البعض يراهن علي انها منجم الذهب الجديد ، بينما يحذر آخرون من أنها مشروع احتيال ومجرد « فقاعة ، » لكن من المؤكد انها ستكون الظاهرة المالية الجديدة هذه الايام ولفترة قادمة في ظل هوس المستثمرين بها ، الذي بدأ قبل اسابيع قليلة لتشهد قفزات سعرية متتالية ، ومن 15 دولارا في يناير الماضي ، يصل سعرها الي 266 دولارا يوم الاربعاء 10 ابريل. هي عملة ال »Bitcoin « . « والبيتكوين هي عملة افتراضية لم تحظ باهتمام كبير حتي أواخر شهر مارس الماضي . والعملة الجديدة لاتنتمي لدي دولة ولاتصدر بواسطة أي من البنوك المركزية . يمكن استخدامها لشراء الذهب في كاليفورنيا ، هامبرجر فمن برلين او حتي عقار في آخر بلاد العالم ولايمكن تتبع معاملاتها . حجم التداول العالمي لها يزيد عن 1.4 مليار دولار علي الورق ، ومع ذلك يبدو أن مبتكرها مجهول الهوية. والعملة الافتراضية التي تسمي »Bitcoin « ظهرت لاول مرة عام 2009 عبر مبرمج أو مجموعة من المبرمجين تحت اسم ساتوشي ناكوموتو ،علي الارجح هو مجرد اسم مستعار ، الذي اطلق برنامج مجاني علي شبكة الانترنت ودعا لانشاء شبكة من اعضاء منجم »البيتكوين « حيث يمكن الحصول علي هذه العملة عن طريق حل بعض المسائل الحسابية باستخدامالكمبيوتر لتكون العملة الالكترونية هي الجائزة أو المقابل للكهرباء المستخدمة في الخوارزميات) برنامج باللغة الانجليزية لشرح مسألة رياضية(. وطوال الوقت يتم خلق المزيد من هذه العملة . ولكن بعد فترة سيقل الانتاج . فهناك حد أقصي لعددها لايمكن تجاوزه مما يجعلها عملة متنامية القيمة مع اشتعال الطلب عليها . )ويمكن تحويل الارصدة بالعملة الالكترونية الي يورو أو دولارات( . هذه العملة هي نوع من الاموال الالكترونية التي يتم تداولها ، اساسا ، بين القراصنة وبصورة متزايدة بين مستخدمي الانترنت . قبل عامين كان قيمة »البيتكوين « الواحدة يساوي اقل من دولار . وقبل شهرين ارتفع سعر الوحدة منها لاكثر من 20 دولارا مع تزايد التعامل بها ، من طوكيو الي موسكو. والاهتمام المفاجئ بها أدي إلي قفزة في سعر «البيتكوين » الي 150 دولارا في الايام الاولي من الشهر الحالي لتصل الي مستوي الذروة عند 266 دولارا يوم الاربعاء 10 إبريل، لتهبط بعدها بيومين الي 54 دولارا ، وهو الانهيار الذي لم يلحق خسائر بالمضاربين فحسب وانما بالتجار الذين باعوا سلعا أوخدمات مقابل هذه العملة خلال فترة الذروة. ولكن هل يحدث انفجار في النسخة الالكترونية من فقاعة مالية تسمي «بيتكوين ؟» يري بعض المراقبين احتمال حدوث ذلك . وهل تتدخل السلطات التي يقلقها استخدام العملة الافتراضية في تجارة المخدرات وغسيل الاموال من خلال شبكة الانترنت لتنظيمها؟ هناك مؤشرات علي ذلك حيث قررت وزارة الخزانة في مارس الماضي اخضاع البيتكوين الي التنظيمات الامريكية التي تفرضها علي غسيل الاموال . ويجري البنك المركزي الاوروبي تحقيقا حولها . ولكن في الوقت الحالي يطلق مستخدمو البيتكوين علي عملتهم الافتراضية ثورة في «الحرية المالية .» حائزو البيتكوين الذين يحتفظون بها في برامج « المحفظة » الالكترونية ، التي يتم تحميلها من علي شبكة الانترنت ، مجهولو الهوية ، الا اذا قرروا الافصاح عن أنفسهم . في الوقت نفسه لاأحد يعرف شيئا عن خبايا العملة . وقد رصد البعض ، تغييرا في برمجة الشبكة في شهر ديسمبر الماضي والذي أدي إلي خفض عدد » البيتكوين « المصدرة يوميا . البعض الآخر رصد اهتماما جديدا من قبل