مطران دشنا يترأس قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية الشهيد العظيم مار جرجس    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان مدني يقف خلف الدولة والقوات المسلحة    عيار 21 الآن وسعر الذهب اليوم بعد ارتفاعه الأحد 5 مايو 2024    ضياء رشوان: نتنياهو لن يجرؤ على مهاجمة رفح الفلسطينية    تساحي هنجبي: القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدا من القضاء على زعيم حماس    بعد 28 عاما داخل الزمالك، ياسمين نوح تعلن اعتزالها بعد التتويج بلقب إفريقيا للكرة الطائرة    مواعيد مباريات اليوم الأحد 5- 5- 2024 في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي وإنبي في الدوري المصري    عاجل.. تأكد رحيل ثلاثي الأهلي في نهاية الموسم    خبير لوائح: لا توجد حالة رياضية مشابهة لقضية الشحات والشيبي    «أمطار تضرب هذه المناطق».. بيان عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم (احذروا التقلبات الجوية)    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    "حب جديد هيدق بابك".. بشرى سارة لمواليد برج الجوزاء اليوم (توقعات الصعيد المهني والمادي)    جيانكارلو اسبوزيتو بطل Breaking Bad ينضم لعالم Marvel    شقيق ياسمين صبري يتعرض للإغماء في أمريكا    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على السنوار واجتياح رفح قريب جدا    البابا تواضروس الثاني يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    انخفاض جديد في أسعار الأجهزة الكهربائية وهذا سر ارتفاع سعر التكييفات (فيديو)    لغز روشتة الأطباء أبرزها، شعبة الأدوية تكشف أسباب نقص الأدوية رغم انتهاء أزمة الدولار    بسبب الاستحمام.. غرق طفل في مياه ترعة بالقليوبية    رئيس جامعة دمنهور يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية السيدة العذراء    احتدام المنافسة بانتخابات البرلمان الأوروبي.. الاشتراكيون في مواجهة تحالف المحافظين مع اليمين المتطرف    مدير أمن أسيوط يتفقد الخدمات الأمنية استعداداً لعيد القيامة وشم النسيم    مختار مختار: محمود متولي لاعب رائع وسيضيف للأهلي الكثير    بمشاركة مصطفى محمد.. نانت يتعادل مع بريست في الدوري الفرنسي    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    بسبب ماس كهربائي.. المعمل الجنائي يعاين حريق مخزن قطع غيار بالعجوزة    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    "إسكان النواب" تكشف أسباب عدم تطبيق التصالح في مخالفات البناء    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن البحث على مقبرة نفرتيتي    إصابة 10 أشخاص فى أسيوط إثر انقلاب سيارة "تمناية"    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    بمناسبة عيد القيامة.. رئيس قضايا الدولة يشارك في احتفال الكاتدرائية المرقسية    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    ب 150 ألف مقدم.. تفاصيل شقق الإسكان المتميز قبل طرحها بأيام- (صور)    رئيس الغرفة التجارية بالجيزة: شركات عدة خفضت أسعار الأجهزة الكهربائية بنسب تصل إلى 30%    أهالي الجنود لجيش الاحتلال: اقتحام رفح يعني فخ الموت.. لم نعد نثق بكم    قتيلان وجرحى في هجمات روسية على 3 مناطق أوكرانية    أوكرانيا تعلن إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي - 25" فوق دونيتسك    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    فستان حورية البحر.. نجوى كرم تثير الجدل بأحدث إطلالة| شاهد    قداس بدولة الهند احتفالا بعيد القيامة    التحالف الوطني يكرم ذوي الهمم العاملين بالقطاعين العام والخاص بالأقصر    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    دعمتم مناقشة هذا الأمر | رمضان عبد المعز يوجه الشكر ل المتحدة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    تحذير من الأرصاد بشأن الطقس اليوم: عودة الأمطار وانخفاض مفاجئ فى درجات الحرارة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    "زلزال".. تعليق صادم من تامر أمين على صورة حسام موافي وأبو العينين (فيديو وصور)    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الذكرى الأولى لاندلاعها.. "انتفاضة العمليات الفردية" مرحلة جديدة فى تاريخ الجهاد الفلسطينى
نشر في الأهرام العربي يوم 08 - 10 - 2016

المقاومة ..الخيار الوحيد للشباب الفلسطينى – ما بعد أوسلو
- الكيان الصهيونى اتفق مع إدارة " فيس بوك " على إغلاق صفحات ذات علاقة بالصحافة والإعلام الفلسطيني بدعوى تحريضها على
العمليات الاستشهادية
- ارتفاع وتيرة عمليات الطعن بمعدل عمليتين في اليوم
- هاآرتس: القلق يسود الشارع الإسرائيلي من تزايد العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين
- يديعوت آحرونوت: الحكومة الإسرائيلية فشلت في مواجهة الفلسطينيين!
