"ملتقيات التوظيف يستغلها أصحاب المصانع والشركات في الدعاية لأنفسهم، ولايختارون أحدا للتوظيف" هكذا بدأ مصطفي البنا، خريج كلية التجارة جامعة القاهرة 2009، حديثه أثناء خروجه من الملتقي السادس لتوظيف الشباب الذي أقيم فى مركز التعليم المدني التابع للمجلس القومي للشباب. ويقول البنا أنه لم يترك ملتقي توظيف إلا وشارك فيه علي أمل أن يحظي بوظيفة. لاسيما في ظل حصوله علي كورسات في اللغة انجليزية ودورة تدريبية عن خدمة العملاء والمحاسبة الإلكترونية ولكن ذلك كله لم يشفع له في ايجاد وظيفة. ويضيف مُتحسرا أطبع كل يوم حوالي 10 نسخ من سيرتي الذاتية وأرسلها إلي صناديق بريد الشركات الر اغبة في توظيف شباب وعبر شبكة النت مؤكدا أن 90 بالمائة من إعلانات التوظيف تطلب مندوبي مبيعات وال 10 الباقية إعلانات وهمية. ويهدف ملتقى التوظيف لمساعدة الشباب على إيجاد فرص عمل فى وقت تصل فيه معدلات البطالة فى مصر إلى حوالى 9 بالمائة. وكان الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء قد أعلن مؤخراعن تراجع لايذكر فى أعداد المتعطلين عن العمل خلال الربع الثالث من العام الجارى بما يوازى 0.2 بالمائة لتصل إلى 8.94 بالمائة. ويكمل مصطفى حديثه قائلا إنه أتى لتقديم أوراقه في ملتقي التوظيف كتأدية واجب. قائلا أنهم يحتاجون الخبرة في مجال العمل ونحن كشباب لانمتلك خبرة كافية واذا ماأراد أحدناالحصول علي خبرة، فيضطر للعمل بمكتب محاسبة مقابل150 جنيها فقط شهريا. و لم يختلف الحال كثيرا مع إيناس صفوت بكالوريوس نظم ومعلومات إدارية دفعة 2009 التي جاءت لملتقي التوظيف لثالث مرة خلال عام واحد وحتي الآن لم يتصل بها أحد. أما محمد بدر فقد تخرج من أكاديمية المقطم شعبة نظم المعلومات 2007، وحصل علي العديد من الكورسات ، قائلا هذه ليست المرة الأولي له في ملتقيات التوظيف ولا في رحلة البحث المضنية عن عمل، موضحا أنه يعمل أحيانا في المطاعم أو السياحة انتظارا لوظيفة في مجاله، متحدثا بأسف عن صديق له يعمل فرد أمن في جراج باجر 800 جنية شهريا. وأثناء حديث محمد، تدخل شخص أخر في الحوار وتحدث عن تجربته الشخصية قائلا: إنه حاول كثيرا دخول قطاع البنوك ولكنه فشل. وأضاف "كنت قد علمت أن البنك الأهلي يريد أشخاصا للعمل، وقدمت حتي الآن 10 سير ذاتية ولم أتلق أي رد، وبنك مصر أيضا طلب محاسبين للعمل وعندما ذهبنا قالوا لنا نتعامل مع خريجي الجامعة الألمانية والأمريكية فقط". ويوضح أحمد محمد الحاصل على ليسانس حقوق منذ عام 2007 أنه كان يتدرب في مكتب محاماة بأجر قدره200 جنيه شهريا لا يكفي نفقاته الخاصة، فقرر البحث عن عمل وكانت أولي محطات بحثه هي هذا الملتقي التوظيفي .. رغم أنه لم يجد مهنًا تناسب مؤهلاته إلي أنه تقدم لوظيفة مسئول بيع لأنهم اشترطوا أن يكون المتقدم حاصل علي ليسانس حقوق. أحمد ماهر أيضا خريج حقوق منذ عام 2006 وهي المرة الأولي التي يحضر فيها مؤتمر توظيف، وينتقد بشدة عدم وجود مهن تناسب مؤهلاته أو تناسب المؤهلات العليا بوجه عام، فأغلب المهن عمال نظافة، ومندبين مبيعات، معربا عن أسفه لأن ليسانس الحقوق في نظر ملتقيات التوظيف وأصحاب العمل يصلح للعمل كمندوب بيع أو تحصيل أو فرد أمن . يبرر ذلك أنه رغم أن إعلان الملتقى السادس لتوظيف الشباب أعلن عن توفير فرص عمل لأكثر من 1400 شاب وفتاة في تخصصات عديدة، إلا أنه وقبل نهاية ميعاد استلام الأوراق بربع الساعة لم يتقدم سوي 502 شاب وفتاة فقط. وتختتم مروة محمد خريجة تجارة عين شمس دفعة 2008 قائلة، إنها تثق في ملتقي التوظيف هذا لكونه يتبع المجلس القومي للشباب ورغم أنها تقدمت 4 مرات ولم يتم قبولها .. وفي المرة الأخيرة مسئول إحدي الشركات عرفها وقال لها " هو انتي تاني .. كل ده لسه متوظفتيش ؟".