أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الأحد، حاجة بلاده إلى جيش قوي أكثر من أي وقت مضى، داعيًا إلى استمرار تقوية جيش التحرير الشعبي الصينى وتحديثه ليصبح قوة عسكرية من الطراز العالمي. جاء ذلك فى خطاب ألقاه بمناسبة إقامة الجيش عرضًا عسكريًا ضخمًا بمناسبة الذكرى ال90 لتأسيسه، وذلك في قاعدة تشوريخه للتدريب العسكري في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم شمالي البلاد، وهو العرض الذي يعد الأول من نوعه منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949. وأعرب شي، الذي بجانب كونه أمينًا عامًا للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الحاكم ويتقلد أيضًا منصب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية، عن ثقته فى قدرة جيش التحرير الشعبي على قهر جميع الأعداء والمعتدين وحماية السيادة الوطنية للبلاد، والدفاع عن مصالحها الأمنية والتنموية. وأثنى "شي" على ما قدمه الجيش من "مآثر خالدة" لمساعدة الشعب الصيني على النهوض والازدهار، وقال إن التاريخ أثبت أن جيش التحرير الشعبي الصيني قوة بطولية تتبع قيادة الحزب وتخدم البلاد بولاء وتحارب من أجل تجديد شباب الأمة الصينية، معربًا عن فخر الحزب والشعب ببطولة وبسالة جيشه العظيم. وأضاف أن جيش التحرير الشعبي قادر على تقديم مساهمات جديدة وأكبر لتحقيق أهداف النضال ببناء مجتمع مزدهر على نحو شامل، عند الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني في عام 2021، وإنجاز بناء الصين كدولة اشتراكية حديثة غنية قوية ديمقراطية متحضرة ومتناغمة، عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس الصين الجديدة في عام 2049، ليتم بذلك تحقيق الحلم الصيني للنهوض الوطني وحماية السلام العالمي. وأمر الرئيس الصيني، الجيش باتباع القيادة المطلقة للحزب الشيوعي الصيني، مؤكدًا أنه يجب على الجيش التركيز على الدوام على تطوير قدراته القتالية وعلى التأهب للحرب وتشكيل قوات نخبة قوية مستعدة وقادرة على القتال وواثقة دومًا من النصر. كما حث الضباط والجنود على الحرص على الارتقاء بوعيهم السياسي وتقوية الجيش وتحديثه من خلال الإصلاح والتطوير والتسلح بالعلم والتكنولوجيا. وقام الجيش، خلال العرض العسكرى الذي تم بثه مباشرة على الهواء عبر إذاعة الصين الوطنية والتليفزيون المركزي وإذاعة الصين الدولية، باستعراض تشكيلات صواريخ تقليدية وصواريخ نووية وصواريخ لكل من الضربات النووية والتقليدية، وذلك فيما وصفته وكالة أنباء الصين الرسمية "شينخوا" بأنه يهدف الى إظهار قدرة البلاد على الردع والقتال والفوز بالمعارك. وكان الجيش حريصًا خلال تلك المناسبة على عرض بعض أحدث المعدات العسكرية للحرب الإلكترونية، فمن بين مئات الأسلحة التى تم عرضها فى قاعدة تشوريخه للتدريب العسكري كان هناك 16 قطعة من أحدث معدات الحرب الإلكترونية التى لديها القدرة على أن تعطل رادارت العدو وشبكات اتصالاته في أرض المعركة. كما تم عرض نموذجين من مركبات الاستطلاع الإلكترونية وطائرة Y-8 للتشويش الإلكتروني ومجموعة من الطائرات دون طيار العسكرية التى يمكنها أن تشل أنظمة العدو للاتصالات وللإنذار المبكر. يعد الجيش الصينى أكبر جيوش العالم من حيث عدد القوات، وتعتبر ميزانيته التى تبلغ خلال العام الجارى 1.04 تريليون يوان (حوالي 152 مليار دولار أمريكي) أكبر ثانى ميزانية مخصصة للإنفاق العسكري على مستوى العالم بعد الولاياتالمتحدة.