- معاريف: العمليات الفردية نجحت في صياغة وعي جديد بين الشباب الفلسطيني
- يسرائيل هايوم: إسرائيل لا تملك حلولاً سحرية للقضاء على موجة العمليات الفردية ( الانتفاضة )!
تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة انتفاضة جديدة قديمة، تشتعل بين الفينة والأخرى، فجذوة العمليات الاستشهادية التي شهدتها هذه الأراضي خلال سنوات مضت لا تزال موجودة، وبقوة، خصوصاً في مدينتي الخليل والقدس، في وقت تستمر انتفاضة السكاكين، أو انتفاضة القدس، حتى الآن، وهي الانتفاضة الشعبية التي بدأت مع مطلع أكتوبر من العام الماضي، التي وصلت قمتها الأسبوع قبل الماضي مع وقوع عشر عمليات خلال خمسة أيام فقط، بمعدل عمليتين في اليوم الواحد، وهو ما يشير إلى زيادة وتيرتها بمرور الوقت، خصوصاً وتزامنها مع الأعياد اليهودية!
قوبلت الانتفاضة بمزيد من الحسم من قبل القوات الإسرائيلية، الشرطية والعسكرية، واستشهد المئات منذ أكتوبر الماضي، وبرغم ذلك تزداد الانتفاضة اشتعالاً؛ لأن النار لا تزال تحت الرماد، في وقت يشار إلى أن محاكمة الجندي الصهيوني، آليئور أزاريا، الذي أعدم الشاب الفلسطيني، عبد الفتاح الشريف، حينما كان مصابًا بجروح خطيرة وعاجز عن القيام بأية حرك، في مدينة الخليل، بدم بارد، قبل عدة أشهر، تتابعها وسائل الإعلام الإسرائيلية، المنشورة باللغة العبرية، بشكل مبالغ فيه، وكأنه يحاكم في محاكم أجنبية وأمام قضاء أجنبي وغير عادل، وكأنه الجندي المثالي، أو الأكثر أخلاقية! كما ترى بعض الصحف، فكثيراً ما يزعم قادة صهاينة أن الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية على مستوى العالم، في محاولة بائسة لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي، في حين أن الأخير بات يعرف ماهية الجيش الصهيوني الغاصب والقاتل للشعب الفلسطيني، ربما أكثر من الأمتين، العربية والإسلامية، بعد ارتفاع مؤشرات أسهم المقاطعة الدولية للكيان الصهيوني، فيما يعرف ب " B. D S "!
تعليقًا على زيادة العمليات الاستشهادية والفردية، ذكرت صحيفة " يديعوت آحرونوت " العبرية، أن عدد عمليات الطعن وصل إلى 10 خلال 5 أيام فقط، هو معدل غير قياسي، ربما لم تشهده إسرائيل من قبل، حيث نشرت قائمة تفصيلية بالعمليات الفلسطينية خلال هذه الأيام، وعدد القتلى والجرحى، ومَن منهم إصابته بالغة، ومَن إصابته متوسطة أو ضعيفة، وغيرها ممن يستلزم الحديث عنه في مثل هذه الحالات.
لتشير الصحيفة العبرية على لسان محللها السياسي، إليشع بن قيمون، إلى أنه لا يمكن الصمت أمام تزايد العمليات " الإرهابية " من قبل الفلسطينيين، وكثيرون يشيرون بأصابع الاتهام للحكومة الإسرائيلية لتقاعسها في مواجهة هؤلاء " الإرهابيين "، فالحكومة فاشلة فشلاً كبيرًا في مواجهتهم، حيث نقلت الصحيفة على لسان أهالى قتلى إسرائيليين: " إن الحكومة فاشلة، ولم تنجح في كبح جماح [الإرهابيين]، حيث يشعر المواطنون بالعجز أمام توالي عمليات الطعن والقتل الفلسطينية، التي تزداد سعارًا بمرور الوقت، وكأننا أمام انتفاضة فلسطينية جديدة " . يشار إلى أن العنوان الرئيسي للصحيفة جاء معنونًا ب " موجة إرهاب "، وكأن المقاومة الفلسطينية باتت إرهابًا !
