بهذه الكلمات بدأت كريمة تروي مأساتها أمام القضاه حيث قالت : برغم من أن الحب جمع بين والدي إلا أن زواجهما لم يدم سوي أربعة أعوام مليئة بالمشاكل التي وصلت إلي حد الطلاق وغفلا كل منهما أنه ترك طفلة صغيرة محتاجة إلي الحنان والعطف والرعاية. لم أبلغ وقتها 5 أعوام ولكني أتذكر كل شيء لم ينس عقلي كيف تمزقت بينهما وكل واحد منهما يريد التخلص مني ويرمي حموله علي كاهل الآخر.. ظل حالي هكذا أكتم آلامي وصرخاتي بداخلي عن أي شيء يجلب لي السعادة ولكني في معظم الأوقات أجده سراباً يتلاشي فور أن تقترب منه إلي أن أتممت عامي الرابع عشر. فقد ألقي القدر في طريقي شخص يشعر بكل آلامي ويحيطني بدفء مشاعره وبرغم صغر سني إلا أنني أحببته ووجدت فيه ما يعوضني عندما حرمت منه قرر أن ينتشلني من حياتي البائسة هذه والعجيب أن أهلي رحبوا بفكرة ارتباطي به رغم أنه يكبرني ب 10 أعوام ليتخلصوا مني وتم عقد قراني عليه وبدأنا نعد شقة الزوجية ولكني فوجئت في أحد الأيام بالشرطة تقتحم محل زوجي وتلقي القبض عليه وتبين لي بعد ذلك بأنه هارب من التجنيد وأصدرت المحكمة العسكرية حكمها عليه بالسجن ثلاث سنوات لم أعرف كيف واصلت حياتي طوال فترة سجنه وكيف تحملت إهانات والدتي وزوجها، حاولت أن أعيش مع والدي لكنه رفض حتي استقبالي أو أن يراني، تحملت ذل زوج أمي لي وضربه المستمر. خرج زوجي من السجن وبعد خروجه بذل كل ما بوسعه لتعجيل زفافنا وكنت لم أتجاوز وقتها 17 عاما كانت الحياة مليئة بالسعادة وأحسست بأن كل ما كنت أحلم به بدأ يتحقق أصبحت أمتلك منزلاً صغيرا و لم يمر عاما حتي أنجبت حسن أكبر أبنائي الخمسة وتغير الحال وتبدلت معاملة زوجي لي وكشف عن وجهه الحقيقي وكأنني أري أمامي زوج أمي يضربني علي أي سبب تافه لم يكتف بذلك ولكنه امتنع عن العمل وأجبرني علي أن أعمل في خادمة ضاقت بي الحياة من هول ما رأيت، لم يكتف زوجي بعملي في المنازل بل أجبرني علي العديد من المهن لكي أوفر ما يحتاجه المنزل. احتملت الحياة الشاقة التي أعيشها من أجل أبنائي وقرر زوجي أن يساعدني وذلك بعد زيارة أحد أصدقائه والذي أشار عليه بشراء بعض السلع من إحدي الشركات المعروفة وبدأ بالفعل في أخذ بعض المستلزمات من الشركة وبيعها وكان في كل مرة يكتب شيكات للشركة قيمة ما أخذه ومع مرور الوقت تعذر زوجي عن سداد قيمة الشيكات والتي وصل عددها إلي 43 شيكاً بدون رصيد وحاولت بكل طريقة إخراجه من السجن لم أتكن إلا من جمع مبلغ الكفالة ولكن فور أن خرج من السجن هرب وصدر ضده حكم بالسجن وتركني بمفردي أنا وأبنائي نواجه مصيرنا ونواجه شيكات الشركة حيث كنت قد وقعت علي الشيكات كضامنة والأن أقف بين يدي عدلتكم أحاسب علي جرم لم ارتكبه. وبعد أن استمعت المحكمة لأقوالها قررت تأجيل القضية لتعطي فرصة للزوجة للتفاهم مع الشركة.