حازت نورا بسيوني أحمد، 26 سنة على لقب أول جزارة ب قنا ، تلك المهنة التي كانت قاصرة علي الرجال في كافة المحافظات المصرية، لما تتطلب من قوة بدنية عالية، ارتبطت الجزارة بها للأبد لتصير كما يطلق عليها أحيانا علي الألسنة في نواحي الصعيد المعلمة " نورا الجزارة ". في الأونة الأخيرة شهدت محافظاتالأقصر وبني سويف تواجد فتيات يمتهن مهنة الجزارة لتكون نورا مثل أقرانها الفتيات والرجال أيضا، تستخدم مثل أبناء مهنتها أدوات الجزارة التقليدية الساطور والمستحد، والخنصر، والقورمة، تبدأ عملها صباحاً في انتظار زبائنها بقرية المحروسة غرب قنا تقوم بسن أدواتها لتكون أكثر حدة في تقطيع اللحوم. تقول نورا ل"بوابة الأهرام " إنها تشربت المهنة من والدها عن طريق الوراثة حين كان يصطحبها معه المحل، بالإضافة لأشقائها الستة، مؤكدة أن عشقها للجزارة والمهنة هي التي جعلها تسلك هذه المهنة والتي تراها من أروع المهن. في منازل الصعيد تكون الأنثى أكثر حنكة في التعامل مع الطيور ذبحا بعد التكبير " بسم الله الله أكبر "، بينما الرجل نادراً ما يعرف كيف يتعامل مع الطيور، في مهنة الجزارة، الوضع مختلف الرجل أكثر حنكة في التعامل مع ذبح المواشي الكبيرة، والسيطرة عليها، ونفخها وإزالة جلدها والسيطرة بقوته علي المواشي الكبيرة، لكن نورا اختارت أن تكون مهنتها مثل مهنة الرجال التعامل مع المواشي الكبيرة. تقوم نورا بسيوني أيضا بالتعامل مع القرمة تلك القطعة الخشبية المصنوعة من شجرة الأثل الصلد التي تحتمل ضربات الساطور القوية، تقوم بوضع اللحوم عليها كالعادة، تقوم بالتثمين والتربيع وكذلك التخميس أن اقتضي الأمر، وذلك بعد أن يقوم شقيقها بجلب اللحوم من السلخانة البيطرية لها، تحافظ علي الميزان تري أن الأمانة هو إعطاء الميزان حقه، تسير علي قواعد مهمة، وهي عدم بيع إناث المواشي وإنما تبيع الذكور، هي تري أن الحفاظ علي الزبائن يستلزم الأمانة وهي ما حافظت عليه منذ أن سلكت هذه المهنة منذ 15 عاما قبل أن تحوز الشهرة والشيوع في الصعيد. أخذتني مهنة الجزارة من التعليم، هذا ماتؤكده نورا بسيوني ل"بوابة الأهرام "مشيرة إلي أن عشقها للمهنة وإصرارها عليها جعلها لا تلتفت للتعليم، فقد تركت التعليم في المرحلة الابتدائية، رغم رفض العائلة ترك التعليم، لتسلك فيما بعد محو الأمية إلا أن الجزارة أعطت لها كيفية معرفة الحسابات والأوزان، فالحسابات من أساسيات المهنة، مؤكدة أن الحسابات والأوزان من التعليم أيضا وأنها تستخدم الميزان التقليدي المعروف بالصعيد ، كما تسير على السماحة في البيع مع الجميع مثلما حددت الشريعة الإسلامية. تقول نورا الجزارة إنها أصغر أشقائها ال 6، وجميعهم متزوجون، وأن مهنة الجزارة قديمة في عائلتها منذ الجدود الأقدمين الذين يتقنون هذه المهنة حتى قررت العمل بالمهنة ومساعدة والدها داخل محل الجزارة، مؤكدة أن لا أحد من عائلتها اعترض على ممارسة مهنتها كونها فتاة وعادات وتقاليد الصعيد تمنع ذلك، مشيدة بمساعدة شقيقيها لها، حيث هما من يقوما بشراء المواشي من الأسواق، ويقومان بذبحها لها، ثم تتولى هي عملية التقطيع وتعليق قطع اللحوم على باب محلها. عملت نورا في مهنة الجزارة وتفرغت لها بعد مرض والدها الذي منعه من الخروج من المنزل، مؤكدة أنها تتمني أن يكون لها محلها الخاص بها، فالمحل الذي تعمل به ملك لشقيقيها وقد تركاه لها حفاظاً عليها لأنه الأقرب لمنزلها، مؤكدة أن مهنة الجزارة مثل كافة المهن تحتاج لمن يحبها كي يتعلم كيفية التعامل معها. يذكر أن محافظ قنا أشرف الداودي، كرم، فتحية بسيوني أحمد البالغة من العمر 26 عامًا المقيمة بقرية المحروسة مركز قنا الشهيرة بنورا بسيوني، ومنحها المحافظ، شهادة تقدير ومكافأة مالية تقديرا لجهودها في ممارسة الجزارة، مؤكدا أنها نموذج مشرف لسيدات محافظة قنا التي تحدت العادات والتقاليد لتعمل في مهنة والدها لتساعد أشقائها في مهنة الجزارة التي جرت العادة أن يعمل بها الرجال فقط.