تعتمد على بناء شبكة تهدف إلى إدارة والسيطرة على العقول في الدول المستهدفة (أ) من قبل الدول الأكثر قوةً وتقدمًا ونموًا (ب).. وهذه الدول (ب) لا تلجأ للحرب العسكرية بمفهومها التقليدي ليس حسبانًا لتفوقها في الموازين التقليدية للقوة مقارنة مع الدول (أ).. وإنما إدراكًا منها أن هناك عوامل ومميزات تتوافر لدى الدول (أ) قد تدفعها لامتصاص الضربة العسكرية التقليدية والحفاظ على قدراتها الوطنية الطبيعية والعسكرية، ومن ثم البدء في عمليات المقاومة و ردع العدوان وفي أحيانٍ كثيرةٍ تحقيق الانتصار على الدول من المجموعة (ب).. المستهدف.. ولعل على رأس هذه القدرات لدى دول المجموعة (أ) إرادة المقاومة وعزيمة الكفاح وثقافة مواجهة العدو والكفاءة التنموية الشاملة لبرامج الإصلاح التي تحققها هذه الدول أو هي في الطريق لتحقيقها.. ومن ثم تستهدف دول المجموعة (ب) الإرادة الوطنية والمقومات الأساسية للهوية الوطنية المجتمعية لدول المجموعة (أ).. عبر مجموعة من الأدوات والوسائل التي تساعدها على تحقيق هذه الأهداف.. الآليات.. تخلق دول المجموعة (ب) لتحقيق أهدافها مع الدول (أ) مجموعة من الآليات تمكنها من ذلك: 1. خلق شبكة من الأصوات المناصرة لها في كافة قطاعات المجتمع الفاعلة في التأثير على الوعي العام.. من صحفيين وإعلاميين ورجال أعمال في دول المجموعة (أ) 2. شن حرب إعلامية متعددة ومركبة العناصر والوسائل والأدوات.. مدعومة بتقنيات اتصال حديثة ذات قدرة عالية على عدم الخضوع للتشويش عليها أو وقف بثها من قبل دول المجموعة (أ) 3. يتلازم مع الحرب الإعلامية.. توفير أكبر قدر ممكن من الدعم المباشر أو غير المباشر من قبل دول المجموعة (ب)؛ لتنظيمات إرهابية وإجرامية تعمل بالتوازي مع الحرب الإعلامية.. وتنميطها بعيدًا عن طبيعة عملها بإصباغ مصطلحات لا تتفق وطبيعة الأعمال الموكلة إليها.. والتي تتركز في الأساس على إنهاك وإضعاف المؤسسات الأمنية لدى دول المجموعة (أ). 4. في ذات الوقت تشن دول المجموعة (ب) حربًا اقتصادية معلنة أو مبطنة على دول المجموعة (أ).. بما يحقق هدفين رئيسيين؛ الأول وقف عملية التنمية الشاملة التي قد تكون دول المجموعة (أ) قد بدأت فيها أو أنجزتها، الثاني وهو مرتبط بالأول ويتمثل في نشر اليأس والإحباط لدى شعوب دول المجموعة (أ) من قدرة أنظمتها الحاكمة على الوفاء بتعهداتها التنموية ومن ثم سهولة تأليبها عليها. التنفيذ الدوار تمارس دول المجموعة (ب) سياسة التنفيذ الدوار على دول المجموعة (أ).. وتعد القاعدة من الصحفيين والإعلاميين والباحثين والأكاديميين الذين أمكن اختراقهم هي أساس اللعبة والتنفيذ الدوار.. فهؤلاء هم قاعدة الشبكة الأكبر للشبكة الداخلية التي يتولون إدارتها في بلدانهم.. 1. ويبدأون في نشر معلومات وأفكار تُخدم على أهداف من يوكلهم من خلال مقالات وبيانات.. ويبدأون في نشرها لتدمير كل ما يتعلق بالهوية الوطنية، وكذلك في استخدام مصطلحات وألفاظ ذات مدلول غربي يتناسب والأهداف المرجو تحقيقها. 2. تتلقف منظمات ومؤسسات غربية مُضفى عليها الصفة الدولية هذه المقالات والبيانات وتعيد نشرها؛ لإدانة دول المجموعة (أ) ونزع الغطاء الشرعي عنها.. مع الاستخدام الفعال لوسائل الإعلام غير التقليدي إعلام مابعد الحداثة لإعادة بثها مرة أخرى عبر المنصات التي توفرها هذه الوسائل، مستهدفة إحداث تحول جذري في الرأي العام. 3. تستغل دول المجموعة (ب) كل ذلك مدعومًا بالحرب الاقتصادية التي تعمق من الأزمة التنموية.. وتستكتب من يفيض ويشرح في أن ذلك سببه الفساد والترهل الإداري ونظم الحكم والإدارة غير الرشيدة.. وهي كلها أكليشيهات يتم تطبيقها واستخدامها بنفس النمط والمصطلحات في كل الدول المستهدفة. 4. يتزامن كل ذلك مع مجموعة من الجرائم تتولى التنظيمات الإرهابية والإجرامية تنفيذها نيابة وبدعم من مجموعة الدول (ب).. بما يشيع حالة من الفزع والفوضى الداخلية التي تعمق من علاقة المواطن السلبية بنظام حكمه، خاصة في الدول المركزية والتي تمكنت على مدار سنوات عديدة من تحقيق الأمن والاستقرار له.. ومن ثم إحداث شرخ آخر عميق يهز من ثقة المواطن في دولته. 5. تعود الأبواق الإعلامية والصحفية والبحثية والأكاديمية لإعادة إنتاج كل ما سبق من سلبيات يمكن أن تنتج وتحملها لنظام الحكم في دولها بصورة مباشرة إن أمكن أو على طريقة دس السم في العسل إذا ما كانت هذه الأنظمة ما زالت ثابتة وقادرة على المقاومة.. وهكذا تبدأ دائرة لا تنتهي هدفها الأسمى تحطيم وتفكيك الدولة الوطنية.