وزير الطيران: بقاء شركة مصر للطيران على وضعها الحالى سيتسبب فى خسائر فادحة - حمدى زكي: ضرورة دمج مصر للطيران لوزارة السياحة وتوفير طيران مباشر - ماجد مينا: الحجز عن طريق الإنترنت مهم ويستحوذ على نسبة 90% تقريبا - سائحة إسبانية: مصر مقصد سياحى فريد ويجب طمأنة السياح والدعاية بأمانها بعد أن أعلنت السفارة التركية بالقاهرة عن استئناف الخطوط الجوية التركية رحلاتها بين أسطنبول وشرم الشيخ، التى توقفت فى 31 أكتوبر 2015 فتح العديد من التساؤلات حول الجدوى الاقتصادية، التى أدت الى تغيير تركيا تفكيرها وإعادة تشغيل خطوطها، خصوصا أن السياحة الروسية عادت إلى تركيا ومن خلالها ستأتى لمصر، فلماذا لا تقوم الشركات المصرية بهذا الدور وتصبح المستفيد الأكبر من نقل السياح الروس المتوقع زيادتهم الفترة القليلة المقبلة، واستئناف رحلات السياحة الروسية بشكل أكبر وأين شركات السياحة والطيران المصرية ؟ ولماذا تحتكر شركة مصر للطيران السوق فى مصر ولا توجد شركات أخرى؟ وأين التنسيق بين مصر للطيران ووزارة السياحة؟ وهل مطلوب دمج شركة مصر للطيران لوزارة السياحة؟ بلا شك أن الشركات التركية محترفة وتعرف مصالحها جيدا، وقد فازت شركة الخطوط الجوية التركية الحاصلة على عضوية تحالف "ستار ألايانس" بجائزة أفضل شركة طيران فى أوروبا، لست مرات على التوالى من قبل "جوائز سكاى تركس العالمية لشركات الطيران "، لذلك أسهم بشكل كبير فى إعادة روسيا السياحة لتركيا، برغم أن القرار جاء متزامنا مع تفجيرات مطار أتاتورك، لأن الشركات الروسية هى الأخرى تتضرر من تراجع السياحة، وهناك مئات الشركات التركية السياحية تعمل فى روسيا، وهذه الشركات تلعب دورا فى التقارب، وتضغط لتحسين العلاقات، كما أن شركات السياحة التركية تسيطر على السياحة الروسية القادمة إلى مصر ودول المنطقة، بينما الشركات المصرية تكتفى بتلقى ما يرسله الأتراك ولم تأخذ زمام المبادرة، لتقوم هى بنفسها بنقل السياح الروس أو الدخول فى المنافسة حتى لو تدريجيا، وهو ما يستوجب إعادة النظر من قبل هذه الشركات وتشجيع الحكومة المصرية لهذه الفكرة أو القيام بتأسيس شركة جديدة بعدد أقل من الموظفين، لكن بفكر متطور يواكب وينافس الشركات العالمية. ومن المعروف أن السياحة الروسية تمثل نحو 60 إلى 70% من حجم السياح المتدفقين على منطقة جنوبسيناء والبحر الأحمر، وتوقفها أدى إلى تدهور عام فى السياحة المصرية على المستوى الكلى، لكن يجب فتح أسواق جديدة مثل الصين والهند وأمريكا اللاتينية، فضلا عن ضرورة استعداد الشركات المصرية لاستقبال السياح وتقديم خدمات متنوعة لهم، وهو ما أكده الخبراء فى هذا التحقيق. وكان شريف فتحى، وزير الطيران المدنى قد أكد فى مؤتمر صحفى أن بقاء شركة مصر للطيران على وضعها الحالى سيتسبب فى خسائر فادحة، وأن الشركة خلال الفترة المقبلة، ستسعى إلى التطوير والتوسع وزيادة أسطولها، حيث شهدت الشركة خلال الفترة الماضية انخفاضا كبيرا مقارنة بشركات الطيران الأخرى، مؤكدا أن الشركة الوطنية إذا لم تتقدم ستكون هناك خسائر فادحة، وأن ما يقال عن احتكار شركة مصر للطيران للرحلات بالمطارات المصرية غير صحيح، وأن جميع المطارات المصرية مفتوحة للطيران الشارتر ما عدا مطار القاهرة . كما طالب، خبير السياحة العالمى بضرورة دمج شركة مصر للطيران لوزارة السياحة، وتوفير طيران مباشر للعديد من الدول التى يتوافد منها السياح إلى مصر، وعدم ترك المجال لدول أخرى، مثل تركيا التى بدأت فى عودة استئناف طيرانها إلى شرم الشيخ مرة أخرى بعد أن أوقفته العام الماضى، لتعود حاليا السياحة الروسية عبر بوابة تركيا، وهو ما يمثل إفادة كبيرة لتركيا وقصور فى الشركات المصرية التى لم تقم بتوفير طيران مصرى قادر على تنافس الشركات العالمية . وأشار إلى أن واحدة من عشرات مشكلة السياحة