توقفت 6 بنوك خاصة عن تلقي اكتتابات في شهاداتها الادخارية مرتفعة العائد خلال الأسبوعين الماضيين. وشملت قائمة هذه البنوك الشركة المصرفية والمصرف المتحد والعقارى المصرى العربي والمؤسسة المصرفية ومصر إيران للتنمية، وأخيرا البنك التجارى الدولي الذى توقف خلال الأسبوع الماضي عن تلقي اكتتابات في شهاداته الادخارية. ويدرس بنك الاستثمار العربي وقف طرح شهادة ال 20 % خلال الأيام القليلة المقبلة. يأتي هذا أمام قرار البنوك الحكومية «الأهلي ومصر والقاهرة» بخفض العائد على الشهادات من 20 % إلى 18 % لتخالف البنوك الخاصة وتفاجأ توقعات السوق بإيقاف طرح الشهادات. وأكد مسئولو البنوك الخاصة أن التكلفة المرتفعة للودائع التي تجذبها الشهادات الادخارية تضيف أعباء جديدة على توظيفات البنوك بسبب صعوبة خلق قنوات تمويلية مناسبة في ظل ركود الائتمان. قال حسين رفاعي عضو مجلس إدارة البنك الأهلي: إن البنك بصدد دراسة تخفيض عائد شهادة 18 شهرا للشهادات الجديدة تدريجيا، ليتناسب مع النظرة متوسطة وطويلة الأجل للعائد. وأوضح رفاعي أنه لا نية لوقف تلقي اكتتابات في هذه الشهادات خلال الوقت الراهن لاستقطاب مزيد من مدخرات العملاء. أشار إلى أن نسبة الأموال الجديدة من إجمالى الحصيلة لم تتعد 19%، بينما جاءت النسبة الكبرى لتمثل 81% من داخل البنوك عبر كسر شهادات ادخار قديمة أو التنازل عن الودائع الدولارية. قال حازم حجازى، الرئيس التنفيذى لقطاع التجزئة المصرفية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنك الأهلي المصرى، إن الشهادات مرتفعة العائد بالبنك ب 16% و20% نجحت فى جذب نحو 61 ألف عميل جديد بإيداعات تجاوزت ال 15 مليار جنيه. وقال أحمد أبو الدهب مدير عام قطاع التجزئة المصرفية بSAIB بنك: إن مصرفه قرر وقف تلقي الاكتتابات في شهادة ال 20 % بعد جمع السيولة المستهدفة التي قاربت ال 6 مليارات جنيه منذ طرحها وحتى وقت إيقافها. أوضح أن سعر الفائدة المرتفع يمثل تكلفة كبيرة على البنوك، حيث إن البنك يضطر إلى رفع العائد على الإقراض بنحو 2% على الأقل فوق نسبة العائد على الوعاء الادخارى لكى لا تمثل له خسائر على تكلفة الأموال والودائع. أشار إلى أن كل بنك له خططه واستراتيجياته في خلق قنوات لتوظيف السيولة لتحقيق أرباح وفقا لمستهدفاته. قال عبد المجيد محيى الدين، رئيس مجلس إدارة البنك العقارى المصرى العربى، إن البنك يستهدف من خلال طرح الشهادات الادخارية مرتفعة العائد إلى جذب ودائع جديدة للسيطرة على معدلات التضخم. أضاف أن البنك كان يستهدف مبلغا محددا من إطلاق الشهادة تمهيدا لإغلاق الاكتتاب فى هذه الشهادة وفقا لحسابات تكلفة الأموال وخلق قنوات توظيفية للسيولة للوفاء بعوائد الشهادات. أوضح محيى الدين أن البنك يضع أمامه التكلفة المرتفعة للودائع التى تجذبها الشهادات الادخارية، وما تضيفه من أعباء جديدة على توظيفات البنوك، ولكن لابد من تحديد قنوات التوظيف المناسبة لهذه السيولة التى تحافظ على هامش أرباح البنك. أشار إلى أن هناك ودائع قصيرة الأجل وحسابات التوفير تكلفتها منخفضة، وتعتمد عليها البنوك فى التغلب على ارتفاع عائد الأوعية الادخارية. وشهدت الأسابيع اتجاه البنوك لرفع فوائد منتجات تمويلات الأفراد بنسب تتراوح بين 18 و25 % في خطوة لم يشهدها القطاع المصرفي من قبل لتتواكب مع متغيرات السوق عقب تحرير سعر الصرف واتجاه البنوك لرفع عوائد مدخرات الأفراد. قال إسماعيل حسن رئيس مجلس إدارة بنك مصر إيران للتنمية: إن مصرفه قرر خلال الأسبوع الماضي وقف تلقي اكتتابات في الشهادات مرتفعة العائد التي تصل إلى 20 % لجمه السيولة المستهدفة، مشيرا إلى الإبقاء على الشهادة