تحولت قرية الأبقعين والقرى المجاورة التابعة لمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، إلى سرادق عزاء، واتشحت بالسواد حزنًا على وفاة المهندس عبدالحميد فراج نوفل، الباحث بمركز بحوث الصحراء، إثر سقوط الطائرة الإثيوبية، يوم الأحد الماضي.. حيث كان آخر اتصال بينه وبين خاله، قبل إقلاع الطائرة الإثيوبية من مطار أديس أبابا، متوجهه إلى العاصمة الكينية نيروبي. "الشروق" انتقلت إلى منزل الباحث الشاب، في قرية الأبقعين التابعة لمركز حوش عيسى بالبحيرة، ورصدنا أجواء الحزن، التي تعيشها أسرة الفقيد. الباحث الشاب، خريج كلية زراعة دمنهور، ومتزوج ولديه طفل (عمر) الذي يبلغ من العمر عام ونصف، ولديه من الأشقاء نعمة طالبة بكلية الزراعة، ومحمد طالب بكلية الطب، وعلاء تلميذ بالصف الثالث الإعدادي، ووالده حاصل على دبلوم زراعة، ويبلغ من العمر 65 عاما، ويعمل فلاح، ووالدته ربة منزل، حيث التحق بالعمل بمركز بحوث الصحراء، وكان في بعثة علمية إلى دولة كينيا، منذ 15 يوما. وفى حالة بكاء شديد، يحكي إبراهيم شحاتة ابن عم المهندس ضحية الطائرة الإثيوبية، حالة الأسرة الصعبة بعد علمهم بوفاة نجله، "كل أمنية والده ووالدته، أن يدفنا جثمان ابنهما أو حتى أشلاءه في مقابر العائلة بالقرية"، مستكملاً: "احنا ناس عرب ولدينا عادات وتقاليد، ربنا ما يكتبها على حد، والداه في حالة سيئة جدا". ويشير الشحات إلى أن المسؤولين في السفارة الإثيوبية، حرصوا على التواصل مع الأسرة، وعرضوا أن يسافر أحد أفراد الأسرة إلى إثيوبيا لإحضار الجثمان أو الأشلاء، لكن والده ووالدته وأشقاءه في حالة نفسية صعبة وسيئة للغاية، لا تسمح بسفر أحد منهم، لافتًا إلى أن الجثمان أو الأشلاء، ربما تصل الخميس المقبل، حسب ما أعلنه مسؤولو السفارة. ورفض الأب فراج محمد المكلوم، الحديث، مطالبا فقط بتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى، من أجل عودة جثمان نجله، لاسيما وأن السفارة الإثيوبية أكدت لهم أنه سيصل خلال أيام. ويحكي سيد أحمد سعد، خال الضحية، "بمجرد أن عرفنا بخبر الوفاة، سافرنا إلى القاهرة والتقينا مسؤولين في السفارة الإثيوبية، وأبلغونا بصحة الواقعة، وعدنا إلى حوش عيسى في البحيرة فجرًا، وسط حالة من الحزن الشديد تسيطر على جميع أفراد العائلة". ويضيف "تواصلت مع ابن اختي قبل إقلاع الطائرة الإثيوبية من مطار أديس أبابا، المتوجهه إلى العاصمة الكينية نيروبي، ولم أكن أعلم بأنني لن أسمع صوته مرة أخرى". ولقى 6 مصريين مصرعهم في تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية من طراز "بوينج 737"، وهي في طريقها إلى نيروبي، وعلى متنها 149 راكبًا، و8 من أفراد الطاقم. وتحطمت الطائرة قرب بلدة "بيشوفتو" التي تقع على بعد 62 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من أديس أبابا، قبل انطلاق اجتماع سنوي في نيروبي لجمعية الأممالمتحدة للبيئة.