قال طارق عامر، رئيس البنك الأهلى المصرى، إن توقعات الشعب بنمو الاقتصاد فجأة وتوفير فرص عمل بكثرة، وزيادة المرتبات عقب الثورة أمر مثالى للغاية، ويثير الإحباط لديهم بسبب عدم تحقيق ما توقعوه، ويدفعهم للمطالبة والتظاهر بتغيير الحكومة. أشار عامر خلال فعاليات الجلسة الثانية، من ندوة "الاقتصاد المصرى وثورة 25 يناير"، التى عقدت اليوم الأربعاء تحت عنوان "السياسات المالية والنقدية والعلاقات الاقتصادية الدولية"، إلي ضرورة مخاطبة الحكومة الشعب، وتوضح أن الاستثمار حينما يأتى لن يحقق نتائجه بين يوم وليلة، وإنما يمر بعمليات معقدة تأخذ وقتًا كبيرًا حتى نلمس نتائجه، وتغيير الحكومات لن يجدى فى ظل ثبات الموارد والاحتياجات. وأضاف خلال الندوة التى نظمتها اللجنة المصرية للتضامن بالتعاون مع الجمعية المصرية للاقتصاد السياسى والتشريع والإحصاء، أنه ينبغى أن نعترف أن البلد متأخرة مقارنة بدول العالم، ولن نستطيع القضاء على البطالة، ولكن بإمكاننا تغيير السياسات الاقتصادية بشكل يسهم فى تقليل نسبة البطالة فى المجتمع، وكذلك تدريب الشباب المتعطل على المهارات الجديدة التى يتطلبها الاستثمار الحديث، لافتًا إلي وجود استثمارات تطلب شروطًا غير متوفرة في اليدي العاملة فى السوق المصري. أكد عامر أن تطوير المؤسسات الاقتصادية قبل تطوير العنصر البشرى العامل والملتحق بها أمر عبثى للغاية ولن يجدى، ويجب علينا تحفيز مؤسسات تدريب العمالة على التوسع فى أنشطتها، موضحًا أن ثورة 25 يناير كسرت حاجز الخوف وحررت العقول المصرية سياسيًا وينبغى أن تحررها اقتصاديًا. وقال عامر: إذا كان الإصلاح يحتاج إلى تضحية، فهل الشعب لديه استعداد أن يدفع الثمن كما دفعه الشباب لحصولهم على الحرية؟ وهل يتقبل إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، بحيث يتم اختيار المتميز والاكفأ للترقية وليس وفقًا لعدد سنوات العمل ومبدأ الأقدمية؟ والأهم هل يتقبل الشعب إعادة هيكلة القطاع العام لتطويره؟