شيماء أبوالمجد تحل اليوم السبت، الموافق 23 يوليو، ذكرى اندلاع ثورة يوليو عام 1952، التي ما زالت عالقة في أذهان المصريين، وجسدتها السينما عن طريق أفلام وطنية شاركت في ترسيخ تفاصيل ثورة 23 يوليو لدى الشعب المصري والعالم، فضلًا عن وجود العديد من الأغنيات التي اشتهرت في تلك الفترة عن ثورة يوليو، وعن الدور الذي قام به الرئيس جمال عبدالناصر، قائد الثورة وقتها. فثورة 23 يوليو التي قام بها الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ضد الحكم الملكي، على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأيضا الفنية، خلدها السينمائيون بالشاشة الكبيرة، وأول الأفلام التى تنبأت بالثورة كان فيلم "الزوجة الثانية" الذى أخرجه العملاق صلاح أبو سيف، وحمل العمل إسقاطات كثيرة منها المأساة التي كان يعيشها البسطاء فى عصر التحكم والسطلة، وطغى الحاكم الظالم المتمثل فى عمدة القرية على السكان الفقراء، والاستيلاء على أمواله وأراضيهم. تمر علينا اليوم الذكرى ال 64 لثورة الضباط الأحرار التى عرفت ب”الحركة المباركة”، وأطلق عليها فيما بعد ثورة 23 يوليو.. والكثير منا لا يعرف الثورة إلا من خلال شاشة التليفزيون، خاصة الذين لم يعاصروا تلك الأحداث، وتعتبر الأعمال السينمائية توثيقًا للثورة، فتجدنا دائمًا ما نربط الثورة بالنجوم الذين جسدوها فى أفلامهم، مثل: نور الشريف ورشدي أباظة وشكري سرحان وأحمد مظهر وحسين رياض وسعاد حسنى ومريم فخر الدين وهند رستم وغيرهم من الفنانين. فالفن هو دائمًا مرآة عاكسة للمجتع والأحداث التي تمر به. ونرصد الأفلام التى جسدت ثورة 23 يوليو.. "رد قلبي" أخذت أحداث الفيلم عن رواية يوسف السباعي “رد قلبي”،وتعكس مدى الطغيان والطبقية فى حقبة ما قبل الثورة من استيلاء الباشوات والإقطاعيين على الأراضي وتسلطهم على صغار الفلاحين والفقراء، وتدور الأحداث حول حب علي ابن الحارس الفقيرللأميرة إنجي، والذي كان يعتبر حقيرًا بالنسبة لطبقة الباشوات فى مصر، وهو ما يصور الظلم الذي شهده الشعب المصري، الذي ترتب عليه قيام ثورة الضباط الأحرار. وتتوالى أحداث الفيلم حتى ينتصر الحب على الطبقية، بطولة شكري سرحان ومريم فخر الدين، وإخراج عز الدين ذو الفقار، وتم تصنيف الفيلم في المركز الثالث عشر ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في “استفتاء النقاد” عام 1996، في احتفالية مئوية السينما المصرية. "شروق وغروب" تدور أحداث الفيلم حول شخص يدعى “عزمي” من أحد الباشوات، والذي يعيش داخل قصره مع ابنته الوحيدة “مديحة”، التى تتعرف على “سمير” طيار مدني ويتزوجان. وتتطور الأحداث بتدبير حادث لقتل سمير؛ لتتزوج “مديحة” بصديق زوجها “عصام”، الذي يستغل فرصة وجوده داخل قصر الباشا، ويقوم بتصوير وثائق هامة من خزانة الباشا، ويسلمها للتنظيم الوطني؛ لتكون سببًا فى القبض على الباشا والقضاء على الفساد. الفيلم من إخراج كمال الشيخ، وتأليف رأفت الميهي، وبطولة سعاد حسنى ورشدي أباظة وصلاح ذو الفقار ومحمود المليجي. "بداية ونهاية" أبدع نجيب محفوظ عندما عبر عن الثورة فى روايته "بداية ونهاية" التى تم تحويلها لعمل سينمائي عام 1960، ورصد خلاله تفاعلات العلاقات الاجتماعية فى ذلك الوقت وعلاقة الانسان الفقير بمجتمعه ودوره المهمش، كسائر الطبقة الفقيرة فى العهد الملكي. "فى بيتنا رجل" وأحداثه تدور حول نجاح الثائر إبراهيم حمدي في اغتيال رئيس الوزراء المتعاون مع الاستعمار، ويتمكن من الهروب بعد إلقاء القبض عليه، ويلجأ إلى منزل زميله الجامعي محي الذى ليس له نشاط سياسي، وترفض أسرة محي إيواءه في أول الأمر لكنها تقبله في النهاية، وبعد رفضه السفر خارج البلاد يعود ليساهم في النضال ضد جنود ومعسكرات الاستعمار ويستشهد فى إحدى العمليات. "الله معانا" يحكي الكاتب إحسان عبد القدوس من خلال “الله معانا” عن ذهاب الضباط المصريين للمشاركة في حرب فلسطين؛ حيث يذهب “عماد” بعد أن يودع خطيبته، ويصاب في الحرب، ويعود مبتور الذراع مع عدد من الجرحى والمشوهين، ما يؤدي إلى حركة تذمر بين رجال الجيش؛ ليتكون تنظيم الضباط الأحرار؛ لكي ينتقموا للوطن، وتنتهي الأحداث بالإطاحة بملك البلاد وتولي الجيش مقاليد الحكم. العمل من إخراج أحمد بدرخان، وبطولة فاتن حمامة وعماد حمدي ومحمود المليجي. "ثمن الحرية" فدائي مصري ينفذ عملية ضد الاحتلال الإنجليزي، ويتمكن من الفرار من سلطة الاحتلال، ويكتشف الحاكم العسكري الإنجليزي تعاون ضابط جيش مصري مع الفدائي، فيحقق معه؛ لمعرفة مكان الفدائي، ويرفض الضابط الاجابة، فيقبض الحاكم على مجموعة مواطنين مصريين، ويهدد بقتلهم على التوالى إن لم يُدلِ الضابط بمكان الفدائي، ويترك الضابط مع المقبوض عليهم؛ ليقنعوه بالاعتراف، ثم يتم قتل البعض، ثم يطالبه الباقون بالصمود، وأخيرًا يقوم المساعد المصري للحاكم العسكري بقتل الحاكم العسكري. الفيلم من تأليف نجيب محفوظ، وبطولة عبد الله غيث وصلاح منصور ومحمود الحديني ومحمود مرسي وصبري عبد العزيز ومحمد يحيى سليمان. "أيام السادات" تم عرض الفيلم في عام 2001، وهو من إخراج محمد خان، وبطولة أحمد زكي، ويتناول الفيلم قصة حياة الرئيس محمد أنور السادات، حيث يرصد دوره في الحركة الوطنية المناهضة للاحتلال الإنجليزي، وتعاونه مع المخابرات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، الذي قاده إلى السجن، ثم تورطه في مقتل أمين عثمان باشا، الذي قاده إلى الفصل من الجيش المصري، ليعمل في عدة مهن، قبل أن يعود مرة أخرى إلى الجيش لينضم إلى تنظيم الضباط الأحرار الذي قام بثورة 23 يوليو في عام 1952. والجدير بالذكر أن من إنجازات الثورة التي أعطتها للثقافة المصرية هي إنشاء قصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديمقراطي للثقافة، وتعويض مناطق طال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته مدينة القاهرة، وهو ما يعد من أهم وأبرز إنجازاتها الثقافية.