مقاومة لا إرهاب
الثابت أن عنوان " موجة إرهاب " بات هو العنوان السائد في جُل وسائل الإعلام الإسرائيلية، الصادرة باللغة العبرية، طيلة الأيام الماضية، نتيجة لازدياد عمليات الطعن ضد قوات شرطية وعسكرية في مدن الضفة والقدس المحتلة، حتى إنه مع الاحتفال ببدء الأعياد اليهودية، وعشية رأس السنة العبرية، تطرقت هذه الوسائل إلى " موجة الإرهاب "، حول عدد القتلى من بين الصفوف الإسرائيلية، وأشهر من اغتالتهم الأيادي الفلسطينية المقاوِمة!
من جانبها، رأت صحيفة " هاآرتس " العبرية أن القلق يسود الشارع الإسرائيلي من تزايد العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين، وهي العمليات التي يقوم بها شبان فلسطينيون تقل أعمارهم عن 24 عامًا، وأغلبهم من مدينتي الخليل والقدس، حيث سبق وأن شددت الصحيفة على تكرار تحذيرها من ارتفاع –ما أطلقت عليه موجة " الإرهاب " الفلسطينية، وهو ما أوضحته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، أيضًا، غير مرة، مشددة على ضرورة الوضع في الحسبان أن تزايد الحنق والكُره الفلسطينيين تجاه الحكومة الإسرائيلية، يدفع بدوره الشباب الفلسطيني إلى زيادة العمليات الاستشهادية، أو العمليات " الإرهابية "!
فقد ذكر المحلل السياسي للصحيفة، عاموس هارئيل، أن الفلسطينيين الشباب يلقون استحسانًا من الشعب الفلسطيني ككل، ويُدعَّمون شعبيًا ورسميًا في شبكات التواصل الإجتماعي، حتى إن الحكومة الإسرائيلية اتفقت مع إدارة " فيس بوك " على إغلاق صفحات ذات علاقة بالصحافة والإعلام الفلسطيني، بدعوى تحريضها على العنف و" الإرهاب "، أي حثها على المقاومة المشروعة! فيما أضافت الصحيفة العبرية أن بعض الفلسطينيين يذهبون للعمليات الاستشهادية لشعورهم باليأس والإحباط من الوضع المتردي في مناطقهم الفلسطينية المحتلة.
زيادة حالات الطعن والدهس وانتفاضة السكاكين، دفعت الكيان الصهيوني إلى اتخاذ خطوات مجنونة، منها عمليات الإعدام الميدانية للشباب الفلسطيني، وعلى رأسهم عبد الفتاح الشريف، كما سبق الإشارة آنفاً، والقيام بحملات اعتقال، وهدم منازل المقاومين والنشطاء، وسحب تصاريح العمل، وإغلاق عدد من المدن الفلسطينية، وبرغم ذلك تزداد المقاومة اشتعالاً، في حالة من المقاومة المشروعة، حتى إن كثيراً من الكتابات الإسرائيلية رأت أن حكومتها باتت عاجزة أمام العمليات الفردية من المقاومين والنشطاء الفلسطينيين!
أوضحت صحيفة " معاريف " العبرية، في موضع آخر، أن الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية تجد صعوبة، غير مسبوقة، في تحديد نهاية واضحة لموجة العمليات الفردية التي يفجرها الشبان الفلسطينيون يوميًا، سواء في الضفة الغربية أم القدس المحتلة، وهي العمليات التي نجحت في صياغة وعي جديد بين الفلسطينيين، خصوصاً الشباب منهم، مؤكدًا أنه بين الفترة والأخرى يخرج الشباب الفلسطيني بانتفاضة جديدة، انتفاضة الحجارة، وانتفاضة الأقصى، وانتفاضة السكاكين والدهس، والأخيرة مستمرة لتضم إلى جانبها إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة؛ وهي كلها انتفاضات كجزء من صراع فلسطيني ممتد مع إسرائيل!
