كريمة اسم على مسمى، ضحت بنفسها من أجل زيادة دخل زوجها، وتعليم أبنائها، وحاولت جاهدة أن توفر لهم الاستقرار، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فبدلا من أن تعيش حياة مستقرة مع زوجها وأولادها الثلاثة،أصبحت نزيلة بسجن القناطر، وعلي الفور طلقها زوجها، ولم يرحم ظروفها الصحية خاصة أنها كانت حاملا في الشهر السابع في طفله ولدت بعد ذلك خلف القطبان. تفاصيل القصية ترويها كريمة مصطفى (32 سنة)المحكوم عليها بالسجن 3 سنوات في قضية إصدار شيكات بدون رصيد، وبملامح يكسوها الذهول والحزن تسرد مأساتها قائلة: "والدي رجل بسيط، ونعيش حياة فقيرة، ونتيجة ضيق ذات اليد لم يستطع والدي إكمال تعليمي أو تعليم إخوتي، لذلك رفعت شعار العمل من أجل لقمة العيش والبحث عن رجل يرعي الله في معاملته لي، وكنت أحلم بالفارس الذي سيخطفني على حصانه الأبيض، وأن تكون لى أسرة صغيرة، وأكافح مع زوجي لمواجهة الحياة بصعابها وأزماتها، وقد تقدم لخطبتي سائق توك توك اسمه محمد، عندما رأيته شعرت بإحساس جميل حيث بهرني بالكلام المعسول، وبطيبة قلبه وحنانه، وخفه دمه، واعتقدت أن ذلك من حسن حظي، وتزوجنا وواجهتنا صعابا كثيرة في الحياة، واستطعت أن أقف بجوار زوجي لنتخطاها، وقد رزقني الله بثلاثة أبناء هم إسلام وزياد ورياض ، وحرصت على تعليمهم حتي أعوض ما حرمت منه، إلا أن قسوة الحياة وقلة ذات اليد حرماني من ذلك، لكني كنت أحاول أن أدبر أي أموال ليستمروا في التعليم، ومن هنا بدأت الخلافات والمشاكل تدب في بيتنا الصغير، حيث رفض زوجي استمرارهم في العمل وقرر أن يتجهوا للعمل في إحدى الورش القريبة من منزلنا، لكني رفضت وبدأت العمل في مهنة الدلالة، وذهبت إلى أحد المحلات وحصلت منها على مفروشات، وملابس وأقمشة وأدوات منزلية لجهاز العرائس، ووقعت على شيك بالمبلغ وبدأت فى البيع لجيراني وأصدقائي وأقاربي بالتقسيط المريح، وفى البداية حققت مكسبا من تلك التجارة، وأصبحت أكثر خبرة فقمت بالتوقيع على أكثر من شيك، لكن فوجئت بتقاعس الجيران عن سداد أقساطهم، وبالتالى لم أستطع رد الأموال فى أوقاتها لأصحاب المحلات، إلى جانب قيامي بالإنفاق على إصلاح التوك توك الخاص بزوجي، بالإضافة إلي تحملي مصاريف دراسة أولادى . وبدأ صاحب المال يطالبني بسداد الشيكات التى بلغت 10 شيكات بقيمة 7 آلاف جنيه فعجزت عن الدفع فقام بتقديم الشيكات للنيابة التى أحالتها للمحكمة فأصدرت حكمها بالسجن ثلاثون 30 عاما بواقع 3 سنوات عن كل شيك، وتم عمل استئناف على الحكم فقضت المحكمة بعقوبة لمدة 3 سنوات، وفوجئت بأن زوجي الذي ضحيت من أجله باعني مباشرة بعد صدور الحكم، وتخلى عنى وطلقني رغم علمه أنني كنت حاملا، ولم أصدق نفسي وسقطت مغشيا علي عند سماعى الخبر من شدة الصدمة، حاولت بعدها الانتحار إلا أننى فشلت، ورجعت إلى صوابى وندمت على كل ما فعلته من أجل زوجى، الذى باعنى في الوقت الذي كنت أحتاج إليه فيه، وعلمت أن سبب طلاقي يعود إلى خوفه من معايرة الناس له. وأصبحت الآن خلف القضبان لا يسأل عنى أحد ويحترق قلبى على أولادى، وانتظر لحظة خروجى من السجن لأضمهم فى أحضانى بعد حرمانى منهم طوال فترة سجنى الأليمة.