أُقيمت أولى فعاليات مبادرة "الاستراتيجية الوطنية لتنمية الوعي بالثقافة القانونية لمواجهة الإرهاب، التي تم تدشينها الخميس (20 إبريل)، أُقيمت أمس الأحد، بالمجلس الأعلى للثقافة، بندوة حول دور الصحافة والإعلام في تنمية الوعي بالثقافة القانونية لمواجهة الإرهاب، بمشاركة حاتم ربيع، أمين المجلس الأعلى للثقافة، والسفير صلاح عبدالصادق، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، والكاتب يوسف القعيد، النائب بمجلس النواب، والدكتورة حنان يوسف، عميد كلية الإعلام بالقرية الذكية، والدكتور عبدالله زلطة، أستاذ الإعلام بجامعة بنها، والدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة (مقرر لجنة الإعلام بالمجلس) وأدار الندوة المستشار الدكتور خالد القاضي، مستشار وزير الثقافة للشئون القانونية. أكد المستشار خالد القاضي، أن الدور الذي تنهض به المؤسسات الصحافية والإعلامية يعد دورًا محوريًا وفاعلًا سواء كانت صحافية أو تليفزيونية أو إذاعية أو إلكترونية المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أن تلك الوسائل هي أعين الجماهير ولسانها، وموجه عقلها الجمعي ومحدد ثقافتها العامة لانتشار تلك الوسائل ووصولها المكثف للجمهور المستهدف، وإلحاحها المستمر طوال الوقت وسهولة الحصول عليها، بالإضافة إلى خطابها العام الذي يصل إلى عدد كبير متباين من البشر يعاني بعضه من تدني الثقافة أو الأمية والجهل. وجاءت في توصيات "القاضي" للندوة الأولى التالي: "تكثيف مساحة أوسع الخطاب الإعلامي القانوني الذي يستهدف جمهورًا متنوع المشارب والاهتمامات ومتباين الثقافات، وتأسيس الخطاب التجرد والموضوعية وعرض كافة أوجه النظر بمنظورها العام بعيدًا عن أحادية الرؤية، ومقاومة الثقافة الإعلامية السلبية المناوئة لدولة سيادة القانون مثل أفكار التعصب وغيرها، والاهتمام بشرح فلسفة القوانين ومغزاها والمستهدف منها". ومن جانبه رأى الكاتب يوسف القعيد، عضو مجلس النواب، إن أزمة غياب الوعي في شتى شئون الحياة هي الهم والمأزق الحقيقي في الشخصية المصرية الآن، وبخاصة الوعي القانوني لدى المواطن المصري، الذي لا يعنيه القانون إلا إذا توجه إلى المحاكم والشرطة، مضيفًا أن الوعي غائب عند المواطن العادي وكذلك النخبة، نظرًا لغياب الإدراك بمقتضيات الأمور، والبديهيات الأساسية التي لا ينبغي ألا تغيب عن عقل الإنسان، مشيرًا إلى أن أزمة الوعي تبدأ من تفشي الأمية، باعتبارها قضية يجب أن تُضع في أولويات صانعي القرار. وأعتبر "القعيد" أن منظومة التعليم في مصر تنتج أميين جدد كل عام، وقال: "أصاب بهلع بسبب ما وصلت إليه الشخصية المصرية وإحساس المواطن بأن الوعي لا مسألة لا أهمية لها، واستطرد "وكنت معترض على قرض صندوق النقد الدولي، واستنكر عليّ كثيرين هذا الاعتراض وعندما كنت اسألهم عن نتائج هذا القرض أجد أنهم عديمي الوعي بالنتائج، فقد تعلمت في القرية مسقط رأسي ان القرض هم بالليل وذُل بالنهار، وخطره كبير على الأجيال المقبلة". وأشار "القعيد" إلى أن جماعة الإخوان