يبدو أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وجمهورية كازاخستان، على موعد مع النمو، وزيادة التبادل التجاري، خصوصًا مع وجود مفاوضات تجري حاليًا من أجل التوقيع على اتفاقية إقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، ومن شأن تلك الاتفاقية، أن تمكّن أرض السهوب الكازاخية من زيادة صادراتها إلى أرض الكنانة، وتعزيز حضورها فيها بوصفها سوقًا واحدًا من أكبر اقتصاديات القارة الإفريقية. وذكر تقرير نشره موقع "365 إنفوكاز" الشهير في كازاخستان، باللغتين الروسية والكازاخية، حول الاتفاقية التي بدأت أعمال التحضير للتوقيع عليها في ديسمبر 2017، أن مشاورات فنية قد دارت بين مصر ودول الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، لتلتقي الوفود مرة أخرى في 23 مايو 2018، ويتم الاتفاق على عقد جولة موسعة من المفاوضات في خريف العام الحالي. وأكد التقرير، أنه "في عام 2017 ارتفعت صادرات الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي إلى مصر بنسبة 63.1%، مقارنة بعام 2016، وبلغت 6.3 مليار دولار، كما ارتفعت الواردات بنسبة 41.5%، لتبلغ 589.9 مليون دولار، وعليه فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 6.8 مليار دولار". حجم التبادل التجاري بين مصر وكازاخستان وكشف التقرير، أن حجم التبادل التجاري بين مصر وكازاخستان لم يتخطى ال 100 مليون دولار فقط، وبرر ذلك بأنه ناتج عن أن أستانا لا تمتلك علاقات تجارية كبيرة مع القاهرة، نظرًا لوقوع الأولى بعيدًا عن خطوط النقل العالمية، في الوقت الذي تقوم فيه الدول الأخرى من الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي بعقد صفقات بمليارات الدولارات مع مصر، وأنه وفقاً لبيانات عام 2017، لم يتجاوز حجم الصادرات والواردات بين مصر وكازاخستان 62.4 مليون دولار، وهو أعلى رقم للتبادل التجاري بين البلدين خلال 5 سنوات، في حين غدا الربع الأول من العام 2018 الأكثر إنتاجية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 23 مليون دولار، أي أكثر ب3.3 مرة من حجم التبادل التجاري في الفترة المماثلة من العام 2017. تفوق مصري في ميزان التبادل التجاري بين البلدين وترى كازاخستان –وفقًا للتقرير- في التجارة مع مصر ميزة خاصة، تتمثل في استيراد البضائع والسلع المصرية الذي يشكل الحصة الأكبر من التبادل التجاري بين البلدين، كما ترى دول الاتحاد الاقتصادي في مصر سوقًا رئيسية لمنتجاتها (أكثر من 90% من حجم التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد هي صادرات من الاتحاد)، فإن كازاخستان، وعلى العكس من ذلك، تستورد الكثير من المنتجات من مصر، حيث تجاوزت الواردات بأربع مرات حجم الصادرات المصرية للكازاخ، خلال الخمس سنوات الأخيرة من العام 2013 وحتى العام 2017. وعلى الرغم من المؤشرات الضعيفة نسبيًا، فإن مصر تبقى واحدًا من أكبر الشركاء التجاريين لكازاخستان في إفريقيا، وهذا ما يؤكده لدرجة كبيرة التواجد الضعيف لكازاخستان في إفريقيا عبر البوابة المصرية، فوفقاً لبيانات العام 2017 كان أكبر تبادل تجاري لكازاخستان مع الجزائر، وفى الربع الأول من العام 2018 كان مع الجزائر والمغرب. وذكر التقرير ميزة أخرى للتجارة بين كازاخستان ومصر، تتلخص في عدم وجود سلعة محددة من شأنها أن تحدد صادرات كازاخستان، كما أنه ليس هناك منتج تجاري مستقر يمكن لكازاخستان أن تبيعه لمصر خلال السبع سنوات الماضية، وخلال هذه الفترة تغير هيكل الصادرات أكثر من مرة، ففي الفترة 2012-2013 شكل الكبريت، والقمح والألواح المعدنية المدرفلة أساس الصادرات إلى مصر، وفي السنوات التالية توقفت صادرات تلك المنتجات تمامًا، لتحل محلها الغازات البترولية والنحاس، وفي عام 2016 شكلت المنتجات شبه المصنعة من الحديد 90% من حجم صادرات كازاخستان إلى مصر، وفي الربع الأول من العام 2018 أصبحت كازاخستان تصدر إلى مصر بذور الكتان والنفط، وفي هذه الأثناء توقفت بشكل كامل مبيعات كافة المنتجات الأخرى التي كانت أساسية في الماضي. المنطقة الحرة الجديدة هدف كازاخستان للنفاذ للأسواق المصرية وأكد التقرير، أن لدى كازاخستان ما يمكن أن تعرضه على مصر، ويمكن لمنطقة التجارة الحرة أن تساعد المصنعين المحليين في كازاخستان على خلق موطئ قدم لهم في هذه الأسواق، مضيفًا أن وضع الواردات المصرية إلى كازاخستان أكثر وضوحًا، حيث تمثل الأدوية أساسًا له، بيد أن الاهتمام بها يتقلص مع كل عام، ففي الفترة 2011-2015، قامت كازاخستان باستيراد أدوية مصرية بقيمة 22.7 مليون دولار سنويًا، لينخفض استيراد الأدوية خلال عام 2017 إلى أقل من 11.5 مليون دولار. وقال، إنه على الرغم من أن الطلب على الحمضيات والملابس المصرية مستقر في كازاخستان، فإنه ليس قويًا، ولكن الوضع هنا مشابه لوضع الأدوية، ففي الفترة 2017-2016، بدأ الطلب عليها يتلاشى، إلا أنه من شأن التسهيلات الجمركية أن تعطي دفعة جديدة لها. وأوضح، أنه قد حلّت منتجات الصناعات الكيميائية محل تلك السلع، فخلال عام 2017 اشترت كازاخستان من مصر مواد لاصقة لإنتاج القوالب بقيمة 13.6 مليون دولار، كما اشترت خلطات عطور كمواد خام صناعية بقيمة 16.5 مليون دولار، وأن تلك المنتجات مثّلت أساس الصادرات المصرية إلى كازاخستان، حيث شكلت بنهاية الربع الأول من عام 2018 ثلثي الصادرات المصرية إلى كازاخستان (5.8 مليون دولار و7.3 مليون دولار على التوالي)، مشيرًا إلى أن هذه المنتجات لم يتم تبادلها بين البلدين قبل عام 2017. الموضوع في الرابط الأصلي: إضغط هنا