كل شىء فى "قرية الأبقعين" التابعة لمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، يكتسي بالسواد والحزن، النساء فى الطرقات والرجال يتجمعون فى مسجد القرية طوال اليوم، لاستقبال المعزين، وانتظار أى أخبار عن جثمان فقيدهم الشاب عبد الحميد فراج، الباحث بمركز البحوث الزراعية، الذي فقد فى انفجار الطائرة الإثيوبية. بجوار المسجد يقف أتوبيس تابع لمركز البحوث الصحراوية، استقله زملاء الفقيد، لتقديم واجب العزاء، بينما يجلس والده وباقي العائلة داخل المسجد يتقبلون العزاء، وهم لا يستطعون من شدة الصدمة الكلام عن الحادث أو الفقيد، وكل ما قاله والده :"عاوزين حد يطمنا ويقولنا الجثة هتوصل أمتى علشان ندفن ابننا". بجوار المسجد التقينا "على شحاتة"، أحد أبناء عمومة الفقيد، الذى قال :"أحنا راضيين بقضاء الله وقدره، بس عاوزين نوصل للجثمان وندفنه علشان يرتاح قلب والده ووالدته"، مؤكدًا أنه فور علم الأسرة بالكارثة، توجهوا للتأكد من الخبر من السفارة، وأن الفقيد كان على متن الطائرة الإثيوبية التى انفجرت أثناء توجهها من أديس أبابا إلى نيروبي. وقال شحاتة: الفقيد خريج كلية الزراعة جامعة دمنهور، دفعة 2013، قسم الإنتاج الحيواني والداجني، وعقب إتمام خدمته العسكرية، التحق بوظيفة باحث مساعد بمركز بحوث الصحراء، وهو متزوج ولديه طفل"عمر"، عمره عامان، وللفقيد 3 أشقاء "محمد"، طالب بالسنة الأولى بكلية الطب جامعة الإسكندرية، و"علاء فى الصف الثالث الإعدادى وهويدا طالبة بكلية الزراعة. كانت السلطات المصرية قد أعلنت عن وجود 6 مصريين، ضمن ضحايا الطائرة الإثيوبية التى سقطت أثناء توجهها من أديس أبابا إلى نيروبى، بينهم عبد الحميد فراج الباحث المساعد فى مركز البحوث الصحراوية، ووزملائه الدكتور أشرف تركى رئيس التصنيف فى معهد وقاية النباتات، والمهندسة دعاء عاطف عبد السلام، حيث كانوا فى طريقهم إلى نيروبى عاصمة كينيا لحضور مؤتمر علمي عن التحسين الوراثى للإنتاج الحيواني والنباتي. جانب من صور الشاب والقرية جانب من صور الشاب والقرية