بعد دخولها مجلس الشورى.. المرأة السعودية تتخذ خطوة جديدة فى صنع القرار دخلت المرأة السعودية مرحلة جديدة وهي تخوض سباق متكافئا مع الرجل في الانتخابات البلدية بدورتها الثالثة كناخبة ومرشحة للمرة الأولى، بعد القرار الملكي الصادر في 25 سبتمبر عام 2011م، الذي قضى بمشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية ناخبة ومرشحة، وفقاً للضوابط الشرعية المعمول بها في المملكة. فيما تأتي هذه المشاركة في دورتها الثالثة، بعد أن غابت المرأة السعودية عن الدورتين السابقتين، عامي 2005 2011، كخطوة تمثل إضافة جديدة في إدارة أعمال المجالس البلدية في المناطق السعودية، وإتاحة الفرصة لها لترشيح وانتخاب من ترى فيه القدرة على النهوض بالخدمات البلدية في منطقتها، في الوقت الذي جرى فيه تجهيز 424 مركزًا انتخابيًا للمرأة من أصل 1263 مركزًا انتخابيًا منتشرا في مدن ومحافظات المملكة. يارنا فى المجالس البلدية وسننافس الرجال بشدة فى العمل السياسى تُعد مشاركة المرأة انعكاسا لرؤية القيادة بالمملكة، والتي تعي جيداً مكانة المرأة وأهمية تمكينها لبناء مجتمع حديث ينهض بأبنائه نحو المستقبل، حيث بلغ عدد المرشحات 979 مرشحة لعضوية 284 مجلساً بلدياً، كما وصل عدد الناخبات إلى 130,637 ناخبة يشاركن للمرة الأولى. وبحسب تقرير صادر عن وزارة الشئون البلدية السعودية، فإن المرأة السعودية ستسهم في إثراء الموضوعات والمعاملات البلدية التي تمس خدمة المواطنين بشكل مباشر، وتلبي احتياجاتهم من خلال الرقابة والمتابعة للخدمات المقدمة، ووضع الخطط وإيصال الاقتراحات، وتنفيذ البرامج اللازمة لتعزيز عمل المجلس البلدي فعليًا ضمن إطار تنظيمي روعي فيه خصوصية المكان، ليتسنى للمرأة خدمة النساء في أماكن مخصصة لهن تؤدي إلى خدمتهن بالشكل المطلوب، حيث شهدت الأيام الأولى من فترة قيد الناخبين والناخبات، تفاعلا كبيرًا من الناخبات اللاتي أقبلن على المراكز الانتخابية الخاصة بالمرأة في مختلف مدن ومحافظات المملكة، لتسجيل أسمائهن كناخبات ومرشحات كونه حقا من حقوقهن كمواطنات يحملن الرؤى والبرامج القادرة على النهوض بالعمل البلدي في مناطقهن. ويقول الدكتور عبد الملك بن علي الجنيدي، أستاذ كلية الهندسة في جامعة الملك عبدالعزيز ورئيس المجلس البلدي في جدة:»عن مشاركة المرأة فى انتخابات البلدية، وجدت أن المرأة أكثر متابعة لكثير من الموضوعات المتعلقة بالشئون البلدية، بسبب دقة الملاحظة التي تتمتع بها، سواء فيما يتعلق بالنظافة أم الصحة أم المطبات والإسفلت، وما إلى ذلك. والمرأة مسئولة عن نفسها وعن عائلتها، ومسئولة بالتالي عما يقارب 75 في المائة من الأسر السعودية. لذا تلعب المرأة دوراً بارزاً فيما يتعلق بالصحة البيئية والصحة البلدية». وفي سياق متصل، أوضحت الناشطة الاجتماعية، ومنسقة مبادرة «بلدي»، فوزية الهاني، أنه:«بنتيجة تواصلنا مع المجالس البلدية، لم نلحظ محددات معينة في كيفية مشاركة المرأة. فمشاركتها ستكون أكيدة وبحقوق كاملة. وهناك بعض الضوابط التي رُفعت بعدم إظهار صورة للمُرشحة في إعلانات حملتها الانتخابية، وهذا أمر طبيعي ويتوافق مع ثقافة المجتمع السعودي، وبرغم ذلك لم يتم إصدار قرارات معينة وواضحة، من الوزارة حول طبيعة مشاركة المرأة». وعما تُجنيه المرأة بدخولها المجالس البلدية، تؤكد السيدة هتون أجواد الفاسي، أستاذ تاريخ المرأة في جامعة الملك سعود