ثلاثة مشاهد حدثت أخيرا تعيدنى إلى ما كتبته قبل عدة أسابيع عن قدرة مصر في إعادة التوازن والاستقرار إلى دول المنطقة تحت عنوان ( مصر تستطيع ) وقلت إن هذه مسئوليتها فى تبريد لهيب الأحداث وتهدئة الصراعات من خلال التواصل والانفتاح أكثر على الفرقاء فى البلدان التى تعانى التخريب الذى يتم بأيدى أبنائها، هذه المشاهد يجب أن نتوقف أمامها جيدًا لأنها لو تم استثمارها مع وجود الإرادة وقوة الدفع ستغير كثيرًا من موازين القوى والمعادلات السياسية والأمنية وأيضًا الاقتصادية في المنطقة. الحدث الأول عندما ذهب الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء إلى السودان على رأس وفد رفيع المستوى وبصحبته عدد من الوزراء والمسئولين وقد اتسمت المباحثات بالجدية والرغبة في تعميق التعاون الحقيقي والمثمر بين البلدين. أما المشهد الثانى عندما رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي ب إعلان وقف إطلاق النار فى ليبيا من جانب الفرقاء المتحاربين فى الشرق والغرب ويقابله الترحيب الليبى بهذه الخطوة، وهو ما يفتح الباب أمام حوار يحقن الدماء ويحمى مقدرات هذا البلد العظيم. أما المشهد الثالث فإنه لا يقل أهمية عن السابقين ويتمثل فى القمة الثلاثية بين الرئيس السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله ورئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي والذي تناول العديد من ملفات التعاون السياسي والأمني والاقتصادي. هذه المشاهد الثلاثة سوف ترسم ملامح التحركات المصرية خلال المرحلة المقبلة، ولا أستبعد أن يتم طرق الأبواب على أزمات سوريا واليمن. قلت وأقول إن الاستقرار لا يخدم هذه الدول فقط، بل يعود على مصر بالخير أيضًا. ** فاصل قصير: سرقة العمر أكبر وأفظع من سرقة المال * نقلًا عن صحيفة الأهرام