الجيش الصهيونى يتخبط
الغريب أن الجيش الصهيوني يعلم، تمامًا، أن الشباب الفلسطيني لن يقف مكتوفي الأيدي أمام الآلة العسكرية الصهيونية، ومع ذلك، فإن شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية، تخرج بين الوقت والآخر آلات عسكرية تقلل من حالات القتل والإصابة بين صفوف جيشها، وتخترع آلات تعمل آليًا بدون الإنسان، لكن عمد هذا الجيش، في الأيام القليلة الماضية، على توزيع سترات واقية تحمي الرقبة لكل من ضباطه وجنوده، منعًا لإمكانية إصابتهم على أيدي الشبان الفلسطينيين، وهي السترات التي تم توزيعها في مدينة القدس ومحيطها، حيث تكثر العمليات الفلسطينية الفدائية، وكذا على الحواجز بالضفة الغربية، وأية حواجز تعوق حركة الفلسطينيين بوجه عام! وذلك على الرغم من أن الجندي الصهيوني مدجج بالأسلحة بطول جسمه، من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه، في الأساس، ومع ذلك، فإن المقاوم الفلسطيني لا يخشى جُل هذه الأسلحة ويُقدم على عمليته ببسالة، بدعوى أن ما يقوم به هو المقاومة الفعلية، حتى ولو كانت فردية، فالعمل الفلسطيني الفردي، غالبًا، ما يسبق الجماعي، وفي كثير من الأحيان تنجذب الأحزاب والفصائل الفلسطينية نحو العمل المقاوم بعيد اندلاع شرارته بفعل عمليات فردية واستشهادية! ولنا في الانتفاضات الفلسطينية السابقة أفضل نماذج!
الشاهد أن المسئولين الصهاينة السياسيين والعسكريين على السواء، ومن قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية، المنشورة باللغة العبرية، لم يذكروا اسم " انتفاضة "، وإنما يقولون " موجة إرهاب "، أو عمليات طعن ودهس فردية، ولم ينبسوا ببنت شفة عن اسم " الانتفاضة " على اعتبار أن هذا الاسم يذكرهم ويؤلمهم بما آلت إليه الانتفاضات الفلسطينية السابقة من خسائر مادية وخسائر أكبر وأعظم في الأرواح.
لذلك كتب المعلق العسكري يوآف ليمور، بصحيفة " يسرائيل هايوم " العبرية بالتزامن مع مرور عام على انتفاضة السكين، أو كما يسميها موجة العمليات بالقدس، أن هذه الذكرى التي تحل بإسرائيل، تذكر المجتمع الإسرائيلي بالمسلسل اليومي من الهجمات الفلسطينية الدامية، وأنه برغم ابتعاد بلاده عن مسمى " انتفاضة "، لكن أمام إسرائيل أيام وربما أسابيع لم يحددها قد تشهد المزيد من محاولات قتل الصهاينة، وأن بلاده لا تملك حلولاً سحرية للقضاء على هذه الموجة من العمليات الفردية"الاستشهادية"! ليؤكد الكاتب أن تجدد موجة تلك العمليات يفند مزاعم تل أبيب بقضائها على موجة " الإرهاب " الفلسطيني، لأن أسباب اندلاع تلك الموجات ما زالت قائمة دون إجراء تغيير جوهري في الوضع الراهن للشعب الفلسطيني، ما يعني أن الواقع الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية المحتلة مرشح للدفع نحو تنفيذ عمليات جديدة في المستقبل القريب. وأوضح المعلق العسكري الإسرائيلي، أن السلطة الفلسطينية تبذل ما في وسعها لإحباط الهجمات ضد الإسرائيلين، خشية على مستقبلها وعدم انهيارها.
ونقلاً عن مصادر فلسطينية، فإن العام الماضي شهد وقوع 334 عملية، منها 192 عملية طعن، ومئة هجوم بالسلاح الناري، و33 عملية دهس بالسيارات، وتسع عمليات وضع عبوات ناسفة، أسفرت جميعها عن قتل 39 صهيونيًا من المستوطنين والجنود وأفراد قوات الأمن. وعلى الجانب الفلسطيني، بلغ عدد الشهداء 199 شهيداً، واعتقل الجيش الإسرائيلي قرابة 3570 فلسطينيًا، بينهم 1200 متورط بتنفيذ هذه العمليات والتخطيط لها، وإحباط340 هجمة قبل تنفيذها، بينها 12 عملية استشهادية، وعشر محاولات لتنفيذ عمليات اختطاف إسرائيليين، وإحباط أكثر من 120 هجومًا بإطلاق نار، كما تمت مصادرة ملايين الشيكلات التي كانت معدة لتمويل هجمات مسلحة.
على الرغم من ذلك، احتفل الفلسطينيون بالذكرى الأولى لتلك الانتفاضة، حيث شارك الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، الأحد الماضي، في مسيرة دعت لها حركة الجهاد الإسلامي، مؤكدين تمسكهم بخيار المقاومة لدحر الاحتلال الصهيوني، واعتبار الانتفاضة الطريق الأصوب للخلاص من من كل آثار اتفاقية أوسلو، التي وصفوها ب " التدميرية "، كون الانتفاضة الشعبية هي الخيار الأفضل لتصحيح بوصلة النضال وقاعدة للوحدة والإجماع الفلسطيني، نحو تشكيل البرنامج المشترك لقوى المقاومة، وهي الكفيلة بإعادة القضية الفلسطينية للشارعين، العربي والإسلامي.
