تساؤلات كثيرة حول عودة التليفزيون المصرى لسابق عهده قويا ببرامجه، ومسلسلاته، وإعلاناته، وهل ما يحدث من تنويهات على القنوات الفضائية الخاصة حاليا، هو تمهيد لمرحلة مهمة سيشهدها التليفزيون خلال أيام. بالتأمل عن قرب لما حدث من متابعة قناة "ماسبيرو زمان" يمكن تأكيد أن العودة تحتاج إلى تفكير أدق وأكثر مما يمكن أن يعتقده البعض ، فليس تقديم برنامج، أو حتى عشرة برامج مدعمة بكبار الإعلاميين، هو ما سيعيد المشاهدين إلى ماسبيرو، بل كان ضروريا أن يعاد النظر للهيكل، وهو كيفية استغلال أكثر من 60 ستديو منتشرة؛ بداية من الدور الأرضى بماسبيرو، وبه استديو "1" و"2" و"10"؛ وهي من أهم ثلاثة استدديوهات أنتج فيها أهم مسلسلات التليفزيون، وصورت بها ليالى الحلمية، وهو وهى، والزينى بركات، وبالطبع الفوازير بكل نجومها نيللى وشريهان، والفخرانى وغيرهم، واستديوهات القنوات بالدور الثالث والرابع والخامس والسابع وغيرها من الاستديوهات الإذاعية التى شهدت تسجيلات لأهم مطربى مصر والعالم العربى، ومنها يمكن أن يتم العمل على تأجير ما يمكن تأجيره، أو استغلال ما يمكن استغلاله من هذه الاستديوهات. هى تحتاج إلى ترميم وتجديد فى الهيكل والمعدات، وليس فى البشر فقط، فمن ماسبيرو خرج معظم من يتم الإعلان عن عودتهم له، ولانتمنى تكرار تجربة تقديم برنامج واحد بمقدمين للبرنامج، أو ثلاثة، ثم يتوقف بعد شهر أو شهرين. هل هناك أزمة فى أن يعاد النظر فى القنوات المتخصصة دون تسريح عامل واحد، فقد عشت تجربة إنشائها من الدور السابع، وفى طرقة كانت مقسمة إلى مكاتب، يجلس فيها جمال الشاعر ونجوى إبراهيم وسلمى الشماع، وتحولت إلى خلية نحل، ونجحت فى أن تجذب جمهورا كبيرا، وتغيرت الصورة بعد المنافسة القوية للفضائيات، وخروج الكثير من الكفاءات إلى العالم العربى، وإلى القنوات الخاصة، مع أنها بحسبة بسيطة يمكن أن يتم العمل على تقوية هذه القنوات، بشراكة بعضها مع شركات إنتاج سينمائية مثلا، مثل قناة نايل سينما، يمكن أن تكون لسان حال لهذه الشركات، وللمهرجانات، ولصناع السينما، فى مصر والعالم العربى. أما ما هو أهم فهو العمل من الآن إلى عودة فكرة إهداء المنتجين أعمالهم إلى التليفزيون المصرى، لتعرض فى نفس توقيت عرضها مع القنوات الخاصة، أو حتى كما كان يعمل مع بعض الأعمال تعرض فى توقيت بعد عرضها فى الخاصة، بنظام يمكن الاتفاق عليه فى الإعلانات، وأعتقد أن المتحدة للإعلام يهمها تحقيق الربح، ولا يمانع المنتج تامر مرسى؛ وهو من أكثر من تعاملوا مع التليفزيون المصرى، ويعرف من خلال خبرته كيف يمكن النهوض بالتليفزيون المصرى دراميا، بالشراكات، أو استغلال الاستديوهات، فلماذا يتم التصوير فى الخارج، ويذهب مخرجونا إلى بيروت، كما هو الحال فى أحد المسلسلات الرمضانية التى تصور فى لبنان. عودة التليفزيون المصرى إلى سابق عهده، تحتاج إلى نظرة خاصة لبعض هذه النقاط، التى إن نظرنا إليها سنكتشف أننا نحتاج إلى أن يعود المشاهد إلى قنواته.. ومن ثم يعود المعلن.