ذات عائد 16 %. أشار إلى أن الشهادات مرتفعة العائد قد تؤثر فى معدلات ربحية البنوك التى أقدمت على طرحها وتسهم في تراجعها، نتيجة ارتفاع تكلفة الأموال لديها بحسب حصيلة وعاء ال %20، نظرا لصعوبة إعادة تسليف هذه الأموال بفائدة أعلى، تصل إلى 25 % كحدود قصوى. قال أكرم تيناوى رئيس مجلس إدارة بنك المؤسسة المصرفية: إن مصرفه أقدم على وقف تلقي اكتتابات قي الشهادات ذات عائد 20 %، مشيرا إلى أن حصيلة الاكتتابات بلغت 200 مليون جنيه خلال4 أيام فقط، في حين بلغت التنازلات الدولارية 25 مليون دولار. وأوضح تيناوى أن الشهادات مرتفعة العائد غير مجدية في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن منفعتها كانت وقتية وذلك عقب تحرير سعر الصرف واستطاعت البنوك من خلالها جمع السيولة المستهدفة وفقا لتوجهات كل بنك واستراتيجيته. قال محمد الأتربي رئيس مجلس إدارة بنك مصر: إن مصرفه بصدد دراسة خفض معدل الفائدة على شهادات الادخار ذات عائد 20%، خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا أنها تشهد إقبالا كبيرا من العملاء ولم يتم وقفها بعد. وأوضح الأتربي أن مصرفه استقبل حصيلة تتجاوز ال 56 مليار جنيه بنهاية الأسبوع الماضي. وتبلغ مدة شهادات الادخار 3 سنوات بعائد 16%، ويصرف شهريا، ويحسب العائد من يوم العمل التالى للشراء ويصرف شهريا، والشهادة ذات عائد 20% يصرف كل 3 أشهر، أى بشكل ربع سنوى. كان البنك المركزى المصرى قرر يوم الخميس 3 نوفمبر 2016، تحرير - تعويم - سعر صرف الجنيه المصرى، وأن يتم التسعير وفقا لآليات العرض والطلب، وإطلاق الحرية للبنوك العاملة النقد الأجنبى من خلال آلية الإنتربنك الدولارى. قال منير الزاهد رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة: إن مصرفه يدرس تخفيض العائد على شهادات الادخار ذات عائد 20 %، خلال الأيام المقبلة بعد أن حققت أهدافها، مؤكدًا أنها تشهد إقبالا كبيرا من العملاء. وأوضح الزاهد أنه لم يتحدد بعد مقدار الخفض على العوائد؛ لأن الأمر مازال قيد الدراسة. وقال هاني محفوظ مساعد مدير غرفة المعاملات الدولية ببنك الاستثمار العربي: إن مصرفه يدرس وقف تلقي اكتتابات في الشهادات ذات عائد 20% خلال الأسبوع المقبل بعد أن وصلت حصيلة الاكتتاب 2.5 مليار جنيه بنهاية الأسبوع الماضى. أوضح محفوظ أن هذه الشهادات ستمثل مشكلة كبيرة للبنوك التى طرحتها من دون دراسة جيدة، خوفا من خسارة عملائها لصالح البنوك العامة التى أشعلت شرارة ماراثون الفائدة، وسيكون من الصعب جدا توظيف هذه الأموال بعائد أعلى من %20 وستضطر لتوظيفها بخسارة لعدم وجود بديل. وقال أشرف الغمراوى الرئيس التنفيذى لبنك البركة مصر: إن مصرفه لن يوقف الاكتتاب فى «صك البركة» مرتفع العائد لاختلاف نظام الاكتتاب وحساب العائد فى الصك عن مثيله من الأوعية الادخارية بالبنوك التجارية. وأكد الغمراوى ل «الاقتصادى» أن البنوك الإسلامية لن تواجه مشكلة فى توظيف عائد الصك مرتفع العائد، كما أن حساب العائد مختلف عن طريقة الفائدة المحددة فى البنوك التجارية وهو الأمر الذى يعزز من فرص جذب مزيد من المدخرات لهذه الشهادات. وأضاف أن معدلات الاكتتاب فى الصكوك مرتفعة العائد تسير بشكل جيد وهو مايشجع على استمرار طرحها للعملاء خلال الفترة الحالية، وقال أشرف القاضى رئيس المصرف المتحد: إن البنك أوقف الاكتتاب فى الشهادات مرتفعة العائد بعد أن حققت المستهدف منها خلال الفترة الماضية إلى جانب ما تمثله من زيادة فى تكلفة الأموال لدى البنك فى ظل ارتفاع العائد عليها بشكل كبير، وأضاف القاضى أن إطلاق أوعية ادخارية جديدة بفائدة أقل نسبيا من 20% أمر لا يزال قيد الدراسة.