السياحة تفقد23% من عدد السياح في إبريل الماضي خبراء السياحة: الاستقرار السياسي الطريق الأوحد لتعافي السياحة ------------ اظهرت احصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء انخفاض اعداد السائحين في بداية هذا العام قياسا بالعام الماضي2013 حتي وصلت هذه النسبة في شهر ابريل الحالي الي انخفاض يقدر ب21.9 مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. أكد الخبراء العلاقة الوثيقة بين الحالة السياسية وانعاكاساتها علي هذا القطاع المهم الذي يمثل موارده ثلث الدخل القومي العملة الاجنبية التي يتأثر بها الجنية المصري هبوطا أمام العملات الاجنبية وما يشكل ذلك من ضغط علي مجمل الاسعار في السوق المصري. الاقتصادي توجه الي خبراء السياحة يستشرف من خلالها توقعات تحرك هذا النشاط وتخطيه عقبة الانتكاسات التي مني بها خلال الشهور الماضية. يقول محمود عبدالوهاب مدير عام العلاقات السياحية الدولية بهيئة تنشيط السياحة لدينا خارطة طريق بها ثلاثة استحقاقات حصلنا علي الأول وهو الدستور والثاني انتخابات الرئاسة التي أدت الي زيادة المؤشرات للبورصة واعداد السائحين, فما يهم السائح الخارجي هو الاستقرار الامني والسياسي, وهو ما يؤكده الذي حدث وشاهده العالم في الانتخابات الرئاسية بمستوي حضاري وتسليم السلطة لأول مرة بهذا الشكل الحضاري, مما نقل صورة عن مصر وحضارتها ومدي الاستقرار الموجود بها, والتي تعد دعاية مجانية لمصر. هذه الأمور ساعدت علي الترويج للسياحة, وتتجه انظارنا الي الانتخابات البرلمانية التي ستساعد علي الاستقرار زكثر, وأتوقع أن تزدهر السياحة الاوروبية في الشهور القادمة لموسم الشتاء. اما فيما يخص الانخفاض الذي حدث من ابريل الماضي وقبلها في اعداد السائحين فهذا أمر طبيعي لأن الانتخابات لم تكن اكتملت, بالاضافة الي تخوف السائح الأوروبي من عدم الاستقرار السياسي والامني. ونتوقع خلال الموسم الصيفي أن نستهدف السوق العربي بنسبة أقل من20% من اجمالي الحركة السياحية, وفي الشتاء من السوق الاوروبي من70-73% والباقي من مختلف دول العالم. * ما الخطة أو البرامج لحدوث هذه الانتعاشة؟ - يجيب محمود عبدالوهاب: بالنسبة للسوق العربي لدينا حملة جذب للسياحة العربية باقامة حفل يوم20 يونيو للفنانة شيرين بالغردقة في منطقة سهل حشيش, وفعاليات حملة أوبريت مصر قريبة نستهدف منها زيارة السائح العربي لمصر. الأمر الثاني وهو مع قدوم شهر رمضان المعظم الذي له رونق خاص في مصر فنستهدف عودة السائح العربي ليقضي شهر رمضان وأجازة العيد في مصر. أما السوق الاوروبي فستبدأ حملات في السوق الاوروبي لتنشيط حركة السياحة علاوة علي مجهودات هشام زعزوع وزير السياحة لرفع الحذر علي بعض المناطق السياحية للعودة لمصر مرة ثانية. ففي الشهر الحالي بمرسي علم تجمع أكثر من100 ألف شركة سياحية من ايطاليا ومن اتحاد شركات السياحية الايطالية بإقامة المؤتمر السنوي بمرسي علم في مصر, فهذا خير دليل علي أن مصر واحة أمان, كما توجه رسالة لصانعي القرار بشأن رفع الحظر عن المناطق السياحية مثل سيناء وشرم الشيخ. كذلك صرح سفير إيطاليا بتوقعه رفع الحظر نهاية الشهر الحالي عن منطقة شرم الشيخ. * هل هناك دول أخري ستحذو حذوها؟ - عندما ترفع دولة في الاتحاد الاوروبي الحظر, تتبعها كل الدول الاوروبية في رفع الحظر فهو أمر سياسي. * هل رفع الحظر عن شرم الشيخ فقط أم مصر عامة؟ - يقول محمود عبدالوهاب: بالنسبة للسياحة الاوروبية أتوقع ستأتي الي القاهرة في موسم الشتاء بنسبة تقريبية70%, ففي عام الذروة2010 وصلت اعداد السياحة عامة الي14.5 مليون سائح زاروا مصر, وبعد خارطة الطريق والاستقرار سنتخطي هذا العدد بإذن الله ونتطلع الي عام2015. * ما رأيك في مد فترة الحظر من انجيلا ميركل المستشارة الألمانية؟ - يري ويؤكد محمود عبدالوهاب بأنه سيتم اعادة النظر فيها, فقد أقيم هذا الشهر بسوماباي بالغردقة مصر بطولة العالم للتزحلق علي الألواح المائية, ومثلها60 دولة, تضمنت المانيا التي شاركت في هذه البطولة, وهي رسالة موجهة للعالم بأن مصر أمان وتنظيم بطولات عالمية علي أرضها سيؤدي الي تشجيع وعودة السياحة الي مصر مرة أخري. فالسياحة هي تقبل الشعوب ولا يستطيع أحد أن يقف أمام رغبة السائح والتمتع بالمزايا الفريدة التي تتميز بها مصر عن دول أخري. * هل معدلات الانفاق للسائح في الفترة القادمة بنفس المعدلات لعام الذروة2010 ؟ - معدلات الانفاق تزيد بعدد الليالي السياحية فكلما زادت الليالي زاد الانفاق, كما أن السياحة تستهدف أسواقا جديدة للفترة المقبلة مثل السائح الصيني والهندي ودول أمريكا اللاتينية التي هي سوق واعدة, وذلك بزيادة حركة الطيران لهذه الدول. * هل ستعود السياحة الثقافية؟ - يؤكد محمود عبدالوهاب علي عودة السياحة الثقافية لأن مصر تتميز بتنوع الحضارات الموجودة بها ومنها الحضارة الفرعونية المصرية القديمة وتنفرد بأنها تحصل علي ثلثي السياحة الثقافية في العالم. كذلك نجدد حاليا إطلاق مبادرة رحلة العائلة المقدسة التي يفضلها بعض السائحين من كوريا وزيارة سانت كاترين, حيث تهدف الي اطلاق السياحة الدينية, واعادة تأهيل المناطق المؤدية الي مسار العائلة المقدسة لذلك ستعود السياحة الثقافية بأعداد أكثر مما سبق. توجهت الاقتصادي لسؤال محمد أمين مستشار وزير السياحة للسوق العربي عن السياحة العربية فيقول إن السياحة العربية لم تنخفض بل صارت مثل المعدل العام الماضي وفي فترة شهر ابريل وعيد القيامة اصبحت أعداد الاشغالات شبة كاملة في شرم الشيخ والغردقة من العرب والمصريين. يضيف محمد أمين ولكن لم يكن هناك دخل قومي من الاجانب سواء العرب أو دول أوروبية ولم نحقق المرجو منها, ولكننا نحاول التسويق مرة أخري للسوق العربي, وذلك بعمل رحلات طيران لأول مرة مباشرة من الكويت الي الغردقة برحلتين اسبوعيا انطلقت يوم28 مايو الماضي تستغرق مسافة مدتها ساعة ونصف فقط, وكذلك اطلاق أول رحلة طيران مباشرة من جدة بالسعودية الي الغردقة يوم22 مايو الماضي علي أن تكون رحلتين اسبوعيا علي مصر للطيران. فنحن كهيئة أو وزارة ندعم المنتج المصري سواء طيران أو شركات, فتقدم هذا الدعم لهذه الرحلات للشركة الوطنية بنسبة معينة20% من الكراسي وليس الطائرة كلها فمثلا من يحجز أولا يحصل علي هذه النسبة ب3 ليالي/4 أيام تشمل الاقامة والطيران بمبلغ يبدأ من400 إلي500 دولار حتي تثبت الرحلة وتشجع السعوديين والكويتيين لمعرفة الغردقة لأنها غير معروفة لديهم. فبعد وصول أول رحلة من جدة للغردقة فوجئ السعوديون أن الغردقة بها سوماباي وسهل حشيش ومكادي والجونة وهي أماكن لايعرفونها, فقد كانوا يعرفون فقط فندق شيراتون ومجاويش. وشاهدت عائلة تلغي حجز رحلتها الي أمريكا لتقضي هذه الأيام في الغردقة بدلا من إجازتها بأمريكا. فوجئوا بوسائل التسلية والمتعة خلال اليوم من مشاهدة ألف ليلة وليلة وسهرات عربية والحصان والألاعيب المائية الخاصة بالشواطئ والسفاري. يضيف محمد أمين نركز علي السوق العربي بحملات اعلانية في الكويت والسعودية والامارات والاردن, فالإعلانات علي الأتوبيسات والعربيات والتاكسي والشوارع والمجلات, وكذلك الاعلان عن ليالي رمضان. * ما الذي يفرق في شهر رمضان المعظم؟ - يجيب محمد أمين نقوم بعمل دعاوي بإعلانات بسيطة بأن رمضان جميل في مصر, وهي نفس فكرة مصر روحها في رمضان, تعالي لرمضان والمقصود بها النصف الثاني من رمضان والعيد ببرامج بسيطة في وسط رمضان بالدول العربية بحيث يكون هناك منتج يعود الينا مرة أخري. ثم توجهت الاقتصادي الي مجدي سليم رئيس قطاع السياحة الداخلية بوزارة السياحة لمعرفة اسباب انخفاض اعداد السياح وطرق تشجيعها. يقول مجدي سليم من غير المستغرب الانخفاض في اعداد السياح القادمين لمصر لحالة عدم الاستقرار الموجودة منذ يناير2011 في الشارع وكذلك التحذيرات من الدول التي تمد مصر دائما بالسياحة, وبذلك انخفضت استعدادت منظمي الرحلات لمصر هذا من جهة, والامور الاخري هي مهنية. فعندما تتأثر مصر سياحيا ينخفض عدد الراغبين في السفر, وبالتالي تعاقدات الطيران العارض الشارتر التي تكون لفترات تبدأ بالتعاقد علي رحلات لمناطق الناس أكثر استعداد لزيارتها بما يؤدي لعدم هبوط طيران عارض ناثل للحركة لمصر. الأمر الثالث يتعلق بالفوضوية في مناطقنا الأثرية مما أثر علي اسواق الاقصر واسوان أكثر من جنوبسيناء والبحر الأحمر, والامر الرابع هو تردي مستوي الخدمة لأنه منذ2011 بدأ الاشخاص المؤهلين والقادرين علي تأدية خدمات بقدر كبير للسياحة في مناطقنا السياحية والفنادق بمنحني هبوط وذلك لتوجههم الي مهام عمل أخري لتوفير الدخل المناسب. بالاضافة الي بعض الاحداث مثل حادث طابا أثر بشكل سلبي علي السياحة وصناعتها. فوزارة السياحة وهيئاتها في الآونة الأخيرة تبذل اقصي جهدها في استرداد السياحة والتحدث مع حكومات الدول لرفع الحظر والذي اطلق عليه أحيانا دبلوماسية السياحة في محاولة لاسترجاع قيمة وهيبة مصر ورفع التحذيرات. * ماهي الخطة القادمة لانتعاش السياحة الداخلية؟ - إنها ليست خطة وإنما من الاهمية أن نعي هذا الجانب وكل دول العالم تركز علي السياحة الداخلية وتهتم بها, فلدينا90 مليون مواطن مصري فاستغلال هذا الرقم في زيادة قدر السياحة الداخلية وتثقيف الناس بالسياحة الداخلية والإجازة واجبة وحق لكل مواطن أن يكون له اجازة ويستمتع بمقومات السياحة التي تؤثر بأمور عديدة منها رفع قيمة حب المواطن لمقومات بلده وتاريخه وهو ما يسمي الولاء فعندما يري تاريخ وعظمة بلاده تأثر تأثيرا ايجابيا, واذا فكرنا في السياحة الدينية سواء الاسلامية أو المسيحية فالموالد الاسلامية والمسيحية يتجه اليها اعداد رهيبة في مناطق كثيرة وهذه سياحة بكل المقاييس. واذا فكرنا في بناء فنادق وموتيلات صغيرة وأماكن تناسب دخول المصريين ستوجد لدينا قدرا كبيرا من السياحة الداخلية نعتمد عليه بنفس القدر من السياحة الخارجية. فالمرحلة القادمة هي مرحلة تثقيف الشعب المصري ورفع قيمة وعيه بالسياحة الداخلية. فقمنا بعمل مبادرة مصر في قلوبنا واستمرت فترة اجازة نصف العام وآخر العام الدراسي, وفكرنا فكرا جديدا بدعم قيمة الرحلة, ثم انطلقت الافكار في سياحة اليوم الواحد, وسياحة عطله نهاية الاسبوع وعطلات المواسم والعطلات الطويلة, ومع الاهتمام بالسياحة الداخلية سنحقق قدرا من النفع, ومن التنشيط والترويج للسياحة الداخلية التي تنعكس علي السياحة الخارجية لأن الوعي السياحي يترسخ في أذهان المصري عندما يعي بقيمة السياحة بشقيها الداخلي والخارجي. * ما العدد المنتظر من السياحة الداخلية خلال الفترة القادمة؟ - الاعداد تقديرية ولاتوجد احصائيات دقيقة لأن الاحصاء يتم عن طريق اشغالات الفنادق فالمصريون منهم من يسكن في شقق بالايجار أو مفروش أو شقق خاصة اشتروها بالمنتجعات السياحية مثل شاليهات الساحل الشمالي. وفي تقديري اذا كانت السياحة الخارجية وصلت ايام الذروة2010 الي15 مليون سائح, فاذا تواجدت احصاءات دقيقة نستطيع أن نحصي اضعاف اضعاف الاعداد من السياحة الخارجية وأما معدل الانفاق فالمصري أقل من الاجنبي وبالعملة المحلية وليست الاجنبية. أما اذا تحدثت عن الرحلات السياحية للمصريين للخارج فهي تتجاوز100 ألف مصري كل عام ويصرفون أموالا طائلة بالخارج. يضيف مجدي سليم أريد أن اتحدث عن رحلات الحج والعمرة حيث يتوجه الي الحج أكثر من80 ألف مواطن مصري ينفقون فيها من اسعار للرحلة والطيران ومنهم من يسافر للعمرة في كل عام, فأرغب في أن تضع الحكومة قواعد تنظيم هذا الأمر حتي تتاح الفرصة للمواطنين المصريين ففي السعودية هناك قانون لتنظيم الحج للسعوديين بأنه كل5 سنوات يمكن أن يتكرر الحج فأين النظام والقواعد.