السيد حسين قالت الروائية والقاصة الدكتورة غادة العبسي ل" الأهرام العربي" أنها كانت مفاجأة كبيرة لها أن يُدرج اسمها ضمن الفائزين بجائزة أخبار الأدب لهذا العام عن روايتها (الإسكافي الأخضر فانتازيا الهمس والعقارب)، وأضافت غادة أنها تعتز جدا بهذا العمل وأنجزته بحمد الله بعد انتهائها من روايتها الأولى الفيشاوي بحوالي عام، انتهيتُ خلاله من مجموعتي القصصية الرابعة، وكان من المفترض أن أشرع في كتابة رواية أخرى أحضّر لها منذ شهور وأعتبرها رواية العمر ولا أدري كم ستسغرق كتابتها حتى الآن، ولكن ظلت فكرة رواية الإسكافي الأخضر تلحّ على مخيلتي، فكتبتُها كقصة في باديء الأمر، إلا أنني لم أتخلص من إلحاحها، فقررت تحويلها إلى رواية.
وتعترف غادة أنها شعرتُ بالانفصال التام عن العالم في أثناء كتابتها، كنتُ محلّقة في عالم رحب لا حدود له، وهذا نادر -أن تكتب بسعادة- فالكتابة مضنية ولا يشعر الكاتب بالإرتياح إلا عندما ينتهي من عمله وأحياناً كثيرة لا يتخلص من القلق والرغبة في الوصول إلى كمالٍ ما حتى بعد إنهاء عمله الأدبي. خرجتُ عن المألوف والقضايا المتكررة وعرضت في الرواية فكرة جديدة تماماً لم يتم تناولها من قبل، في إطار فانتازي، حيث هناك ربط بين ثلاثة عوالم الإنسان والنبات والفَلَك.
وعبرت عن سعادتها التي لا توصف بما صرّح به الأستاذ الكبير سعيد الكفراوي لأخبار الأدب وعضو لجنة تحكيم المسابقة عن الرواية، وقال الكفراوي "استطاعت غادة في روايتها المشاركة بالمسابقة أن تحول الواقع البائس إلي فضاء في الفن والشعر والفلسفة، واتسمت كتابتها بالحميمية واستخدام لغة أدبية ورؤي تنفتح علي الاحتمالات بعيدا عن السياسة والقبح والجنس، فهي رؤية فنان قادر علي صناعة الفن والفلسفة". وتري غادة العبسي أنها تشعر بطفرة حقيقية تحدث في كواليس الوسط الثقافي وجهد يستحق الإشادة.. وأتوجه بعميق الشكر لأسرة أخبار الأدب وللأساتذة الأفاضل أعضاء لجنة التحكيم وأتمنى أن يخرج العمل قريباً إلى النور ويحظى بإعجاب القرّاء.
مقطع من الرواية:
أرسلتُ جذورى إلى أعماقك، لا تتجذّر البذرة قبل أن تأمن الأرض أولاً.. لم أجد أدنى مقاومة عبر ذلك الجدار الفاصل المشدود، تخللتْه أنسجتي بيسر، كان بوابةً وليس باباً، وكانت البوابة هي التي تطرق! نبضك يعلو ويعلو، عبرتُ وتحسستُ ظلمة روحك، تذوقتُها وشممتُها، فإذا بنورها يجد طريقاً إليّ، والبذرة لا تألف السجون ولو غمرها الضوء، ولكني من سخاء هذا الضوء المنسكب فوقي لم أرد صعوداً أو خروجاً من بئرك، كان مبهراً وشديد السطوع! حتى أن قلبي كفّ عن انتظار يد تأتي من أعلى لالتقاطي وأخذ يتسلق نبضك، فَنَمَوْتُ!
الجدير بالذكر أن غادة العبسي طبيبة وروائية وقاصة صدر من قبل رواية "الفيشاوي" لها أيضا مجموعتان قصصيتان هما "حشيشة الملاك"، وأولاد الحور"، حصلت على عدة جوائز منها جائزة مجلة دبي الثقافية لعام 2015 عن رواية "الفيشاوي" وجائزة نازك الملائكة للإبداع النسوي عن قصتها "مانوليا" وجائزة إحسان عبد القدوس عن قصتها "وحياة قلب وأتراحه" بالإضافة إلى جائزة المسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة عن مجموعتها القصصية "أولاد الحور".