أعتقد أن المتابع للعمليات الإرهابية، سواء في الشرق الأوسط أو باقي دول العالم سوف يجد أن الإرهاب له نفس مواصفات الخسة والنذالة وعدم التحلي بأي قيم أو أخلاق فهو بالفعل "لا وطن له ولا جنس ولا دين" فالعمليات الإرهابية التي شهدها العالم على مدار الأعوام القليلة الماضية أثبتت – دون شك – صحة وأهمية ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة بشأن الإرهاب وضرورة البحث والتصدي لمن يقف وراء تلك الجماعات الإرهابية ويمدها بالتمويل والمعلومات. فالمؤكد أن تلك الجماعات الإرهابية؛ سواء كانت جماعة الإخوان أو تنظيم القاعدة أو داعش أو باقي التنظيمات المنتشرة في العديد من دول العالم تنطلق من قاعدة واحدة وفكر واحد ورؤية واحدة تسعى لنشر الفوضى وهدم استقرار الدول، وبرغم وضوح تلك الأهداف لتلك التنظيمات الإرهابية إلا أن هناك دولا وأجهزة استخبارات تقف بل وتدعم بكل قوة تلك التنظيمات سواء عن طريق الدعم المادي أو الدعم المعلوماتي بهدف استخدام تلك التنظيمات في تحقيق أهداف خبيثة لتلك الأجهزة والدول سواء في الشرق الأوسط في باقي دول العالم. ولذا فإن ما شهدته مصر خلال الأيام القليلة الماضية من حوادث إرهابية سواء في العريش أو قنبلة مسجد الاستقامة في ميدان الجيزة مرورا بتفجير إرهابي "الدرب الأحمر" نفسه بعد أن نجحت قوات الشرطة في الوصول إليه يجب أن نضعها في حجمها الصحيح فهي لا تتعدى سوى إثبات الفشل الذريع لتلك التنظيمات الإرهابية ومن يقف وراءها بل وتؤكد ترنح تلك التنظيمات وعدم قدرتها على اختراق أمن واستقرار مصر في ظل وجود عزيمة وإصرار وتكاتف من قبل الشعب ورجال الشرطة والجيش الأبطال معًا لدحر كل المحاولات الخسيسة التي تسعى للنيل من أمن واستقرار مصر في توقيت بالغ الحساسية والأهمية يتمثل في تحقيق مصر لمكتسبات عديدة على كافة الأصعدة؛ سواء الدولية أو الإقليمية أو الداخلية وهو ما جعل تلك التنظيمات ومن يقف خلفها يشعر بالفشل الواضح ويتجرع مرارة الحسرة ويتأكد من عقيدة وإيمان رجال الجيش والشرطة بالحفاظ على أمن البلاد والتضحية بأرواحهم دون تردد أو خوف بل بكل رضي وطمأنينة وإيمان راسخ بدورهم البطولي الذي يقدره العالم أجمع. وأعتقد أن الإرهاب الأسود وبرغم سقوط كل أقنعته المزيفة وتحطم كل محاولاته على صخرة الجهود الدؤوبة لأجهزة الأمن وتضحيات شهدائنا الأبرار من رجال الشرطة والجيش، فإن تلك التنظيمات لن تتوقف عن محاولاتها البائسة ليس ضد مصر فقط، بل ضد العديد من دول العالم وهو ما يتطلب تضافر الجهود الدولية للتصدي للإرهاب بكل أشكاله والسعي لتجفيف منابعه سواء الفكرية أو التمويلية وأن تقوم المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأممالمتحدة بوضع كل دولة أمام مسئولياتها الحقيقية والقيام بدورها الفعال في التصدي للإرهاب وليس دعمه كما تقوم بذلك بعض الدول على مرأى ومسمع من العالم كله. ويقينًا فإن تضحيات رجال الجيش والشرطة على كافة المستويات لن تذهب سدى، بل هي محل تقدير واحترام من كافة فئات وطوائف الشعب، بل ومن العالم كله، والذي يدرك تمامًا حجم الدور المحوري والهام الذي تلعبه مصر في التصدي للإرهاب ومحاربته نيابة عن العالم في المنطقة وتسعي بكل قوة لمنع انتشاره في المنطقة عن طريق الجهود الحثيثة للقيادة السياسية والتنسيق رفيع المستوي بين الأجهزة الأمنية المصرية والعربية والأجنبية أيضًا بهدف التصدي للإرهاب الأسود وتجفيف منابعه برغم وجود بعض الأدوار الخبيثة لبعض الدول التي تسعى لنشر الفتن والفوضى في المنطقة، ولكننا لها بالمرصاد ولن تفلح تلك القوي الظلامية في زعزعة استقرارنا أو تقليل حجم الإنجازات التي تشهدها مصر في كافة المجالات.. تحية طاهرة لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال الجيش والشرطة البواسل. [email protected]