تمتلك خمس قنوات تليفزيونية، ومصادفة اكتشف أن عدد كبير من الناس لا يسمعون إلا هذه القنوات، وللأسف سبب ذلك غياب الوعي. فيما قال السفير صلاح عبدالصادق، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إنه في فبراير 2004، حدثت نقلة نوعية في العالم حيث تم إطلاق شبكة الفيسبوك للعامة، ومعها تغييرت كل الآليات الإعلامية والعالم أصلح كله في كف الإنسان، مشيرًا إلى ضرورة وضع آليات قانونية جديدة تتناسب مع التطورات الحديثة التي استجدت على المشهد الإعلامي. وذكر "عبدالصادق" منى السيد السيدة الأربعينية التي قضت ما يقرب من نصف عمرها في سحب تروسيكل محمل بكراتين سلع عذائية تنتقل به وسط التجار، والمعروفة إعلاميًا ب"فتاة التروسيكل"، مشيرًا إلى أن تداول صورة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتهى إلى انتشارها إعلاميًا ووصولها إلى رئيس الجمهورية لتصبح بعد ذلك أيقونة للكفاح من أجل لقمة العيش، فلولا الجهاز الذكي (الموبايل) ما عرفناها. وأجاب "عبدالصادق" على سؤال المستشار خالد القاضي المتعلق بصورة مصر في الخارج، وقال: "صورة مصر في الخارج مبعثها الداخل وإنعكاس ومردود لما يحدث في الداخل". وانتقد "عبدالصادق" تأخر مناقشة قانون تداول المعلومات، معتبرًا أن المكاشفة والشفافية تقتضي مناقشته واستصداره. وأضاف أن نسبة المؤهليين في الهيئة العامة للاستعلامات قليلة جدًا، وانتقاص الموازنة يؤثر جديًّا على رواتبهم مما ينعكس على الأداء. ورأت الدكتورة حنان يوسف، عميد كلية الإعلام بالقرية الذكية، إن المشهد الإعلامي المصري مشهد مرتبك، يرتكز على التغطية الخبرية لا التفسيرية، موضحة أن الطابع الخبري لا يخلق حالة وجدانية عامة، ولازال بعض الناس يتعاطف مع بعض العناصر الإرهابية للأسف، فقد روّج الإعلام لخطاب الإرهابيين دون أن يدري. وأكدت "يوسف" على ضرورة التنسيق بين المجالس الإعلامية وبعضها ليس على المستوى الاستراتيجي فحسب وإنما على المستوى الإجرائي من حيث وضع رؤية واحدة للدولة في التعامل مع قضية الإرهاب. وأشار الدكتور عبدالله زلطة إلى أن الأعمال الدرامية لها دور كبير جدًا في تشكيل الرأي العام، وشحن الناس ضد الإرهاب، مؤكدًا أن الإرهاب لا يمارسه البسطاء الأميين كما قال الكاتب يوسف القعيد وإنما يمارسه المتعلمين، فالأمية ليست السبب في الإرهاب بينما السبب الرئيسي هو تقاعس الدولة عن تفعيل القانون وتطبيقه. ورأى الدكتور حسن عماد مكاوي، إن الإعلام يُعد من ضمن مؤسسات الدولة التي تؤثر وتتأثر، وما يحدث من أمور سياسية واجتماعية يؤثر فيها بدرجة كبيرة، لذلك لا نريد أن نحمل الإعلام أكبر مما يحتمل ومن قدراته الحقيقية. وتطرق "مكاوي" إلى قضية الشفافية بين المسئول والإعلامي، بحيث أنه من حق الإعلامي أن يحصل على المعلومات الصادقة الحقيقية الدقيقة وليس من حق أي مؤسسة رفض أي مؤسسة منح الإعلامي المعلومة، وقال: "يجب أن يكون لدينا حرية كاملة في تقديم المعلومات ما عدا المعلومات التي تؤثر على الأمن القومي". جانب من اللقاء جانب من اللقاء