المعتصم بالله حمدي أكدت مواقع التواصل الاجتماعي أن لها دورا فاعلا في عدد من القضايا التليفزيونية التي فرضت نفسها علي الساحة المصرية خلال الفترة الأخيرة مثل أزمة وقف برنامج "الملكة" للمطربة الإماراتية أحلام الذي كان يعرض على تليفزيون دبي، الذي تعرض لحملة انتقادات واسعة من مواقع التواصل، مما جعل أحلام تعتذر لوطنها وللمشاهدين عن أى التباس أو سوء فهم حصل جراء ما حدث بعد عرض البرنامج، وأكدت بأنها لولاهم لما وصلت إليه اليوم وتعدهم أن تكون دائما عند حسن الظن. ومن قبل برنامج أحلام، تم وقف برنامج "ديو حليمة" بعد هجوم مواقع التواصل الاجتماعي عليها وتحديدا "تويتر" على تليفزيون "الراي" والمذيعة حليمة بولند بسبب افتقار البرنامج للنواحي الفنية والثقافية حتى الإعداد، وكذلك الهجوم على برنامج "وش السعد" الذي يقدمه الفنان محمد سعد على قناة mbc مصر، ومطالبة السوشيال ميديا بإيقافه ومقاطعته، وقبل ذلك قضية المذيعة ريهام سعيد وما تعرف ب" فتاة المول" وإيقافها من قبل قناة "النهار" ، والمطالبة السابقة بمقاطعة برنامج "نفسنة" على قناة "القاهرة والناس" بسبب اعتراض البعض على طريقة أداء الفنانة انتصار وجرأتها في الحوار، وبعد مرور فترة على هجوم مواقع التواصل الاجتماعي على انتصار، غادرت برنامج "نفسنة" وتم استبدالها بالفنانة بدرية طلبة. ومن خلال كل النماذج السابقة يتأكد أن نجاح حملات السوشيال ميديا يمكن تعميمها ضد بعض البرامج التي تمارس الإعلام السطحي، خصوصا أن وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن التحكم فيها وبها تلقائية وعفوية ولا يمكن التخطيط لهما، خصوصا إذا كانت هناك مشاعر صادمة للجمهور. محمد نظمي المتخصص في التسويق والإعلانات، قال إن هناك استطلاعات رأى خاصة تجري علي مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة رأي الناس في المحتوي الذي يقدم من خلال وسائل الإعلام. وتوقع نظمي أن تتراجع وسائل الإعلام التي تعتمد علي الإثارة من أجل جذب الجمهور، لأنها من الممكن أن تواجه جماهيريا وتجد حملات لمقاطعتها، وبالتالي تخسر المعلنين ونسب المشاهدة، ولذلك فإن الحل الأمثل هو الالتزام بتقديم إعلام مهني قوي يحقق مردودا إعلانيا وتواصلا إيجابيا مع الجمهور. وأكد محمد بدوي المدير الفني لقناة المحور، أن مواقع التواصل الاجتماعي أحيانا ما تحفز بعض البرامج لتبني السلوكيات الإيجابية والتصدي للأفكار السلبية. وشدد بدوي علي دور البرامج التليفزيونية في تنوير العقول من خلال تقديم قضايا إيجابية، والاهتمام بعرض الأفكار المتناقضة لإتاحة الفرصة للمتلقي لفهم طبيعة الموضوعات التي تدور من حوله. وأوضحت الفنانة داليا مصطفي أن المنافسة بين وسائل الإعلام العربية ومحاولة جذب المعلن قد تدفع البعض لاستخدام أساليب غير مهنية لتحقيق شهرة زائفة، وبالتالي فإن العملية الإعلامية تحتاج لتنظيم وتفعيل مواثيق لضبط المشهد الإعلامي المصري والعربي. وقالت داليا إن بعض الإعلاميين حاليا تحولوا إلى سياسيين ومنظرين على الأحداث ويدعون معرفة كل شىء، تاركين مهمتهم الأساسية فى نقل الحقائق بموضوعية دون التأثير على الغير، فيأتى البحث عن السبق فى معظم الأوقات على حساب كشف الحقيقة، وتناول الإعلاميين للقضايا بشكل سطحى وغير مدروس بعمق كاف، ولذلك سارعت مواقع التواصل الاجتماعي في الهجوم علي البرامج الضعيفة، التي تحاول جذب الأنظار بأساليب غير مهنية. وقالت الإعلامية الكبيرة سناء منصور، إن جمهور المشاهدين ومنهم المهتمون بمواقع التواصل الاجتماعي من الطبيعي أن يرفضوا البرامج التي أصبح الضيف فيها مجرما فى جميع الأحوال، لافتة النظر إلى أن غياب دور الفن والإعلام الحقيقي، جعل المشاهد مضطرا لمتابعة تجاوزات بعض البرامج سواء المصرية أو العربية.