أ. ف. ب أحبطت القوات العراقية والتحالف الدولي الجمعة هجوما لتنظيم الدولة الإسلامية على قاعدة الأسد الجوية في غرب العراق، والتي تضم مستشارين عسكريين أمريكيين، بحسب قيادة التحالف ومصادر عراقية. واتى ذلك بعد ساعات من هجوم للتنظيم المتطرف على بلدة البغدادي القريبة من القاعدة، والتي تعد من المناطق القليلة التي لا تزال تحت سيطرة القوات العراقية في محافظة الانبار (غرب). وفي حين قال التنظيم انه سيطر على "مناطق مهمة" في البلدة، نفت مصادر امنية عراقية ذلك. واعلنت مصادر امنية عراقية ان المعارك في البغدادي والهجوم على القاعدة اديا الى مقتل 18 عسكريا اليوم بينهم ضابط برتبة عميد، من دون تقديم تفاصيل عن حصيلة كل من الحادثين. وقالت القيادة المشتركة للتحالف الذي تقوده واشنطن في بيان "قرابة الساعة 07,20 صباح اليوم (04,20 تغ)، هاجمت مجموعة صغيرة من داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) منشأة للجيش العراقي في قاعدة الاسد الجوية في محافظة الانبار". واضافت "قامت قوات الامن العراقية مدعومة بطلعات من قوات التحالف، بهزم الهجوم وقتل المهاجمين الثمانية". وابلغت مصادر عسكرية عراقية وكالة فرانس برس ان الهجوم كان عبارة عن محاولة انتحاريين يستقلون مركبة عسكرية، تفجير انفسهم عند مدخل القاعدة. وافادت قيادة التحالف في بيان ثان ان المقاتلات التابعة لها شنت خمس غارات في محيط قاعدة الاسد خلال 24 ساعة، بين الساعة الثامنة صباح الخميس بالتوقيت المحلي، والثامنة صباح الجمعة. وادت الغارات الى تدمير اهداف عدة، منها "اربع وحدات تكتيكية وعربة مفخخة ونقطة تفتيش" تابعة للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في سورياوالعراق. واكد التنظيم عبر "اذاعة البيان" التابعة له، تنفيذ هجوم على القاعدة. وجاء في نشرة الاذاعة "استهدف جنود الدولة الاسلامية قاعدة الاسد الصفوية في البغدادي، والتي يدرب فيها عسكريون اميركيون قوات الجيش الصفوي، ولا تزال الاشتباكات مستمرة هناك"، من دون تفاصيل اضافية. وتضم قاعدة الاسد، وهي من اكبر القواعد في العراق، نحو 300 جندي اميركي يدربون القوات الامنية وابناء عشائر سنية على قتال التنظيم الذي يسيطر على غالبية الانبار، كبرى محافظاتالعراق، والتي تتشارك حدودا مع سوريا والاردن والسعودية. وسبق الهجوم على القاعدة اقتحام التنظيم بلدة البغدادي غرب القاعدة. وقال ضابط برتبة مقدم في شرطة الانبار ان "مسلحي داعش قاموا بشن هجوم بعد ظهر امس (الخميس)، استهدف مركز شرطة البغدادي ومبنى المجلس المحلي ودائرة الجنسية" وسط البلدة الواقعة عند نهر الفرات. واضاف "بالتزامن، قام مسلحون آخرون من خلايا نائمة من داخل البلدة، بمهاجمة قوات الامن المتواجدة في المقرات الثلاثة"، مشيرا الى ان المسلحين تمكنوا من السيطرة على هذه المراكز. وفي حين اكد عقيد في الجيش وعضو في مجلس المحافظة سيطرة القوات العراقية على معظم البلدة باستثناء حي الشهداء (وسط)، قال التنظيم انه يسيطر على "اماكن مهمة". وجاء في النشرة الاذاعية نفسها "تمكن جنود الخلافة بفضل الله من السيطرة على اماكن مهمة في البغدادي"، منها "دائرة الجنسية التي كان يتحصن بها الصفويون ومركز شرطة البغدادي"، اضافة الى "قطع الطريق بين البغدادي وحديثة" التي تضم ثاني اكبر السدود في البلاد، ولا تزال تحت سيطرة القوات العراقية وابناء العشائر السنية الموالية لها. واكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان ان حكومته "تهتم اهتماما بالغا بالانبار والدفاع عنها وحماية اهلها من داعش، وان الانبار تمثل المحافظة الاولى في تواجد فرق الجيش العراقي". وشدد على انه "لا توجد حاجة لتواجد قوات اجنبية مقاتلة لا في الانبار ولا في غيرها من ارض العراق". ويسيطر التنظيم المتطرف على غالبية ارجاء الانبار، لا سيما مدينة الفلوجة واحياء من مدينة الرمادي مركز المحافظة. وتسعى الحكومة الى استمالة العشائر في المحافظة ذات الغالبية السنية، للقتال الى جانبها ضد التنظيم. الا ان العشائر تشكو من ضعف التسليح والمساعدات التي تتلقاها من الحكومة العراقية للاستمرار في القتال.