"الناس خلاص هتاكل بعضها" .. بهذه الكلمات بدأت ثريا عبد المحفوظ، كلامها، مضيفة "مش عارفين نعمل إيه، اللحمة فيها حمى والسمك بقت أسعاره نار، والفراخ زاد ثمنها الضعف، حتى الرنجة إللى الناس بتأكلها مرة فى السنة عشان شم النسيم سعر الكيلو وصل ل 20 جنيهًا بعد ما كان ب11 جنيهًا .. الناس هتآكل أيه ؟؟". "ماذا سيأكل المصريون ؟" .. سؤال في ذهن كل فرد ولا يستطيع حد الإجابة عنه، خاصة بعد إصدار الغرفة التجارية بالشرقية تقريرها الذي أكد إرتفاع أسعار الدواجن بنحو40%، والأسماك بين70 و80%، خلال أقل من شهرين، بعد تزايد معدلات الإصابة بمرض الحمى القلاعية بين الماشية، مما أدى إلى البحث عن بدائل للحوم الحمراء،كما أشار التقرير الذي حمل تجار الجملة جزءاً من الأزمة، لكنه أكد أن هناك عوامل أخرى ساهمت فيها، منها أزمة السولار، متوقعاً استمرار الزيادة حتى منتصف أبريل الحالي. ولم يقتصر الأمر على التقارير فالشارع المصري يعيش تلك الأزمة بكل تفاصيلها، أرجع محمد مجدي، موظف، الأزمة الحالية فى ارتفاع الأسعار إلى "مافيا" تتحكم فى "قوت الناس" على حد قوله، مضيفا "في الأول يطلعوا يقولوا اللحمة فيها مرض الحمى القلاعية، والناس تبطل تشتري لحمة وتجري على البديل إللى هو الفراخ والسمك، وتجار الفراخ والسمك يفضلوا يرفعوا الأسعار كل يوم لحد ما وصلت الأسعار ضعف ثمنها فى كام إسبوع، وكل ده مدبر طبعا". وقال سامح رضوان، مدرس، "أنا بقالي شهر اللحمة لم تدخل بيتي بسبب المرض الموجود فيها، وكنا بنأكل فراخ بدلها وسعر كيلو الفراخ البيضاء من شهر كان ب 11 جنيه دلوقتي الكيلو ب 18 جنيه، والفراخ البلدي كانت ب 13 جنيهًا وصلت دلوقتي ل24 جنيهًا، والبانيه كان بيتباع ب 28 جنيه النهاردة ب 42 جنيهًا، الأسعار إرتفعت ضعف ضعفها.. نآكل أيه؟؟" ، متابعا "قبل كده الحاجة كانت بتزيد نص جنيه أو جنيه أو 2 جنيه، لكن ترتفع مرة واحدة 10 و12 جنيهًا ده حرام، ده إحنا كده وقعنا في إيد عصابة". ومن جانبها، قالت فاطمة محجوب، موظفة، "لا زم التسعيرة الجبرية ترجع تاني، طالما إن التجار مش بتراعي ربنا وبتاخد أرباح معقولة يبقى لازم الدولة تفرض تسعيرة عشان الشعب يقدر ياكل"، مضيفة "النهاردة مش بس الغلابة هم إللى مش عارفين يأكلوا ،دي الطبقة المتوسطة كمان مش لاقية تأكل، لما كيلو السمك البوري كان الأيام إللى فاتت بيتباع ب 20 جنيه وفجأة يوصل ل 32 جنيه يبقى فيه حاجة غلط، والبلطي يرتفع سعره من 12 جنيه ل 18 جنيه، يبقى فيه سرقة وعصام بتتحكم فى أكلنا، لازم الدولة تقوم بدورها وتوفر للشعب الأكل بأسعار مناسبة على قد الراتب إللي بيأخذه". وأكد مصطفى سيد، مبرمج كمبيوتر، أن الحل هو مقاطعة كل أنواع اللحوم سواء الحمراء أو البيضاء أو الأسماك، قائلا "إحنا كلنا نتحول لنباتيين، عشان نقدر نواجه جشع التجار، وندور على بدائل للحوم زي الفول الصويا وغيره، ولما البضاعة إللى عندهم تفسد من الركنة يبقوا يحترموا نفسهم ويبيعوا بسعر معقول". أما سلامة عبده، تاجر دواجن، فقال "الموضوع ليس له علاقة بمرض الحمى القلاعية الموجود فى اللحمة، هي الفراخ بقالها فترة أسعارها بتزيد كل شوية علشان العلف والنقل ومشكلة البنزين إللى موجودة"، مضيفا "الإقبال على الفراخ عادي في المتوسط زي الأول يعني ما إرتفعش الفترة دي عشان اللحمة ولا حاجة". في حين أكد رجب سلطان، تاجر أسماك، أن الإقبال على السمك تزايد مؤخرا، موضحا "الناس خايفة تأكل لحمة عشان الحمى القلاعية، فإتجهوا للسمك، إللى كان بيأكل سمك مرة واحدة في الإسبوع بقى يأكل 3 مرات في الأسبوع سمك لإنه مضمون"، مضيفا "هو سعر السمك فعلا إرتفع بس ده بيرجع لقوانين البيع والشراء، يعني عبارة عن عرض وطلب، وكل ما زاد الطلب على السلعة ارتفع سعرها، وهو ده إللى بيحصل الأيام دي" .