وكاتبة في جريدة الرياض، ومنسقة مبادرة «بلدي»: «أن مشاركة المرأة السعودية في هذه المجالس، تُعطيها دفعاً للاهتمام بالقرار العام والشأن العام. فالمجالس البلدية تتيح للمرأة اتخاذ قرارات تؤثر في حياتها وحياة أسرتها. فكوني امرأة أستطيع أن أؤثر في هذا الوسط وأُحدث فيه فرقاً وأعمل على تحسينه، وأجعله أكثر أماناً وفاعلية ورفاهية لأسرتي وبيئتي، يُساعد في إحداث ضغوط على قرارات أكثر صعوبة وأكثر شمولية. لذلك نحن نطالب بضرورة وجود كوتة، والتعيين مضمون». وحول مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية في دورتها الثالثة، قالت المرشحة نجلاء إسماعيل فلمبان، المنتسبة لإدارة التعليم بمحافظة ينبع، وهي ضمن 4 مرشحات في مقابل 34 مرشحاً من الرجال، يترقبون انطلاق الانتخابات، إنها ستخوض الانتخابات، «برغم غلبة المجتمع الذكوري»، موجهة رسالة إلى المرأة بقولها:«أنتِ نصف المجتمع، والإسلام ضَمِن لك حقوقك، وكذلك وطنك، ولم يتبق لك إلا أن تسعي لتوسيع دائرة تأثيرك، وأن تكوني على قدر المسئولية بفكرك، ومثاليتك، وإمكاناتك التي منحك إياها الله»، واعدة سيدات ينبع بأنها «ستسعى ليكنّ شريكات في المجتمع، ويحققن منظومة مدنية أفضل، وذلك من أجل بناتنا وأبنائنا». وفي السياق ذاته، بينت المرشحة الثانية صاحبة فكرة مشروع «ينبع تقرأ»، منى الغامدي، أنها بتقدمها تخطت تحديات مجتمعية، ورسائل سلبية، وأنها تحدّت نفسها، رغبة في إنجازٍ يسجل باسم المرأة السعودية، مضيفة أنها ترى «استحقاقها عيش التجربة من أولها إلى آخرها»، وأنها تلاحظ التغير المجتمعي الذي يتمثل في تجربتها الانتخابية، واثقة بأنها ستحقق ما يفيد المجتمع الداخلي قدر استطاعتها. «قطان»: 1.5 مليون مواطن لهم حق الأنتخاب ونسبة المشاركة تخطت 51 % صرح سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر أحمد بن عبد العزيز قطان، أن حوالى 1.5 مليون مواطن ومواطنة لهم حق المشاركة في الحدث التاريخي في المملكة، حيث جرت انتخابات المجالس البلدية والتي شهدت مشاركة المرأة كناخبة ومرشحة لأول مرة، حيث سيقع الاختيار من بين 6917 مرشحا ومرشحة ل2106 مقاعد. وأكد «قطان»، أن المملكة قد اتخذت جميع الإجراءات والاستعدادات لاستقبال الناخبين، وضمان سير عملية الاقتراع بسهولة ويسر في 343 دائرة انتخابية تغطي جميع مناطق المملكة.حيث تم تكليف 837 مراقبا ومراقبة لزيارة ومتابعة الحملات الانتخابية للمرشحين والمرشحات.. وتعيين 708 مأموري ضبط للمخالفات. وأوضح السفير، أنَّ نظام المجالس البلدية الجديد يدعم مشاركة المواطن في اتخاذ القرار، كما تضمن عدداً من التغيرات الإيجابية التي تضمنت زيادة عدد المقاعد المنتخبة من النصف إلى الثلثين, وخفض سن القيد الانتخابي ل18 عاما، مما سيتيح الفرصة لعدد أكبر من الشباب المشاركة في صنع القرار، وأن النظام الجديد توسع في إعطاء الصلاحيات والسلطات التنفيذية للمجالس البلدية، لافتاً النظر إلى أن عدد أعضاء المجالس البلدية بلغ 3159 في الدورة الحالية مقارنة ب 1212 في الدورة الأولى. وتخطت نسبة التصويت ال 51 % فى أول مشاركة للمرأة وهذا يعد إنجازا تاريخيا. أسماء الفائزات فى الانتخابات أعلنت اللجان الانتخابية السعودية، الأحد، فوز 19 امرأة في انتخابات المجالس البلدية التي أقيمت السبت الماضى، والتى تعد أول عملية اقتراع تشارك فيها النساء. وفازت سالمة بنت حزاب العتيبي، بمقعد