ولا يمكن أن ينكر هذا النظام أو يقلل من شأن الثقافة ودورها. هل ترى أن القوى الناعمة قد سُحبت من مصر؟ .. لا، قد يكون هناك بروز لبعض الدول في ساحات مختلفة كالفن والثقافة وغيرها ولكن هذا ليس على حساب مصر وأن كان هناك بعض التدهور في دور مصر ومركزها وهو ما ينبغي أن نسعى أن نصبح متميزين فيه، وأن تعود مصر إلى مكانتها الطبيعية، كما كان معروفًا منذ القدم أن مصر تؤلف ولبنان تطبع والعراق تقرأ. هل يلبي المثقف احتياجات المواطن " الجمهور"؟ .. بالفعل لا فالحقيقة أن المثقفين أو بمعنى أدق العديد منهم ينظر إلى نفسه على أنه أعلى مكانه من الجميع، وتجد هناك تفاوتًا بين آرائه وفكره وبين سلوكه، حيث تجده يتحدث عن الطبقات الدنيا وهو عنها بعيد. وماذا عن تداخل المثقف في العمل السياسي؟ .. ليس هناك مشكلة في اهتمام المثقف بالشأن السياسي ولكنه لا يفترض أن يكون بوقًا للنظام كما كنا نرى، لافتًا إلى أن أفضل مدرسة في هذا الشأن هو ثروت عكاشة والذي كان مؤيدًا للنظام في فترته دون أن يكون لسانًا أو بوقًا له، كما أن ما يرتع فيه المثقفين الآن من حرية وأبداع وفكر هو ناتج عمل ثروت عكاشة. هل تؤيد في اعتبار بعض المراكز الثقافية "قصور الثقافة" في المحافظات مجرد مبانٍ لا جدوى لها؟ .. في الحقيقة هناك تقصير في دور المراكز الثقافية في محافظات الجمهورية خاصة النائية والبعيدة عن نطاق القاهرة، فهناك زيادة كبيرة في أعداد العاملين مع انعدام الإمكانيات في المراكز، ويكفي أن أقول لك قصر ثقافة الأقصر مكون من 3 أدوار ويعمل به 1250 عاملًا، في حين أن قصر ثقافة آخر مكون من غرفة واحدة ويعمل به 45 عاملًا، وغالبيتهم دبلومات فنية ونادرًا ما تجد خريجي وثائق ومكتبات وهو ما يتطلبه العمل. ما هو العلاج لهذه المشكلات؟ .. هناك خطة نلتزم بها ونعمل من خلالها على الاستفادة من هذه الكيانات وهذه الطاقات البشرية غير المستغلة، فقد بدأنا بمشروع "تجليد الكتب" في المراكز المختلفة "قصور الثقافة" وبعد فترة سيتم تعميمها على مستوى الجمهورية، فضلًا عن توقيع بروتكول تعاون بين الهيئة ومشروع محو الأمية من خلال العاملين بالهيئة العامة لقصور الثقافة. هل تلبي ميزانية الهيئة احتياجاتها؟ .. في الحقيقة مشكلة الهيئة الرئيسية تكمن في الميزانية والتي تعد أضعف ما تكون، مشيرًا إلى أن مواقع الهيئة تفتقر للإمكانيات الأساسية كما أن عدد قصور الثقافة في جميع أنحاء الجمهورية 560 مقرًا، في حين أن عدد مراكز الشباب 4 آلاف مركز شباب.