يعد متحف الفن الإسلامي، أكبر المتاحف المتخصصة في الآثار الإسلامية، ولا تتوقف قيمة المتحف علي ما يحويه من قطع فريدة، فمبني المتحف نفسه، قطعة معمارية فنية تستلهم التراث الإسلامي، كما أن تقسيمه الداخلي وأسلوب وقصة العرض، تجعل منه حالة فريدة بين نظرائه في البلدان الأخرى. ويناقش اليوم مجلس النواب قرار رئيس الجمهورية بالموافقة على الخطابات المتبادلة بين حكومتي مصر وإيطاليا، بشأن المنحة المقدمة من الحكومة الإيطالية لإعادة تأهيل المتحف. وكانت سيارة مفخخة قد انفجرت في يناير 2014 بالقرب من مديرية أمن القاهرة، مما أدى لإصابة واجهة المتحف بأضرار بالغة، بالإضافة لأضرار أصابت عددًا يتجاوز 150 قطعة أثرية. متحف الفن الإسلامي بالقاهرة ليس هو الوحيد من نوعه، فثمة متحف بالاسم نفسه في كوالالامبور على سبيل المثال، استانبول بتركيا، الدوحة بقطر، حتى في القدسالمحتلة، وهو المتحف الذي أنشئ عام 1974. رغم أن فكرة إنشاء المتحف تعود لعام 1869 أي في عهد الخديو إسماعيل، فإن الفكرة تأجلت حتى 1881، حين وافق الخديو توفيق على إنشاء "لجنة حفظ الآثار العربية" التي اتخذت من جامع الحاكم بأمر الله مقرًا لها، حيث كانت تحفظ بها بعض القطع الأثرية، إلا أنه، ومع ضيق المساحة، تم نقل اللجنة إلى مقرها الحالي بباب الخلق تحت مسمى "دار الآثار العربية"، ليفتتحه عباس حلمي الثاني عام 1903. اعتمد المتحف في بداياته على الهدايا التي منحه إياها الوجهاء، والتي بدأت بالأمير يوسف كمال عام 1913 الذي أهدى المتحف مجموعة من مقتنياته لاهتمامه بالفنون؛ وهو مؤسس مدرسة الفنون الجميلة عام 1905. وتوالت الهدايا التي كان من أهمها القطع التي أهداها الملك فؤاد للمتحف، وكذلك فاروق الأول. بعد عام 1952، وبعد أن تغير اسم "دار الآثار العربية" إلى "متحف الفن الإسلامي" اتجه المتحف لشراء القطع الأثرية من الخارج؛ سعيًا وراء تكوين مجموعات كاملة تخص الآثار الإسلامية في عصورها المختلفة، وكذلك القطع الفنية الإسلامية من بلدان مختلفة مثل إيران المشهورة بسجادها، والهند. ويضم المتحف عدة أقسام هي: قسم المخطوطات، وهو أحد أهم الأقسام لاحتوائه على عدد ضخم من المخطوطات الإسلامية منها مجموعة مصاحف نادرة من بلدان مختلفة. قسم الخزف والفخار، المعادن، الزجاج، النسيج، الأخشاب، الفلك والرياضيات، الأسلحة، وقسم علوم الطب. وينفرد متحف الفن الإسلامي، بجانب مجموعاته الضخمة من السجاد والخزفيات والمنسوجات وأدوات الرياضيات والفلك كالإسطرلاب، ينفرد بعدد من التحف الإسلامية النادرة. واحد من أهم هذه التحف مصحف نادر يعود لبدايات عصر الدولة الأموية، ويعد أقدم مصحف يعود لتلك الحقبة. وهو من المصاحف الأولى والنادرة في الإسلام؛ ذلك أنه لم يكن منقوطًا ولم يكتب بأي شكل من أشكال التشكيل، وهي الطريقة التي كانت متبعة في تدوين المصاحف قبل أن يخترع النقط والتشكيل. أهم محتويات متحف الفن الإسلامي قطعة فريدة أخرى هي القطعة التي تعود للقرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي، وتحديدًا في 765 ه، وهو مفتاح للكعبة المشرفة يعود للعصر المملوكي، صمم في عهد السلطان الأشرف شعبان بن حسين. المفتاح مصنوع من النحاس المطعم بالفضة، يبلغ طوله تقريبًا 13 سم، ومحلى بنقوش لعدد من آيات القرآن الكريم، بالإضافة لاسم السلطان المملوكي، وتاريخ صناعته. أهم محتويات متحف الفن الإسلامي ويضم المتحف كذلك عددًا غير قليل من العملات الإسلامية التي تنتمي لعصور وبلاد مختلفة، بيد أن الدينار الأموي الذي يملكه المتحف يعد أحد أهم هذه العملات، وأحد أهم العملات الإسلامية في العالم أجمع. يعد هذا الدينار أقدم عملة إسلامية معروفة، وهو الذي تم سكه عام 77ه، في عهد عبد الملك بن مروان، الذي قرر أن تسك العملات في بشكل عربي وإسلامي كامل، بدلًا من الاعتماد على البيزنطيين في سك العملات. في مايو 2013 عرضت مجموعة من الدنانير التي تعود لحقبة تالية لطبع هذا الدينار بما يقرب من 800 ألف دولار، فيما كان سعر دينار 77 يزيد على 320 ألف دولار؛ وذلك لندرته النسبية مقارنة بغيره من أنواع العملات الإسلامية. فبعد إنشاء دور سك العملات الإسلامية أزيلت صورة هرقل التي كانت تحتل العملات الذهبية، ووضعت بدلًا منها صورة بن مروان ممسكًا بسيفه، مع إضافة شعار التوحيد. أهم محتويات متحف الفن الإسلامي وكما شهد المتحف على بداية مجد الأمويين فقد شهد كذلك على نهايتهم؛ إذ يحوي بين ممتلكاته إبريقًا يعود لمروان بن محمد، آخر خلفاء بني أمية. الإبريق الذي يبلغ ارتفاعه 41سم، مصنوع من البرونز، ويحتوي على العديد من الزخارف النباتية، بالإضافة إلى ديك يصيح عند صنبوره. أهم محتويات متحف الفن الإسلامي متحف الفن الإسلامي يعد كنزًا من الكنوز التي تحفظ جزءًا مهمًا من تراث البشرية، وبالرغم من تفرده بين غيره من المتاحف، يبدو التركيز الإعلامي عليه أقل مما يستحق؛ وهو ما يتجلى في احتفاء مشروع جوجل للثقافة والفنون بمتحف الفن الإسلامي بالدوحة، فيما لا يأتي ذكر لمتحف القاهرة. فهل تغني فرادة الكنوز التي تمتلكها مصر عن الترويج لها ماليًا؟ أهم محتويات متحف الفن الإسلامي