انسحبت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي بشكل فوضوي اليوم الأحد من بلدة بني وليد بعد فشل محاولة أخرى لاقتحام المعاقل الأخيرة للموالين للزعيم المخلوع معمر القذافي. وتواجه قوات المجلس الوطني الانتقالي منذ استيلائها على العاصمة طرابلس الشهر الماضي مقاومة شرسة في بني وليد وسرت مسقط رأس القذافي واللتين يتعين السيطرة عليهما قبل الإعلان عن تحرير ليبيا. وحاول مقاتلون مناهضون للقذافي أكثر من مرة اقتحام بني وليد الواقعة على بعد 150 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من طرابلس في الأيام القليلة الماضية لكنهم كانوا يتراجعون تحت وطأة نيران كثيفة من المدافعين عن البلدة، وكانت محاولة اليوم الفاشلة هي الأسوأ على ما يبدو من بين المحاولات السابقة مما أدى إلى تبادل الاتهامات الغاضبة بين المهاجمين. وقال مقاتلون تابعون للمجلس الوطني الانتقالي إنهم خططوا كي تقود الدبابات والشاحنات المزودة بمدافع مضادة للطائرات وقاذفات الصواريخ الهجوم لكن المشاة تقدموا أولا دون إصدار أوامر. وقال زكريا تهام وهو مقاتل كبير بوحدة مقرها طرابلس: "هناك افتقار للتنظيم حتى الآن والمشاة يركضون في كل الاتجاهات وقيل لقادتنا إن وحدات المدفعية الثقيلة كانت قد انطلقت بالفعل لكن عندما زحفنا إلى بني وليد لم نجدها في أي مكان." وتابع "قوات القذافي كانت تهاجمنا بشدة بالصواريخ وقذائف المورتر ولهذا انسحبنا." ورأى مراسل لرويترز مقاتلين ينسحبون على بعد نحو كيلومترين بعد أن كانوا اقتحموا المدينة. وألقى مقاتلون مناهضون للقذافي من بني وليد باللائمة على رفقاء سلاح لهم من أماكن أخرى في ليبيا كونهم غير مستعدين للتنسيق. في حين اتهم مقاتلون من خارج بني وليد بعض المقاتلين المنتمين للبلدة بالخيانة وبنقل معلومات للموالين للقذافي. وقال مقاتل من المجلس الوطني يدعى محمد صالح "القادة العسكريون من قبيلة ورفلة يبلغونا بشيء ثم يقول لنا القادة العسكريون من المدن الأخرى بشيء آخر. لا نفهم شيئا."