تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن يعمل الحزب الشيوعي الحاكم لبناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة وقوية، وذلك في بيان مطول ألقاه عند افتتاحه للمؤتمر الوطني ال 19 للحزب الشيوعي الصيني في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين اليوم الأربعاء . وقال شي، فى بيانه خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التى يقوم تليفزيون الصين المركزى بنقلها مباشرة على الهواء،إن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية دخلت عصرا جديدا في التقرير الذي ألقاه بوصفه الزعيم الأعلى للحزب أمام 2300 مندوب يمثلون جميع أعضاء الحزب والذين جاؤوا خصيصا من جميع أنحاء البلاد إلى بكين للمشاركة بهذا الحدث السياسي الهام الذي يقيمه الحزب، الذي يعد الحزب السياسي الأكبر حجما في العالم حيث ينضوى تحت لوائه أكثر من 89 مليون عضواً، كل 5 أعوام لانتخاب كوادره الجديدة ولتقديم كشف حساب للشعب عما قام بإنجازه من أهداف خلال الأعوام الخمسة السابقة وتحديد خططه المستقبلية الطموحة والشاملة التى يهدف من خلالها إلى قيادة ثانى أكبر اقتصاد بالعالم إلى مستقبل أفضل تتبوأ فيه الصين مركزها الدولي الذي يليق بها وتتمكن أكثر من تحقيق هدف المئويتين. وأضاف أن هدف المئوية الأولى هو تحقيق مجتمع رغيد الحياة بصورة معتدلة شاملة لجميع المواطنين الصينيين بحلول عام 2021، وهذا يعني القضاء على الفقر في بلد يضم خمس سكان العالم؛ وهدف المئوية الثانية هو تحقيق بناء بلد اشتراكي متحضر غني قوي ديمقراطي متقدم ثقافيا ومتناغم مجتمعيا بحلول عام 2049، وذلك بغرض الوصول إلى تحقيق حلم الصين بالنهضة العظيمة للأمة الصينية. ودعا شي، جميع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني إلى تحقيق انتصار حاسم في إتمام بناء المجتمع رغيد الحياة بشكل معتدل وعلى نحو شامل، وإحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. وأكد أن الحزب الشيوعي الصيني سيواصل المسيرة لينجز بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة وقوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة على خطوتين بحلول أواسط القرن الحالي. وأضاف أن النهضة العظيمة للأمة الصينية لا يمكن تحقيقها بيسر وسهولة ولهذا فإنه يتعين على الحزب كله الاستعداد لبذل جهود أعظم وأكثر مشقة. تطرق الرئيس الصينى شي جين بينغ - في تقريره الذي قرأه أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطنى ال19 للحزب الشيوعى - إلى سياسة الصين الخارجية، مؤكدا تمسك بلاده بسياساتها الثابتة والواضحة وحرصها على العمل على تعميق التواصل بينها وبين مختلف الدول سعيا وراء تحقيق توازن أكثر في ميزان القوى الدولية وضمان ألا يتراجع الاتجاه العام للتنمية السلمية وللعمل على مواجهة التحديات المشتركة الكثيرة التى تواجه البشرية من ضمنها بروز مشاكل عدم الاستقرار وعدم اليقين في العالم ونقص القوة المحركة لنمو الاقتصاد العالمى وتفاقم فجوة الثروة مع مرور الأيام وتعاقب القضايا الدولية الساخنة وتواصل ظهور التحديات الأمنية غير التقليدية التى تشمل الإرهاب وتغير المناخ وغيرها. وقال شي إن العالم الذي نعيش فيه مفعم بالآمال وملئ بالتحديات أيضا...ولا يصح لنا ترك حلمنا جانبا بسبب تعقد الواقع ولا التخلي عن مساعينا لتحقيق أهدافنا العليا، وأكد أنه لا توجد دولة تستطيع بمفردها التعامل مع كافة التحديات ولا يمكن لدولة أن تعيش وحدها في جزيرة معزولة وتنغلق ذاتيا و"لهذا ندعو شعوب العالم إلى تضافر الجهود لبناء مجتمع ذى مصير مشترك للبشرية وإقامة عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن الشامل ويحقق النمو المشترك". وشدد على التزام بلاده بدعوة دول العالم إلى تحقيق الانفتاح مع التسامح، مؤكدا على ضرورة أن يتمسك الجميع بالاحترام المتبادل والتشاور المتكافئ ونبذ عقلية الحرب الباردة وسياسة القوة وأن يسعوا لإيجاد طريق جديد للتواصل من خلال الحوار لا المواجهة والشراكة لا الانحياز وإلى حل المنازعات عبر الحوار وإزالة الخلافات عبر التشاور والتخطيط الشامل لمواجهة التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله. ودعا إلى الوحدة بين بلدان العالم خلال الأزمات لتعزيز عملية تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار ودفع تطور العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وأفضلية، وحث على احترام تنوع حضارات العالم وتجاوز الحاجز الحضارى وزيادة التبادل بين الحضارات المختلفة وتجاوز التصادم الحضارى بتعزيز التفاهم والتعايش الحضارى، وأكد على ضرورة تعاون الجميع لمواجهة التغير المناخى وحسن إدارة الكرة الأرضية التى تعتمد عليها حياة البشرية. وأوضح أن الصين ستواصل تمسكها بسياسة خارجية تدعو من خلالها إلى التنمية السلمية واحترام حقوق شعوب العالم في اختيار طريقها التنموى ومعارضة فرض أية دولة إرادتها على غيرها وتدخلها في شئون غيرها واستغلال الدول القوية للدول الضعيفة،وشدد على أن الصين لا تهدف إلى تحقيق تنميتها الذاتية على حساب الدول الأخرى وإنما تسعى للحصول على مصالحها وحقوقها الشرعية.. متعهدا بأنه لن يسمح لأى شخص بمحاولة إجبار الصين على تجرع مرارة أن يفرض عليها أى أمر يضر بمصالحها الخاصة.