المصرية منذ عقود هى احتكار شركة مصر للطيران السوق وعدم وجود شركات خاصة، وإسبانيا تخلصت من هذه الظاهرة عندها سمحت بشركات بجانب إيبيريا الحكومية، وكذا توسعت فى الشارتر شركات محلية وأجنبية أو كلتيهما، مما أسهم فى زيادة الرحلات القادمة إليها، لذلك ضرورة فتح شركات طيران خاصة فى مصر، والوقت الحالى مناسب جدا مع بوادر عودة السياحة لمصر، ليكون موسم الشتاء المقبل أفضل من الأعوام الماضية، فضلا عن ضرورة هيكلة شركة مصر للطيران، وتغيير فى ثقافة التعامل والتنافس مع الشركات الأخرى، مضيفا أن مصر للطيران المشهود لها بالجودة والخدمة الممتازة لا ينبغى أن نخشى عليها من المنافسة بدخول شركات خاصة السوق. أكد ماجد مينا، الخبير السياحى ومدير شركة إكسبيديا (Expedia) أن هناك فائد متبادلة من استئناف شركة الطيران التركية لرحلاتها لشرم الشيخ، حيث تستفيد مصر من تزايد السياح إلى السوق المصرى لوجود الشركة التركية فى 200 مقصد سياحى عالمى، كما يمكننا أن نتعلم من هذه الشركة ونتمنى أن تقوم مصر للطيران بهذا الدور، مشيرا إلى أننا فى زمن مخاطبة الشعوب وليس الحكومات، والدليل على ذلك أن الحكومة البريطانية منعت مواطنيها من السياحة لشرم الشيخ وأوقفت رحلات طيرانها، لكن يوجد آلاف من السياح الإنجليز فى شرم الشيخ، ولو قامت شركة مصر للطيران بتيسير هذه الرحلات لجذبها العديد من السياح، لكن تكلفة رحلاتها مرتفعة وغير تنافسية، فضلا عن توقيت الرحلات غير مناسب. وأوضح أن حل مشكلة مصر للطيران أن يتم إدارتها بشكل محترف وتزويد عدد الطائرات، فضلا عن تقليل عدد الموظفين للربع والاعتماد على الكفاءات، مضيفا ضرورة أن تهتم الحكومة بالأون لاين وتشجيع التعامل عن طريق الإنترنت، لأن هناك جيلا جديدا ولد على الأون لاين، كما أصبح الآن الحجز عن طريق الإنترنت يستحوذ على نسبة 90% تقريبا من الحجوزات العالمية للجيل الجديد، فَلَو تم إغفال الإنترنت فقدنا هذه النسبة الكبيرة من السياحة، خصوصا أن السياحة العالمية نمت العام الماضى بنسبة 7 % عنهما 2014 وأن 90 % من هذه النسبة جاء عن طريق الإنترنت للأجيال الجديدة. ومن جانبه يقول إلهامى الزيات، رئيس الغرف السياحية سابقاً: إن تركيا تستفيد بطريق غير مباشر من عودة السياحة الروسية لمصر، وتعمل أيضا على الاستفادة من الدول التى تريد الاستمتاع بجو مصر خصوصا فى موسم الشتاء، بوضع برامج سياحية مخفضة من أجل زيادة مواردها السياحية، خصوصا أن مطار أسطنبول من المطارات المحورية، لذلك تلجأ إليه بعض الدول التى لا تملك قيام رحلات مباشرة لشرم الشيخ، وهو ما يجب على الشركات المصرية والحكومة أن تدركه وتعمل على تأسيس شركات وتقديم رحلات مباشرة لتستفيد مصر منها، خصوصا أن مصر تعد من أرخص الأسواق المباشرة . وأضاف أن هناك 4 شركات سياحية تركية تتحكم فى حركة السياح الروس خارجيا، مطالبا بكسر التكتل التركى فى السوق الروسى، الذى يؤثر على حركة وتوجهات السياح الروس خارجيا، وعمل تكتل لشركات سياحية مصرية فى روسيا. ومن جانبها تقول السائحة الإسبانية ماريه جوزيف ل "الأهرام العربي" - التى كانت قد زارت مصر أخيرا - إن مصر مقصدا سياحيا فريدا من نوعه، لديه العديد من التنوع وهو جاذب للسياحة من مختلف دول العالم، وبعد أزمة تدنى السياح التى شهدتها مصر تم تخفيض العديد من البرامج السياحية لمصر، وهو من المفترض أن يسهم فى جذب السياح، مؤكدة أن مصر تحتاج لدعاية لجذب السياحة لمصر، خصوصا الدعاية عن الأمان الذى تتمتع به مصر، وتوجيه رسالة للسياح تطمئنهم، فضلا عن ضرورة نقل الإعلام صورة جيدة عن مصر، والأخبار السيئة تسهم فى زيادة المخاوف، كما أن الطيران المباشر لمصر مهم، وأن أغلب السياح القادمين لمصر يأتون عن طريق تركيا، وهى أقل تكلفة لكن تستغرق وقتا أكثر، وأن شركة مصر للطيران أقل وقتا وأكثر تكلفة.