مرحلة فى الجهاد الفلسطينى
من المعروف أن انتفاضة السكين انطلقت بسكين الشهيد مهند حلبي في اليوم الأول من أكتوبر العام الماضي، والتي جاءت لتؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الجهاد الفلسطيني وتشعل الثورة في الشارع الفلسطيني من جديدة، فيما تؤكد أن الجيل الفلسطيني الذي يلى اتفاق أوسلو لا يقبل الهدوء ولا السكينة على الاحتلال الصهيوني، وإنما تزيدهم العمليات الفردية اشتعالاً للدفاع عن الأراضي المحتلة.
وردًا على تزايد العمليات الفلسطينية الفردية، أمر رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نيتانياهو، تعزيز تواجد قوات الشرطة والجيش حول مدينة القدس الشرقية ومحيط المسجد الأقصى، استعدادًا للأعياد اليهودية، التي جرت من منتصف ليلة الثاني من أكتوبر الجاري، وحتى منتصف الرابع منه، وكذا أمر بمنع أعضاء الكنيست والوزراء الإسرائيليين من دخول المسجد الأقصى خلال هذه الفترة المهمة والحرجة من السنة. بعيد هذه الإجراءات الأمنية المشددة، والتي سبقتها فتاوى الحاخامات، فإن الجيش الإسرائيلي احتفل برأس السنة العبرية، بإغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة، طوال العيد!
تزامنت هذه الإجراءات الأمنية المتشددة مع تصريح خطير للجنرال المتقاعد، عوزي ديان، الذي شدد على قتل منفذي العمليات الفلسطينيين، حتى وإن لم يشكلوا تهديدًا، وهو ما يذكرنا بفتاوى الحاخامات الصهاينة الذين أفتوا بقتل الأغيار ( غير اليهود )، حتى ولو كانوا أطفالاً رُضَّع في بطون أمهاتهم! الثابت أن جُل الفتاوى اليهودية/ الصهيونية بقتل الأغيار قد تم تجميعها في كتاب إسرائيلي مهم صدر، في العام 2009، عن أحد المدارس الدينية اليهودية المتشددة في الضفة الغربية، تسمى " يوسف ما زال حيًا "، لمدير المدرس، يوسيف شابيرا، ومساعده المدرس بالمدرسة نفسها، يتسحاق اليتسور، ونشرته مكتبة الشروق الدولية، مطلع العام 2011، بالتزامن مع ثورة يناير. ويناقش الكتاب زعم الصهاينة بوجوب قتل الأغيار ( غير اليهود، مسلمين ومسيحيين ) بدعوى النقاء العرقي، وشعب الله المختار، حتى ولو كان هذا الغير طفلاً رضيعًا، أو نبتة في بطن أمه!
في السياق نفسه، وجراء تزايد عمليات الطعن الفردية، أظهر استطلاع جديد للرأي العام أن 25% من الإسرائيليين فكروا في إمكانية الهجرة من الكيان الصهيوني، خلال السنوات الخمس الأخيرة، بسبب تردي الأوضاع الأمنية في إسرائيل. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه أثناء وفي أعقاب أية انتفاضة شعبية فلسطينية، تزداد معدلات طلبات الهجرة العكسية خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، لشعور الصهاينة بسوء الأحوال الأمنية، وخوفًا على حياتهم " العزيزة "! الغريب أنه مع صدور هذا الاستطلاع، تزامن نشر استطلاع آخر للرأي العام حول مؤشر السلام، أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، أظهر فيه أن أغلبية كبيرة بين اليهود في الكيان الصهيوني، يؤيدون إقدام الجندي القاتل أليئور أزاريا على إعدام الشاب الفلسطيني الشريف، ووفقًا لهذا الاستطلاع، فإن 65 % من الصهاينة أيدوا جريمة آزاريا، بزعم أنه دفاع عن النفس، بدعوى أنه يحمل حزاماً ناسفًا!
وبعد، وبمناسبة الذكرى الأولى لانتفاضة " السكاكين والطعن "، أو " السكاكين والدهس "، أو ما يطلق عليه بالفلسطيني " السكاكين والدهس "، فإن الشارع الفلسطيني لن يهدأ له بال إلا وينتفض على القوات الإسرائيلية، حتى يندحر ويرَّفع من على صدورهم، الجاثم عليها منذ عقود طويلة، وستزداد المقاومة اشتعالاً؛ لأن هناك ناراً تحت الرماد، تشتعل جذوتها بين الفينة والأخرى!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.