تمر علينا اليوم الذكرى ال 64 لثورة الضباط الأحرار التى عرفت ب"الحركة المباركة"، وأطلق عليها فيما بعد ثورة 23 يوليو.. والكثير منا لا يعرف الثورة إلا من خلال شاشة التليفزيون، خاصة الذين لم يعاصروا تلك الأحداث، وتعتبر الأعمال السينمائية توثيقًا للثورة، فتجدنا دائمًا ما نربط الثورة بالنجوم الذين جسدوها فى أفلامهم، مثل: نور الشريف ورشدي أباظة وشكري سرحان وأحمد مظهر وحسين رياض وسعاد حسنى ومريم فخر الدين وهند رستم وغيرهم من الفنانين. فالفن هو دائمًا مرآة عاكسة للمجتع والأحداث التي تمر به. "البديل" ترصد الأفلام التى جسدت ثورة 23 يوليو.. "رد قلبي" قصة حب.. قصة شعب أخذت أحداث الفيلم عن رواية يوسف السباعي "رد قلبي"،وتعكس مدى الطغيان والطبقية فى حقبة ما قبل الثورة من استيلاء الباشوات والإقطاعيين على الأراضي وتسلطهم على صغار الفلاحين والفقراء، وتدور الأحداث حول حب علي ابن الحارس الفقيرللأميرة إنجي، والذي كان يعتبر حقيرًا بالنسبة لطبقة الباشوات فى مصر، وهو ما يصور الظلم الذي شهده الشعب المصري، الذي ترتب عليه قيام ثورة الضباط الأحرار. وتتوالى أحداث الفيلم حتى ينتصر الحب على الطبقية. ويعد هذا الفيلم من أحسن الأفلام التى جسدت ثورة 23 يوليو 1925، بطولة شكري سرحان ومريم فخر الدين، وإخراج عز الدين ذو الفقار، وتم تصنيف الفيلم في المركز الثالث عشر ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في "استفتاء النقاد" عام 1996، في احتفالية مئوية السينما المصرية، "غروب وشروق" تنتصر لثورة 23 يوليو يبدأ بإخماد حريق القاهرة فى يناير 1952، وتدور أحداثه فى إحدى أهم الفترات التى شهدت تحولات سياسية، ويرصد العصر الملكي وسلبياته، إلا أن الفيلم لم يوثق كل أحداث الثورة، بينما عكس إيجابيات الثورة على المجتمع والتخلص من كل الكيانات الفاسدة فى تلك الفترة. تدور أحداث الفيلم حول شخص يدعى "عزمي" من أحد الباشوات، والذي يعيش داخل قصره مع ابنته الوحيدة "مديحة"، التى تتعرف على "سمير" طيار مدني ويتزوجان. وتتطور الأحداث بتدبير حادث لقتل سمير؛ لتتزوج "مديحة" بصديق زوجها "عصام"، الذي يستغل فرصة وجوده داخل قصر الباشا، ويقوم بتصوير وثائق هامة من خزانة الباشا، ويسلمها للتنظيم الوطني؛ لتكون سببًا فى القبض على الباشا والقضاء على الفساد. الفيلم من إخراج كمال الشيخ، وتأليف رأفت الميهي، وبطولة سعاد حسنى ورشدي أباظة وصلاح ذو الفقار ومحمود المليجي. "القاهرة 30" الانتهازية وانعدام الأخلاق من الأفلام التي عبرت بقوة عن الثورة، من خلال شخصية محجوب الانتهازي الذي يتزوج فتاة فقيرة، ويستغلها من أجل الوصول إلى المناصب. الفيلم من إخراج صلاح أبو سيف، وقصة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وبطولة سعاد حسني وأحمد مظهر وعبد المنعم إبراهيم ويوسف وهبي وتوفيق الدقن وسهير المرشدي. جاء الفيلم انعكاسًا لنماذج نراها فى الواقع بين المهتم بأحوال البلد ويحلم بالتغيير، وغير المهتم بما يدور حوله، حيث تدور قصة الفيلم حول ثلاثة أصدقاء من طلبة الجامعة، يعيشون فى منزل واحد: "علي طه" شاب مثقف يحلم بحياة نظيفة وثورة تقضي على الفساد والظلم، "أحمد بدير" شاب لا يهتم بشيء، ويعمل في إحدى الصحف، "محجوب عبد الدايم" أفقرهم، يطلب من ابن قريته "سالم الأخشيدي" مدير