روسي وآخرين باحثين عن ملاذات آمنة بعد الهجمة الاخيرة علي الحسابات البنكية في قبرص. العملة الافتراضية الجديدة استقطبت ايضا اهتمام رأس المال المخاطر ، بالرغم من اعتقاد محللي وول ستريت بعدم اهتمام مستثمرين رئيسيين بها . ويحذر بعضهم من أن الرهان علي هذه العملة بمثابة الاستثمار في شبح قيمته وهمية. ومع ذلك ، اعلن احد صناديق التحوط ، التابع لشركة مالطية انه اشتري 82 ألف بيتكوين بحوالي عشرة ملايين دولار يوم 11 إبريل وذلك بتمويل من مستثمرين 62 الأحد 12 مايو 2013 صعود مفاجئ لعملة Bitcoinاقتصاد دولى تراجع الذهب نهاية الأسبوع ليفقد بريقه كاستثمار بديل بعد صعود تراجع الأسهم لآمال بتعاف أمريكى مستقر ومع تراجع حيازات صناديق المؤشرات الى أدنى مستوى فى أكثر من ثلاثة أعوام . ورغم أن مشتريات السوق الحاضرة ساعدت المعدن على الانتعاش من أدنى سعر فى عامين الذى سجله فى ابريل فإن النزوح اليومى عن صناديق المؤشرات يبرز اهتمام المستثمرين بالمعدن بعد أن هبط اكثر من 12 بالمئة فى 2013 إثر مكاسب سنوية على مدى 12 عاما متتالية . تذبذب الذهب جاء بفعل مشتريات بحثا عن ملاذ آمن بعد خفض الفائدة الأوروبية وقرار مجلس الاحتياطى الاتحادى ) البنك المركزى الأمريكى ( مواصلة برنامج التحفيز . وانخفض سعر الفضة فى المعاملات الفورية 1.4 بالمئة الى 23.65 دولار للأوقية . وهبط البلاتين 0.8 بالمئة مسجلا 1490.50 دولار فى حين نزل البلاديوم 0.6 بالمئة الى 687.72 دولار للأوقية 63 الذهب يتراجع مع ارتفاع الأسهم اثرياء . وقال مؤسس الصندوق ان مصدر القلق الرئيسي بالنسبة لهم هو قراصنة الانترنت والسلطات الحكومية التي لم تلق بالا لهذه العملة حتي الآن. ومن أبرز حائزي عملة البيتكوين الذين افصحوا عن هويتهم ايضا ، الاخوان الشهيران كاميرون وتايلر وينكليفوس اصدقاء مارك زوكربيرج ، مؤسس فيس بوك ) وسبق ان اتهموا زوكربيدج بسرقة فكرتهم وتمت التسوية القضائية نظير عشرين مليون دولار وأسهم في فيس بوك بقيمة تزيد عن مائتي مليون دولار حاليا(، هذان الاخوان أعلنا علي الملأ اقتناءهم لأكبر حصة علي الاطلاق من البيتكوين وبما قيمته 11 مليون دولار . حيث بدأوا في شرائها منذ الصيف الماضي، عندما كانت الاسعار رخيصة ، واليوم يحتفظون بكود هذه العملات الثمينة علي وسائط في خزائن آمنة في بنوك في ثلاث مدن مختلفة. العملة الافتراضية الجديدة التي يراها البعض كسرا لاحتكار البنوك المركزية لاتملك رقما تسلسليا لتمييزها ولايوجد أي آلية بديلة لتعقبها ولا توجد لها ماكينات الصرف الآلي ولا تخضع لأي ضوابط . ومع ذلك تتنامي قوتها مع الايام وربما تبدأ بنوك » البيتكوين « في منافسة المقرضين التقليديين ومنح عملائها قروضا تزيد عن حجم الودائع لديها ، وربما يضطر المنظمون الي التدخل بعد الاستعانة ببعض خبرء الكمبيوتر ، ويري البعض احتمال دخول شركة فيزا للسوق واصدار باقات سحب الكترونية لعملات افتراضية . بالنسبة لعملة » البيتكوين « ، التهديد الاكبر الذي يواجهها ليس في المنظمين وانما في المنافسة . فمثل أي عملة ، تتحدد قيمتها حسب عدد مستخدميها. والمعاملات التي يسعي البعض لاجرائها بتلك العملة أكبر من امكانياتها ، وعلي المدي الطويل سينعكس حجم الطلب علي سعرها . ولكن قد يتحول مستخدمو الانترنت عنها الي عملات افتراضية أخري وقد ينتهي الحال بالبيتكوين مثل »ماي سبيس « التي اهتز عرشها بظهور فيس بوك . الايكونوميست فاينانشال تايمز