ليس هناك خلاف على الأهمية القصوى لممارسة الرياضة فهي حقًا غذاء الجسم، لكن قد يكون السم في العسل، فهناك من يستغل حماسة الشباب في ممارسة الألعاب الرياضية ورغبتهم في بناء أجسام قوية؛ ليروج لهم العديد من أنواع المنشطات وهرمونات النمو، والمكملات الغذائية، على الرغم من خطورتها الداهمة على الجسم، وتسببها في ظهور الأمراض الخبيثة، فضلاً عن العقم وتشوهات الأجنة. "بوابة الأهرام" ترصد الآثار المدمرة لتناول المنشطات والهرمونات والمكملات الغذائية، والتي تجاوز حجم تجارتها في مصر 6 مليارات جنيه. على الرغم من الأهمية القصوى للرياضة بأشكالها المختلفة للشباب، إلا أن تناول بعض المنشطات وهرمونات النمو وبعض المكملات الغذائية يمثل خطورة داهمة على الشباب خاصة من يسعون إلى بناء عضلات أو هواة ألعاب كمال الأجسام؛ نظرًا لاعتمادهم على مركبات كيميائية للحصول على نتائج أسرع بدلاً من الاعتماد على التغذية الطبيعية، بحسب أستاذ تغذية الإنسان والمدير التنفيذي لمركز معلومات الأمن الغذائي، ووكيل المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف لشئون الرقابة، د. محمد مسعود. كما تسبب المنشطات وهرمونات النمو، خلل في هرمونات الجسم الطبيعية، وينتج عنها العديد من المشكلات منها توقف الخصية عن إفراز هرمون التستسترون، وهو ما قد يصيب الشباب بالعقم، كما تتسبب تلك المنشطات والهرمونات في تجدد خلايا الجسم "الحميدة وغير الحميدة"، وهو ما يعني أنه في حالة وجود خلايا سرطانية محدودة للغاية داخل الجسم فإن هذه المنشطات تعمل على مضاعفتها، وبذلك يكون هناك تبكير بظهور الأمراض الخطرة. وتسبب أيضا زيادة نسبة السموم في الكبد، الذي هو بمثابة مركز للسموم، وهو ما يضعف الكبد ويصيبه بالتورم، كما أن بعض هذه المنشطات تحبس المياه داخل الجسم، ومنها ما ينشط الغدة العرقية مما يزيد من كمية التعرّق، فضلاً عن وجود رائحة كريهة في للعرق، وحدوث خلل في إفرازات الهرمونات الذكورية والأنثوية، وهو ما يعني ظهور علامات الذكورة في السيدات كظهور شعر في الوجه والصدر، وظهور علامات الأنوثة في الشباب ومنها ترهلات الأرداف، وكبر حجم حلمات الثدي، كما تسبب هذه الهرمونات والمنشطات تشوهات الأجنة. وتجاوز حجم تداول المنشطات والهرمونات والمكملات الغذائية في مجال الألعاب الرياضية في مصر 6 مليارات جنيه، وأشار أستاذ التغذية، إلى أن استخدام هذه المركبات بدأ في الهند لعلاج الحروق، حيث أثبتت فاعلية في التئام وتجدد الخلايا، ثم بدأ التفكير في استخدامها في مجال الألعاب الرياضية، وعرفت باسم "هرمونات كمال الأجسام"، ومن أنواع المنشطات المتداولة في مصر منشط "وينسترول"، وهو من مشتقات "دي هيدرو تيستيسترون"، وعلى الرغم من إفراز الجسم هذا الهرمون طبيعيًا إلا أنه يتم تناوله في صالات الجيم لسرعة بناء العضلات، مما ينتج عنه توقف الجسم عن إفرازه من خلال الخصية، وهو ما يؤثر سلبًا على كفاءة عمل الخصيتين والمعدل الطبيعي لنمو الجسم. ومن أثار المنشطات أن هرمون التستسترون، يزيد العنف لدى الشباب؛ نظرًا لكونه يساعدهم على تحمل العمل الشاق وفترات أطول في التدريب، كما يتسبب الهرمون في ظهور حب الشباب وتساقط