مكتب قاسم بك وكيل إحدى الوزارات عملًا، فيقترح عليه أن يتزوج "عشيقة" وكيل الوزارة مقابل وظيفة وشقة، على شرط أن يزوره قاسم بك مرة واحدة في الأسبوع. يقبل "محجوب" ما يعرض عليه، ويتوالى صعود نجم محجوب في الوظيفة بصعود نجم قاسم بك من وكيل وزارة إلى وزير، بينما يستمر "علي طه" في نضاله الثوري، مبشرًا بفجر جديد. "فى بيتنا رجل".. فترة ما قبل الثورة من روائع إحسان عبد القدوس والمخرج هنري بركات، فهو انعكاس للعديد من البيوت المصرية التى تعتبر السياسة سلكًا شائكًا، لا يمكن الاقتراب منه، حيث يدور الفيلم في الحقبة التي تسبق ثورة 23 يوليو وما كان يدور من اجتماعات فجرت الثورة. حيث ينجح الثائر "إبراهيم حمدي" في اغتيال رئيس الوزراء المتعاون مع الاستعمار، ويتمكن من الهروب بعد إلقاء القبض عليه، ويلجأ إلى منزل زميله الجامعي محيي، الذى ليس له نشاط سياسي، وترفض أسرة محيي إيواءه في أول الأمر خشية من أحد أقاربها "رشدي أباظة"، الذي كان يعمل لصالح البوليس السياسي، ويحاول إبلاغ البوليس السياسي بمكان "إبراهيم"، ولكن "سامية" تمنعه في الوقت المناسب. ويشك رئيس البوليس السياسي في الأمر، ويعذب محيي وعبد الحميد؛ لعدم الإبلاغ عن مكان إبراهيم، ويرفض إبراهيم السفر إلى خارج البلاد، ويعود ليساهم في النضال ضد جنود ومعسكرات الاستعمار، ويستشهد فى إحدى العمليات. "الله معانا" من حرب فلسطين حتى الإطاحة بالملك يحكي الكاتب إحسان عبد القدوس من خلال "الله معانا" عن ذهاب الضباط المصريين للمشاركة في حرب فلسطين؛ حيث يذهب "عماد" بعد أن يودع خطيبته، ويصاب في الحرب، ويعود مبتور الذراع مع عدد من الجرحى والمشوهين، ما يؤدي إلى حركة تذمر بين رجال الجيش؛ ليتكون تنظيم الضباط الأحرار؛ لكي ينتقموا للوطن، وتنتهي الأحداث بالإطاحة بملك البلاد وتولي الجيش مقاليد الحكم. العمل من إخراج أحمد بدرخان، وبطولة فاتن حمامة وعماد حمدي ومحمود المليجي. "لا وقت للحب" يوثق حريق القاهرة تدور أحداث الفيلم خلال الفترة التي وقعت فيها حادثة حريق القاهرة في عام 1952، حيث يتعرف "حمزة المهندس" العضو المتطوع بالحرس القومي على مدرسة تدعى "فوزية"، وبعد اندلاع الحريق يحاول الإنجليز القبض على كافة المتطوعين في الحرس القومي، فيختبئ "حمزة" لدى أحد أصدقائه، وتساعده "فوزية" بكل ما تملك، وتحاول هي الأخرى تشكيل خلية خاصة بها من أجل ضرب القوات الإنجليزية في منطقة القنال. الفيلم من إخراج صلاح أبو سيف، وقصة يوسف إدريس، وبطولة فاتن حمامة و رشدي أباظة وصلاح جاهين وأحمد توفيق. "ثمن الحرية".. يعبر عن أسباب قيام الثورة فدائي مصري ينفذ عملية ضد الاحتلال الإنجليزي، ويتمكن من الفرار من سلطة الاحتلال، ويكتشف الحاكم العسكري الإنجليزي تعاون ضابط جيش مصري مع الفدائي، فيحقق معه؛ لمعرفة مكان الفدائي، ويرفض الضابط الاجابة، فيقبض الحاكم على مجموعة مواطنين مصريين، ويهدد بقتلهم على التوالى إن لم يُدلِ الضابط بمكان الفدائي، ويترك الضابط مع المقبوض عليهم؛ ليقنعوه بالاعتراف، ثم يتم قتل البعض، ثم يطالبه الباقون بالصمود، وأخيرًا يقوم المساعد المصري للحاكم العسكري بقتل الحاكم العسكري. الفيلم من تأليف نجيب محفوظ، وبطولة عبد الله غيث وصلاح منصور ومحمود الحديني ومحمود مرسي وصبري عبد العزيز ومحمد يحيى سليمان.