شارك الدكتور علي جمعة مفتى الديار المصرية، أهالي الأقصر في الاحتفال بالليلة الختامية لمولد العارف بالله سيدي أبو الحجاج الأقصري مساء أمس الثلاثاء. حضر الاحتفال الشيخ الشحات عزازي، إمام مسجد السيدة نفيسة، واللواء خالد فوده، محافظ جنوبسيناء والدكتور عزت سعد محافظ الأقصر وأكثر من نصف ملبون زائر من أهالي الأقصر وجميع القرى المجاورة. من جانبه أكد الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر، أن الاحتفال بمولد العارف بالله سيدي أبو الحجاج الأقصري من الاحتفالات الدينية الهامة بالمحافظة والذي تحتفل به الأوساط الدينية والصوفية والشعبية، وهو الاحتفال الذي يحمل طابعا خاصا وعادات وتقاليد وموروثات ترجع إلى العصور الفرعونية ومأخوذة من طقوس احتفال المصريين القدماء بالإله آمون، وذلك بحضور عشرات الآلاف. وترجع مراسم الاحتفال، إلى عيد "الاوبت" في عهد الفراعنة والتي نقشت تفاصيله على الحائط الغربي والشرقي لمعبد الأقصر, حيث اقتبس أبناء الأقصر هذه الطقوس الفرعونية ليقيموها كمراسم عيد ميلاد العارف بالله أبو الحجاج الأقصر, وتشهد الأقصر، طقوسا لها غموض وسحر مصر الفرعونية ممزوجة بأجواء شعبية وطقوس دينية صوفية وفولكلورية, اعتاد الأقصريون إقامتها في الاحتفال بأوليائهم وقديسيهم وأربابهم في مصر الفرعونية. ومن مظاهر احتفالات مولد سيدي أبو الحجاج الاقصرى، هو المركب الذي يجره الآلاف ويطوفون به شوارع المدينة التاريخية يتبعه عربات تحمل أصحاب المهن المختلفة كل يمارس عملة فوق هذه العربة من النجارين والطحانين وغيرهم في مشاهد تمثيلية هزلية وكرنفال شعبي وفني مثير للدهشة. يذكر أن العارف بالله القطب الكبير والصوفي الجليل أبو الحجاج الأقصرى ولد في بغداد وأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلمائه، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم نال قسطا وافرا من الثقافة الدينية، وحضر إلى مصر ثم رأى في منامه رؤيا تأمره بالرحيل إلى مدينة الأقصر في صعيد مصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ ولمسوا فيه علمه الغزير، فأقام مسجدا فوق أطلال معبد آمون بالأقصر يمثل الوحدانية في هذا المكان الذي يعد رمزاً للعبادات المصرية القديمة منذ أقدم العصور.