الشعر، وزيادة نشاط الغدة العرقية، وبذلك تكون رائحة العرق غاية في السوء. ومن بين الهرمونات التي يتناولها الشباب، هرمون النمو GH فعلى الرغم من أن الهدف من استخدامه طبيًا هو علاج الأطفال الذين يعانون من عدم النمو وليس لديهم القدرة على إفراز الهرمون بسبب قصور في الغدد، إلا أن الشباب باتوا يستخدمونه لخفض نسبة الدهون في الجسم، دون النظر لأضراره المتمثلة في أن الهرمون يتسبب في زيادة الهرمونات الأنسوية لدى الرجال فتظهر فيهم بعض الصفات الأنسوية ومنها كبر حلمات الثدي والدهون الزائدة في الأرداف، فضلاً عن إحداث ضمور في الخصيتين، وعدم وجود رغبة جنسية، وتجديد الخلايا بالجسم "سواء كانت حميدة أو خبيثة"، وهو ما يعني أنه في حالة وجود خلايا سرطانية في الجسم سيعمل هذا الهرمون على زيادتها بشكل أكبر، كما يسبب خلل في الغدة الدرقية كما يسبب الأرق وطول الأطراف، وتناول كميات كبيرة منه يسبب أورام سرطانية، كما أن جميع هذه المنشطات عبارة عن مواد كيماوية سامة تؤثر على الكبد الذي هو مركز السموم، ولذلك يحتاج من يتناول هذه المنشطات والهرمونات متابعة حالة الكبد بصفة مستمرة. وفيما يتعلق بالمكملات الغذائية، أضاف الدكتور محمد مسعود، أن الإفراط في تناولها يسبب مشكلات صحية، موضحًا أن هذه المكملات عبارة عن بروتينات تنقسم إلى حيوانية، تحتوي على أحماض أمينية أساسية لا يستطيع الجسم تخليقها ولذلك لابد من تواجدها في الوجبات الغذائية، ونباتية تحتوي على الأحماض الأمينية غير الأساسية، وتنقسم المكملات الغذائية إلى نوعين، الأول هو whey proteinوهو مصنع من " شرش اللبن " بودر والثاني amino ولكل جسم طبيعة تتوقف على العامل الوراثي ومستوى التغذية. وأشار أستاذ تغذية الإنسان والمدير التنفيذي لمركز معلومات الأمن الغذائي، إلى أن من ضمن المنشطات التي يتم تداولها في صالات الجيم ويقبل عليها عدد كبير من الرياضيين غير مدركين لخطورتها، أنواع مثل ديكا وبلدنون أو إيكوبوليس وهو فصيل مشتق من التستسترون ويباع في السوق بأسعار باهظة، ولهذه المنشطات أعراض أندروجينية ومنها حجز المياه في الجسم وحب الشباب. وأكد الدكتور محمد مسعود، أن منشط "البلدنون" الذي يقبل عليه لاعبو كمال الأجسام لبناء العضلات يتسبب في زيادة الخلايا في كرات الدم الحمراء، وهو ما يتسبب في لزوجة وتجلط الدم، كما أن منشط "ديكا" الذي يستخدم لتكبير العضلات بشكل سريع يتسبب في زيادة هرمون الإستروجين والبرجسترون، ويتسبب في حجز المياه داخل الجسم، كما أن "ديكا" يقلل من إفراز الجسم لهرمون التستسترون من الخصية، كما ينتج عن تناوله ارتفاع نسب الكوليسترول الضار LDL ولذلك لابد من تحليل الكوليسترول كل نصف دورة من كورس "ديكا" والذي يستمر من 18 إلى 30 أسبوعا، ويحتاج الشاب لتناول أغذية تحتوي على أوميجا 3 والأفوكادو لزيادة الكوليسترول المفيد HDL. أما ال " توديكا " مكمل غذائي وهو نوع من الأحماض الأمينية مستخرج من العصارة الصفراوية، وهو يسبب زيادة في إنزيمات الكبد " AST – ALT " ويحتاج لمضادات أكسدة لتقوية الكبد، وهو يسبب أعراضا جانبية منها الإسهال، وفي حالة تناوله وإهمال متابع الكبد وتنظيفه يصاب بالتورم. د. محمد مسعود