مصطفى حمزة »» الخولاني: جميع الأطراف تريد وقف الحرب باستثناء الإخوان »» طالب: الحوثيون لا يسعون لمصلحة اليمن »» الطاهر: قوى إقليمية تسعى لإفشال المحادثات تبدأ اليوم الخميس أولى جولات المحادثات اليمنية في الكويت برعاية الأممالمتحدة، بعد إعلان وفد صنعاء المتضمن لممثلي حزب أنصار الله (الحوثيين) وممثلي حزب المؤتمر العام (أتباع صالح) المغادرة ظهر اليوم من سلطنة عمان متجهين إلى الكويت للمشاركة بعد أخذ ضمانات أممية بتثبيت وقف إطلاق النار والأعمال القتالية بشكل كامل. ولكن الكثير من المتخصصين في الشأن اليمني أعلنوا تخوفهم من فشل المحادثات، إلا أنهم اختلفوا في الأسباب التي من الممكن أن تؤدي لهذا الفشل، فبعضهم يرجع السبب الرئيسي إلى قوات التحالف التي بعدم التزامها بوقف إطلاق النار تؤخر المفاوضات وتعمل على إفشالها، بينما يرى الآخرون أن السبب الرئيسي هم الحوثيون أنفسهم، على اعتبار أن ما يحدث من قوات التحالف لا يكون إلا ردة فعل على الهجمات الحوثية. يقول الدكتور مهيوب الخولاني، الباحث السياسي اليمني، إن وفد صنعاء حريص على السلام وتحقيق الأمن إلا أن ما أسماه ب«خروقات قوات التحالف» كانت واحدًا من اسباب تأخر الوفود. وأكد أن جميع الأطراف سواء الداخل أو الأطراف الإقليمية تريد إيقاف الحرب باستثناء جماعة الإخوان المسلمين، لا سيما بعد ما خلفه التحالف من تدمير البنية التحتية وتضييق الخناق على الشعب –على حد قوله. ويشاركه الرأي الكاتب السياسي المتخصص في الشأن اليمني محمود الطاهر حيث يقول: «الحوار المزمع عقده في الكويت اليوم هو حوار فقط على السيادة والتبيعة اليمنية، وليس الأمر يخص المفاوضات أو حوار من أجل سلطة أو إعادة الدولة»، مشيرًا إلى إمكانية تعرقل الحوار أو إجراء المفاوضات نتيجة لعدم التزام قوات التحالف في تنفيذا بنود الهدنة، وهو ما أدى لتأخر وفد صنعاء في السفر إلى الكويت. وأشار إلى أن الاتفاق سيكون على حكم انتقالي عبر حكومة محاصصة لكافة الأطراف ومؤقتة لمدة عامين على أن يتم بعدها إجراء انتخابات رئاسية إن استمر الاستقرار في اليمن، مالم يطرأ عليه أي تغيير. ونبه الطاهر لوجود دراسات أمريكية وروسية تؤكد أن اليمن يعوم على بحر من النفط، مما يجعلها مطمعًا لقوى إقليمية عربية وغربية، بسبب تأثير ذلك المباشر على المكانة الاقتصادية لليمن إن هي استقرت. أسامة طالب الصحفي اليمني يقول رأي الاعلام اليمني والدولي له عدة توجهات واراء متضاربة، ولكن ما يخدم فكرة الصلح والتعايش هو السير على درب السلام في اليمن، لافتًا إلى أن رفض الوفد الحوثي المشاركة في المفاوضات حتى في اخر لحظه يكشف عن ما تبيته هذه الجماعة من أهداف تخصها ولا تمت للوطن بصلة. وأوضح أنه لا يوجد نية لدى الحوثيين للحل السياسي، وأن تواجدها في الرقعة السياسية جاء من خلال مجلس الامن الدولي، مشيرًا إلى أن سلوك هذه الجماعة هو نفس سلوك العصابات المتمردة الانقلابية. وألمح طالب إلى أن اتفاق الحوثي وصالح على نفس الموقف بعد تصريحات إعلامية واهية وسخيفة تبرر عدم مشاركتهم وهي ان الرفض جاء من احد اسبابه خلاف ما بين الطرفين (صالح والحوثي) فيما بينهم البين، مضيفًا: «مستقبل المحادثات لا يبشر بتفاؤل، والشارع اليمني لم يعد يثق بتصريحات ولد الشيخ التي توحي بالخروج بحل سياسي يصنع التسوية ويحقق سلامً حقيقيًا بين أطراف النزاع في اليمن» بينما يتوقع أنور الأشول السياسي اليمني أن المحادثات اليمنية اليمنية ستبوء بالفشل لأسباب تراكمية منذ أحداث الثورات المسماة بالربيع العربي والذي أفرز التعصب القبلي وأبرز العنصر الديني المذهبي الطائفي، مما زاد المشهد تعقيدًا أو أريد له ذلك بعد أن عاش اليمن على مدار 1400 عام بعيدًا عن هذه التقسيمات وأشار إلى وجود أجندات خاصة في المحيط الإقليمي منذ اندلاع الحرب بين الحوثيين والتحالف، متوقعًا حدوث مفاجآت والعودة إلى طاولة الحوار اليمني السعودي الخليجي مباشرًة بعد استنفاذ الأطراف اليمنية كل ما لديها. أما الكاتب اليمني تيسير السامعي فيؤكد أن تأخر وفد صنعاء عن حضور المفاوضات يدل دلالًة واضحًة أن الحوثي وصالح لا يهمهم معاناة الشعب اليمنى ولا الحالة الإنسانية التي يعيشها، لافتًا إلى أن قادة المليشيات لا يهمهم الا مصالهم الشخصية. وطالب الأممالمتحدة باتخاذ إجراءات صارمة ضد الطرف الذى عمل على عرقلة هذا المشاورات، وتنفيذ قراراتها لا سيما قرار 2216 لأنها تتحمل المسئولية الاخلاقية بكل ما يعانيه الشعب اليمنى، مؤكدًا أن الحوثي لم يلتزم بالهدنة ويبدأ بالعدوان مما يدفع التحالف لرد هذا العدوان، مستشهدًا بما يحدث في مدينه تعز التي لا تزال محاصرة، وقتل المدنيين فيها مستمر.