في المجلس البلدي في بلدة مدركة بمنطقة مكةالمكرمة، «وفق نتائج أولية، أعلنها أسامة البار رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية». وفي الرياض، فازت كل من علياء بنت مكيمن الرويلي، وهدى بنت عبد الرحمن الجريسي، وجواهر بنت عثمان الصالح، كما فازت هنوف بنت مفرح الحازمي، في محافظة الجوف «شمال»، وسناء عبد اللطيف حمام، ومعصومة عبد المحسن الرضا، في محافظة الإحساء «جنوب شرق»، ومنى سلمان العميري، وفضيلة عفنان العطوي، في تبوك. وعبرت ناشطات ومرشحات ومقترعات عن الفخر للمشاركة في هذه الانتخابات التي تعتبر تاريخية، كون المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت. وأكدت خضراء المبارك، فوزها في محافظة القطيف قائلة لوكالة «فرانس برس»، «الفوز يعني لي أن هناك نافذة جديدة فتحت لي لكي أحقق من خلالها المشاركة في تنمية وطني في المجال البلدي». وأضافت أن «انتخاب امرأة يعني لي، مزيدا من الجهد للوصول للمشاركة من قبل المجتمع في تنمية الوطن واستثمارا لكفاءات نسائية يختزنها نصف المجتمع». وتصدر النتائج الرسمية تباعًا، وسجل فوز نساء في الجنوب أيضا مع انتخاب امرأة في محافظة جازان واثنتين إحداهما لما عبدالعزيز السليمان، في جدة، ثاني أكبر مدن السعودية، كما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسئولي انتخابات محليين. وقالت الجازي الحسيني، التي هزمت في الديرة قرب الرياض كما نقلت عنها قناة الإخبارية «نحن بحاجة لأكثر من تسع نساء». وكانت الانتخابات التي أجريت السبت الماضى في مناطق مختلفة من البلاد، أول عملية اقتراع تشارك فيها النساء، في خطوة اعتبرت سيدات أنها تمنحهن «صوتا» في بلاد لا تزال تفرض عليهن قيودا صارمة. وشكلت «الانتخابات»، وهي عملية الاقتراع المباشر الوحيدة في المملكة، فرصة أولى للنساء للإدلاء بأصواتهن. وقبل إجراء هذه الانتخابات، كانت المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت، بالإضافة إلى سلسلة قيود تشمل منعهن من قيادة السيارات، وارتداء الحجاب والعباءة السوداء في الأماكن العامة، حيث تطبق معايير صارمة للفصل بين الجنسين. وتنافس 6440 مرشحا في الانتخابات، بينهم أكثر من 900 مرشحة، على ثلثي المقاعد في 284 مجلسا بلديا، في حين يتم تعيين الأعضاء الباقين. ويعد دور هذه المجالس محدودا ويرتبط بشكل عام بالاهتمام بالشوارع والساحات وشئون بلدية أخرى. ونظرا لأنظمة الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة، لم يتح للمرشحات لقاء الناخبين الرجال بشكل مباشر، علما بأن هؤلاء يشكلون غالبية الناخبين، كما شكت سيدات من أن تسجيل أسمائهن للمشاركة في عمليات الاقتراع شابته صعوبات بيروقراطية. وبلغت نسبة النساء من الناخبين أقل من عشرة بالمئة، وبحسب إحصاءات اللجان الانتخابية، بلغ عدد المسجلين للانتخاب 1,5 مليون شخص، بينهم 119 ألف امرأة فقط. فيما أشارت أرقام رسمية نشرتها وكالة الأنباء السعودية، إلى أن نسبة مشاركة النساء في الانتخابات بمحافظة البهاء «جنوب غرب» فاقت %80، مع مشاركة 946 امرأة من أصل 1146 سجلن أسماؤهن، بلغت نسبة المشاركة بشكل عام في هذه المحافظة المعروفة بطبيعتها الجبلية، نحو %51,5، «وفق الوكالة السعودية». وفى السياق أعربت مرشحات ومقترعات عن فخرهن بالمشاركة في الانتخابات، علما بأن التوقعات بفوز امرأة بعضوية المجالس البلدية، كانت متواضعة جدا.