لا شك أن الجولة الخليجية المهمة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخرا إلي كل من السعودية والامارات والكويت والبحرين تؤكد العلاقات التاريخية بين مصر ودول الخليج وتجزم بما لايدع مجالا للشك أن أمن مصر من أمن الخليج وأن القاهرة لا يمكن أن تتخلي عن اشقائها سواء في الخليج العربي أو باقي الدول العربية في سياق السياسة الخارجية المصرية التي تؤكد أن الدائرة الأولي من اهتماماتها هي الدائرة العربية. وأعتقد أن المحادثات المهمة التي أجراها الرئيس السيسي مع قادة دول الخليج الأربع كشفت عن التوافق الكبير في الرؤي تجاه العديد من القضايا الحيوية علي الساحة العربية خاصة ما يتعلق بتوفير دعم وغطاء عربي ودولي للقضية الفلسطينية والسعي العربي المشترك لدعم المفاوض الفلسطيني والتصدي للمارسات الاسرائيلية غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالاضافة إلي حث المجتمع الدولي خاصة واشنطن لممارسة ضغوطا حقيقية علي اسرائيل للعودة إلي طاولة المفاوضات ووقف عمليات الاستيطان الاستفزازية المستمرة. و المؤكد أن الأوضاع في سوريا واليمن والعراق وليبيا كانت محل نقاش وتشاور خلال الجولة خاصة وأن هناك جهودا مصرية اماراتية مشتركة لدفع المشاورات بين الأشقاء في ليبيا إلي الأمام ومحاولة جمع الفرقاء الليبيين سواء في القاهرة أو دبي حتي يتم بلورة رؤية ليبية مشتركة للخروج من المأزق الليبي الحالي والذي بات يهدد الأمن القومي المصري ويؤثر علي استقرار الأوضاع في منطقة شمال أفريقيا بل ويهدد بتحول ليبيا إلي حاضنة لعدد من الجماعات الإرهابية الموجودة بالفعل بها وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي والذي يبحث عن مأوي بعد الضربات القوية التي تلقاها في العراقوسوريا. ولذا فإن اللقاءات والمشاورات المصرية الخليجية جاءت في توقيتها ومحلها في ظل ظروف متشابكة ومعقدة تمر بها المنطقة العربية وتسعي مصر مع أشقائها إلي القيام بدور فاعل وحقيقي لوقف القتال والحروب في تلك المنطقة سواء في سوريا أو العراق أو اليمن وهو ما يعطي فرصة كبيرة لتلك الدول للتفرغ لمحاربة الإرهاب الأسود والذي أصبح يهدد الجميع بل وينذر بخراب ودمار شامل في العالم كله اذا لم يسع الجميع لمواجهته والتصدي له اقتصاديا وعسكريا وفكريا. ويقينا فإن زيارة الرئيس لدول الخليج العربي حملت عدة رسائل داخلية وخارجية فعلي المستوي الداخلي حملت رسالة طمأنة لملايين الأسر المصرية التي تعمل في الخليج بان العلاقات لا يوجد بها أي توتر كما تشيع بعض الدول من حين لاخر وبالتالي استقرار أوضاع تلك العمالة وعدم حدوث+ أي مشاكل أو أزمات لها بالإضافة إلي تأكيد عمق العلاقات المصرية الخليجية و استمرار تدفق الاستثمارات إلي مصر وأيضا استمرار عمل المشاريع الموجودة وعدم تأثر أي منها. أما علي المستوي الدولي فإن الزيارة حملت رسالة تأكيد علي التعاون المصري والمساندة الواضحة لدول الخليج في كافة القضايا و الملفات داخلية وخارجية وتصدي مصر بكل حزم لأي تهديدات لأمن الخليج وهو ما أكد عليه الرئيس السيسي بقوله إن أمن الخليج من أمن مصر وبالتالي فإن مصر لن تسمح بالمساس بأمن الخليج وأنها ستكون دائما إلي جانب أشقائها في الخليج انتصارا للعلاقات الاستراتيجية الوثيقة التي تربط بين الجانبين والتي تسعي مصر إلي دعمها دائما وبجميع السبل وهو ما حملته الجولة المهمة للرئيس لدول الخليج العربي. [email protected]